08-سبتمبر-2024
اقتحام طولكرم

وجهت مصادر عسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي اتهامات مباشرة للوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بأنهما "المسببان الرئيسيان لتصاعد العنف الفلسطيني" وتوسعه إلى مناطق تتجاوز شمال الضفة الغربية. وقالت هذه المصادر أن الثنائي يسعى لإشعال "حرب يأجوج ومأجوج"، واعتبروا أن تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى هو الفتيل الأساسي الذي قد يشعل الأوضاع، بحسب ما نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية.

يأتي هذا الاتهام وسط انتقادات من داخل جيش الاحتلال لسياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزرائه، حيث يتهمونهم بالتردد وعدم اتخاذ قرارات حاسمة. وأفادت التقارير أن بعض الضباط في جيش الاحتلال يفكرون بترك مناصبهم بسبب الإحباط المتزايد من عدم اتخاذ قرارات قيادية مؤثرة في إدارة الحرب.

تزداد المخاوف من أن صعود بن غفير المتكرر إلى المسجد الأقصى وتشجيعه على أداء الصلوات فيه يخالف الوضع القائم ويؤجج الغضب في العالم العربي

وكشفت "يديعوت أحرونوت" أن "الإحباط من عدم وجود قرارات في جميع مجالات المستوى السياسي يدفع العديد من كبار الضباط هذه الأيام إلى التفكير فيما إذا كان يجب وضع المفاتيح على الطاولة والتقاعد".

وعلى الرغم من العمليات المستمرة التي يشنّها جيش الاحتلال في قطاع غزة وعلى طول الحدود الشمالية مع لبنان، فإن الضفة الغربية المحتلة باتت محور التركيز الثالث للأجهزة الأمنية الإسرائيلية. 

وادعى مصدر أمني رفيع في جيش الاحتلال أن العمليات العسكريّة التي نفذها الجيش مؤخرًا في عدة مخيمات للاجئين في الضفة، واستهدفت  المقاومة الفلسطينية، التي تشن هجمات باستخدام العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، "حققت نجاحات كبيرة". لكنه حذر من أن هذه النجاحات قد لا تمنع اندلاع انتفاضة شاملة في الضفة.

إلى جانب ذلك، قال المصدر إن هجمات المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين تتسبب في تصعيد التوترات، ما دفع المزيد من الشبان الفلسطينيين إلى الانضمام إلى حركات المقاومة. ويقول ضباط في جيش الاحتلال إن الشرطة الإسرائيلية لا تقوم بدورها في كبح جماح المستوطنين. 

وأكد أحد الضباط البارزين في جيش الاحتلال إن الوضع في الضفة الغربية على وشك الانفجار، مضيفًا أنه في حال اندلاع انتفاضة واسعة، سيتعين على الجيش استدعاء عدد كبير من القوات، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا.

وتزداد المخاوف من أن صعود بن غفير المتكرر إلى المسجد الأقصى وتشجيعه على أداء الصلوات فيه يخالف الوضع القائم ويؤجج الغضب في العالم العربي، وهذا قد يؤدي إلى انفجار الوضع ليس فقط في الضفة، بل على مستوى إقليمي أوسع، بحسب المصادر.