أجرى المفكّر العربيّ المدير العامّ للمركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات عزمي بشارة، مقابلة مع التلفزيون العربيّ، مساء السبت، تناول خلالها مفاوضات التهدئة والتبادل في غزة، والنقاش حول ما يعرف إعلاميًّا بـ"اليوم التالي"، بالإضافة إلى خطاب رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي، وملفّ المصالحة الفلسطينيّة، والنقاش حول ضرورة إعادة تفعيل دور منظّمة التحرير الفلسطينيّة.
وقال المفكّر العربيّ عزمي بشارة، عن لقاء روما المرتبط بمفاوضات التبادل والتهدئة في قطاع غزّة: "قد يكون هناك بعض التفاصيل الجديدة الّتي تطرح في المفاوضات، لكنّ التجربة أثبتت أنّ اتّجاه نتنياهو الثابت هو المماطلة أو التسويف، إلى حين الحصول على وقف إطلاق نار مؤقّت".
لا جديد في روما
وأشار بشارة إلى أنّ "كلّ كلام نتنياهو حتّى الآن -سواء الشروط الأربعة الّتي طرحها بعد 5 أسابيع من وقوف بايدن لطرح خطّة إسرائيليّة، وتبنّاها مجلس الأمن- لم يتغيّر، إذ يدور موقف نتنياهو وشروطه حول ’الانتصار في الحرب’، ما يعني مواصلة الحرب حتّى الحصول على مفهومه للانتصار، ورفض أيّ وقف إطلاق نار يمنع العودة إلى الحرب، والبقاء في رفح ومناطق أخرى في القطاع، ووضع فيتو على أسماء 100 أسير فلسطينيّ في صفقة التبادل".
عزمي بشارة: حسابات نتنياهو الحصول على جميع المحتجزين الأحياء، ومن ثمّ استمرار الحرب
وأوضح بشارة أنّ التحول قد "يكون في التفاصيل، وهو أمر لن يرجّح حدوث صفقة التبادل"، أي قد يطرح تعديلات بسيطة، لكنّها لن تكون جوهريّة، إذ إنّ "منطق نتنياهو هو تجنّب وقف إطلاق النار، وإذا وافق فإنّه سيوافق على المرحلة الأولى، وموقفه حاليًّا هو التوصّل إلى اتّفاق لمدّة 42 يومًا، يحصل فيها على المحتجزين الأحياء، لذلك رفع نتنياهو العدد الّذي يريده من الأسرى خلال المرحلة الأولى من 3 أسرى كلّ أسبوع إلى 5 أسبوعيًا".
وأكّد صاحب كتاب "قضيّة فلسطين: أسئلة الحقيقة والعدالة"، أنّ "حسابات نتنياهو الحصول على جميع الأسرى الأحياء، ومن ثمّ استمرار الحرب"، مضيفًا: "لا أعتقد أنّ مباحثات روما سيكون فيها جديد باستثناء التفاصيل".
وتابع المفكّر العربيّ: "المقاومة قالت ما لديها، وقدّمت التعديلات وكانت طفيفة، ووافقت على خطّة بايدن، أيّ الموافقة على الـ 3 مراحل، وفسّرت أنّ هذا قد يقود إلى وقف إطلاق نار شامل بموجب تفسير بايدن للأمر، ومن هذه الناحية فعلوا ما عليهم".
واستمرّ في القول: "حاولت إسرائيل وغيرها أن يجعلوا موضوع المفاوضات في ملعب المقاومة، أي عندما طرحت الولايات المتّحدة المقترح، وحتّى عندما لم يعلن نتنياهو الموافقة عليه، بدأ الضغط على المقاومة للموافقة، والمقاومة وافقت على المقترح، وطالبت بموافقة نتنياهو على خطّة بايدن كما هي، وهو ما لم يفعله، بل على العكس طرح شروطًا إضافيّة، وهي غير مقبولة لأحد، وليست جزءًا من الخطّة الأميركيّة، وهدفه كان الاستمرار في الحرب ولديه منطق مُتعلّق بتغيير الوضع في غزّة جذريًّا، من ناحية".
وفي هذه النقطة، فصل بشارة بالقول: "نتنياهو ليس لديه خطّة حقيقيّة فيها شركاء لليوم التالي، وهو يتحدّث عن خطط عامّة مثل تغيير الوضع جذريًّا في غزّة، وما هو واضح المعالم أنّه لا يوجد لديه شريك لهذه الخطّة".
