تشهد الساحة الإسرائيلية نقاشات حادة حول إمكانية إبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس ومستقبل الوضع الأمني في قطاع غزة، وسط تزايد الدعوات من مختلف الأطراف الأمنية والسياسية للتوصل إلى اتفاق. ويبقى القرار النهائي بيد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يواجه ضغوطًا داخلية وخارجية، فيما كشفت القناة 13 الإسرائيلية أن جيش الاحتلال تراجع عن مطلبه بمواصلة احتلال محور فيلادلفيا ونتساريم.
وأكد أور هيلر، مراسل الشؤون العسكرية في القناة 13 الإسرائيلية، أن الجيش غير موقفه ويقول في النقاشات إنه يمكن الانسحاب من محور فيلادلفيا مع الإبقاء على مجسات دون بناء جدار إسمنتي تحت الأرض. هذه المجسات المتطورة، التي تمتد على مسافة 14 كيلومترًا، تهدف إلى مراقبة أي حفر أنفاق من سيناء إلى غزة. ويقدر جيش الاحتلال أن يستغرق نصب المجسّات بين أسبوعين إلى شهر، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية توصي بالتوصل إلى صفقة الآن، ولكن القرار النهائي يعود إلى نتنياهو.
محلل: نتنياهو يمكنه دفع حكومته للمصادقة على الصفقة ولكنه لا يريد ذلك
ورجح ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في قناة 13، أن يؤدي إصرار نتنياهو على مطالبه بشأن نتساريم وفيلادلفيا إلى تعطيل أي صفقة. وأوضح أن الظروف قد نضجت للصفقة، وحماس مستعدة لتقديم تنازلات، ولكن عدم استغلال هذا الوقت سيضيع الفرصة.
فيما أكد يارون أبرهام، مراسل الشؤون السياسية في قناة 12، أنه لا يتوقع حدوث أي اختراق في المفاوضات أثناء وجود نتنياهو في واشنطن. ومنح نتنياهو الوفد الموافقة للذهاب إلى الدوحة خلال نقاش مع قادة الجيش والمخابرات، ولكن لا يتوقع حدوث أي تقدم خلال زيارته.
ويرى يسرائيل زيف، قائد شعبة العمليات في الجيش سابقًا، أن الظروف مهيأة لإبرام صفقة تبادل الأسرى. وأشار إلى أن الوضع في الولايات المتحدة يتجه للتغيير، وأن رئيس الحكومة بإمكانه التوصل إلى صفقة إذا رغب في ذلك.
وأعرب عاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقًا، عن اعتقاده أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يريد استعادة الأسرى الإسرائيليين والأمريكيين أكثر من نتنياهو، مشيرًا إلى أن الوضع الاستراتيجي لإسرائيل يفرض وقف إطلاق النار في الجنوب والشمال.
ويعتقد رفيف دروكر، محلل سياسي في قناة 13 الإسرائيلية، أن نتنياهو يمكنه دفع حكومته للمصادقة على الصفقة ولكنه لا يريد ذلك. وأوضح أن مطالب إسرائيل بالبقاء في محوري نتساريم وفيلادلفيا تعرقل أي تقدم.
فيما قال إيتان كابل، عضو الكنيست السابق عن حزب العمل، إن نتنياهو لا يرغب في التوصل إلى صفقة أسرى، وأن أولوياته الحالية تتعلق بمصيره السياسي وعدم تفكيك حكومته.
وفي سياق تقييمها لدوافع رئيس الحكومة، أشارت دفنا ليئيل، محللة الشؤون السياسية في قناة 12، إلى أن نتنياهو سيبرم صفقة إذا ضمنت عدم انهيار حكومته.
كما وجهت اليا دينتسيغ، حفيدة أسير إسرائيلي أُعلن عن مقتله في غزة، رسالة مفتوحة إلى نتنياهو ووزرائه، تساءلت فيها عن مدة استمرار الحرب وسفك الدماء، ودعته إلى التنحي إذا كان عاجزًا عن إنهاء الحرب.