أمّا عن الناحية الأخرى من أهداف نتنياهو، فقد قال مدير عامّ المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات: "نتنياهو يريد فعلًا تدمير غزّة، والاستمرار في الحرب لتحقيق أكبر قدر ممكن من الدمار وجعل غزّة غير صالحة للحياة".
وحول العوامل الضاغطة على نتنياهو، قال بشارة: "الأوّل، صمود المقاومة وهذا العامل الحاسم، لأنّ العوامل الأخرى لم تكن حاسمة، أي المحاكم الدوليّة وضغط الدول والمظاهرات حول العالم، والتغيير في بعض المواقف الأوروبّيّة".
أمّا عن العوامل الجذريّة الّتي قد تكون ضاغطة على نتنياهو، فهي "تهديد أميركا أو الدول العربيّة، لكنّها لم تتحرّك، أي لو كان العالم كلّه مع نتنياهو، وكانت الدول العربيّة مع الشعب الفلسطينيّ؛، وقرّرت أن تطلق إنذارًا، وأن تخيّر نتنياهو بين السلام وعدم وجوده -مثل مصر-، كان يمكن وقف الحرب، وكان هذا سيغيّر المعادلة جذريًّا"، مشيرًا إلى أنّ ضغط الولايات المتّحدة على إسرائيل خجول، وهي قادرة لو أرادت.
الولايات المتحدة لا تتحرك
وأوضح: "الولايات المتّحدة لم تتّخذ أيّ إجراء حقيقيّ لوقف الحرب، وآخر مؤشّرات من كلام بايدن وهاريس، كان الحديث عن وقف الحرب، وهذا لم ينعكس كتأثير بشكل جدّيّ؛ لأنّه لم يترافق معه ضغط حقيقيّ، لوقف التسليح أو عقوبات، ولا يوجد حتّى تحذير لنتنياهو". وتابع بشارة: "الضغط الحقيقيّ على نتنياهو، هو صمود الشعب الفلسطينيّ؛ ومن ثمّ استمرار الاحتجاج العالميّ".
وعن مزاعم نتنياهو، بأنّ الضغط العسكريّ هو من يساهم في تحقيق تقدّم بالمفاوضات، فقد وصفها بشارة بـ"الكاذبة"، مذكّرًا بأنّ حماس وافقت على التفاوض منذ اليوم الأوّل، لكنّ "نتنياهو الائتلاف الحكوميّ في إسرائيل، لديهم قرار باستمرار الحرب لتحقيق ما يعتبرونه أهدافهم". مشيرًا إلى أنّ "بايدن حاول الضغط على نتنياهو، وعرض أفكار إسرائيل حول التبادل، ولكنّ إسرائيل خذلته".
ولفت بشارة النظر، إلى أنّ "نتنياهو يستهدف المجتمع الفلسطينيّ عن قصد، بهدف الضغط على المقاومة"، وذلك لأنّه لديه "الانطباع بأنّ الضغط الحقيقيّ على المقاومة يأتي من الشارع الفلسطينيّ".
وانتقل بشارة إلى معالجة لـ"اليوم التالي" للحرب على غزّة، بقوله: "قضيّة اليوم التالي، مرتبطة بالشعب الفلسطينيّ وقواه السياسيّة، لأنّ نتنياهو يراهن على خذلان الأنظمة العربيّة للفلسطينيّين، وتحدّث في الكونغرس على تحالف مع الدول العربيّة، ويراهن على إسناد هذه الدول له، بالتمويل والإشراف الأمنيّ على غزّة"، موضّحًا: "حتّى الآن تشترط [هذه الدول العربيّة] نظريًّا التعاون مع إسرائيل بوجود خطّة حقيقيّة للوصول إلى حلّ الدولتين، والرفض العربيّ الحاليّ للتعامل مع هذه الخطّة قد يتغيّر، إذا استمرّ الوضع الفلسطينيّ على هذا النحو، أي عدم حصول وحدة وطنيّة عبر منظّمة التحرير الفلسطينيّة، وهذا مهمّ حتّى لا يتكرّر أوسلو مشوّه جديد في قطاع غزّة، ينظر فيه للشعب الفلسطينيّ من زاوية أمنية، وهذا منطق أوسلو وتصوّر نتنياهو الحاليّ".
في السياق نفسه، أوضح بشارة: "ما يمنع تعاون الدول العربيّة مع هذه الخطّة وبعض القوى المحلّيّة في غزّة، ويقطع الطريق عليها ويجهضها، وهو وجود كلمة واحدة للشعب الفلسطينيّ عبر مؤسّسة منظّمة، أي اسمها منظّمة التحرير الفلسطينيّة، تطرح انسحاب الاحتلال وإقامة دولة فلسطينيّة، لأنّنا لا نريد أوسلو جديدة و30 عامًا أخرى، سنشهد فيها مآس مثلما حصل منذ أوسلو".
وعرّج صاحب كتاب "الطوفان: الحرب على فلسطين في غزّة"، على خطاب نتنياهو في الكونغرس الأميركيّ، ووصف التصفيق المتكرّر له بـ"الشائن والمعيب"، وأضاف: "خطاب نتنياهو خطير، لأنّه ما زال هناك رئيس حكومة في منطقتنا يتبنّى خطابًا استعماريًّا علنيًّا". وأشار إلى محاولة ربط نتنياهو معاداة السامية بانتقاد إسرائيل، موضّحًا أنّها محاولة من نتنياهو لمنع انتقاد إسرائيل.
كما وصف الخطاب بـ"الأكاذيب المصفوفة"، مشيرًا إلى أنّ الخطاب بالعموم تحدّث عن كـ"خطاب جمهوريّ للحزب الجمهوريّ"، وقال إنّ هذا المشهد الّذي حصل عليه نتنياهو حصل مع هيمنة الحزب الجمهوريّ على قاعة الكونغرس، إلّا أنّه لفت النظر إلى تحوّل في الولايات المتّحدة، ظهر في المظاهرات الّتي انطلقت يومها، والّتي أكّد كونها مزعجة لنتنياهو.
وأشار إلى أنّه توقّع من نتنياهو طرح أيّ حلول خلال خطابه، وهذا ما لم يحصل، كما أنّه تحدّث بغرور وغطرسة عن الولايات المتّحدة، بقوله: "يجب أن تكونوا معنا"، كما أنّه انتقد إدارة بايدن عند حديثه عن عدم وصول الأسلحة بـ"سرعة".
وقال بشارة: "خطاب نتنياهو حمل غطرسة نافرة ومنفّرة، وهو يدرك جيّدًا التحوّل في الحزب الديمقراطيّ، لذلك، هناك اندفاع تجاه ترامب؛ لأنّ الحزب الديمقراطيّ وجمهوره تغيّر. وظهر اندفاع نتنياهو في زيارة ترامب، عندما سرّب النقد الموجّه إلى كامالا هاريس"، وعند نقطة الحزب الديمقراطيّ، وضح بشارة تحليله، بالقول: "بالطبع لم يتحوّل الحزب الديمقراطيّ، لكن هناك مسافة وابتعادًا عن نتنياهو ونفور منه، وهذا قد يتحوّل حال وصول المعارضة الإسرائيليّة إلى الحكم".
التعويل على ترامب
وعن الاندفاع الإسرائيليّ نحو ترامب، أوضح صاحب كتاب "صفقة ترامب – نتنياهو: الطريق إلى النصّ، ومنه إلى الإجابة عن سؤال ما العمل؟": "يراد من ترامب -إذا ما انتخب- ليس فقط الوقوف مع إسرائيل، مثلما حصل من ضمّ للجولان والقدس، وذهب أبعد من أيّ رئيس أميركيّ في دعم إسرائيل، بل أنّ البرنامج الآن هو ضمّ الكتل الاستيطانيّة إلى إسرائيل".
وتابع بشارة: "ففي خطّة ’أبراهام للسلام’ -كان الفلسطينيّون خارجها وحتّى العرب-، بوضوح كان ذكر ضمّ الكتل الاستيطانيّة إلى إسرائيل، وبقاء المستوطنات وسيطرت إسرائيل على الطرق بينها، وما تبقّى يقام عليه دولة فلسطينيّة دون سيادة، وحينها قيل إذا لم يحصل تعاون فلسطينيّ مع الخطّة، فإنّها ستنفذ من طرف واحد. والائتلاف الحاليّ في إسرائيل يقوم الآن بكلّ ما يمكن للوصول إلى واقع الضفّة، الّذي يظهر في سلوك إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، إذ أنّ هدفهم الوصول إلى الضمّ، ويعتقدون أنّ ترامب سيدعمهم، ونتنياهو يعتقد أنّ ترامب سيكون شريكًا في ذلك".
وحول ترشيح كامالا هاريس ودونالد ترامب، والتفريق بين "المرّ والأمر"، قال بشارة إنّه "يوجد فرق بينهم"، مشيرًا إلى أنّه في عهد ترامب "رأينا التطبيع كسيل الجارف، وقام بخطوة جوهريّة وهي الاعتراف بضمّ القدس ونقل السفارة والاعتراف بضمّ الجولان"، وكان يوجّه إملاءات إلى الدول العربيّة.
وأشار إلى أنّ "بايدن لم يقم بتحوّلات كبيرة، وكان يريد الاستمرار في التطبيع، لكنّ ترامب وضع أسس تهميش قضيّة فلسطين، وبايدن مضى في هذا الطريق، حتّى 7 تشرين الأوّل/أكتوبر".
وعقّب بشارة، بالقول: "الآن الجميع يدرك، بدون حلّ قضيّة فلسطين، لن يحصل أيّ تقدّم، وعبء الإثبات علينا لإظهار أنّه لا يمكن فعل أيّ شيء دون حلّ قضيّة فلسطين، والأمور مرتبطة بإرادة البشر، لإحباط هذه المخطّط، وما يرتبط به من سلوك الشعوب العربيّة للضغط على أنظمتها".
وحول ما تبقّى من ولاية بايدن وإمكانيّة الضغط على نتنياهو، قال بشارة إنّ التفسيرات الإسرائيليّة، تشير إلى برود في استقبال نتنياهو، وإلحاح لوقف إطلاق النار، وهو يستطيع الضغط بشكل أكبر، لكنّه لا يريد بذلك، ويضغط بحدود معيّنة، ولا "يريد إيجاد شرخ في العلاقة مع إسرائيل"، وكلّ إدارة بايدن أسوأ منه (بلينكن وسوليفان وكيربي) في التعامل مع إسرائيل والضغط عليها، ولا يرى بشارة أيّ ضغوط فاعلة من بايدن في الفترة المقبلة.
إعلان بكّين.. هل من فرصة؟
وقال المفكّر العربيّ عزمي بشارة، إنّ إعلان بكّين الّذي صدر بعد لقاءات الفصائل الفلسطينيّة "ممتاز، وكلّ ما يجب أن يكون موجودًا فيه موجود، من ناحية القيادة الموحّدة للفصائل، وحكومة وفاق وطنيّ، وإعادة بناء منظّمة التحرير"، لكنّه قلّل من فرص تطبيق ما ورد في الإعلان، مضيفًا، "أصبح يُنظر (من قبل الشعب الفلسطينيّ) بغير جدّيّة لمثل هذه اللقاءات المتجوّلة".
وأشار بشارة إلى أنّ السلطة الفلسطينيّة كانت تعارض بعض البنود الواردة في إعلان بكّين، وربّما تكون قد وافقت الآن؛ لأنّها لا تريد أن تغضب الصين، الّتي نظّمت هذه اللقاءات، وباعتبار أنّها دولة كبيرة.
وقال: "هناك تفسيرات أخرى، وهو التلميح (من السلطة) للولايات المتّحدة الّتي تتحدّث باستمرار عن سلطة متجدّدة، وأنّ هذه السلطة المتجدّدة ستكون بالشراكة مع حماس"، في محاولة منها للتقليل من الضغط الأميركيّ. مشيرًا إلى أنّ "التصريحات الّتي صدرت في اليوم التالي للإعلان، كانت هجوميّة وتقلّل من شأنه، ويتّضح أنّه بيان، ولا يؤدّي إلى وحدة حقيقيّة".
ورأى عزمي بشارة، أنّ الشعب الفلسطينيّ بحاجة إلى خطّة لليوم التالي تقوم على تشكيل حكومة وفاق وطنيّ تدير الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة، بما يلغي أيّ ذرائع للاحتلال للبقاء في قطاع غزّة، وتوافق عليها السلطة الفلسطينيّة والمقاومة. مؤكّدًا أنّها مطلوبة بشكل فوريّ، وليس بعد الحرب.
وأوضح، أنّ إسرائيل أجرت محادثات مع السلطة الفلسطينيّة حول تسليمها معبر رفح، مقابل موافقة السلطة على بقاء إسرائيل في منطقة قريبة لحمايتها من حماس، ولكنّ السلطة رفضت ذلك.
وأكّد بشارة على وجوب إيجاد حكومة وفاق وطنيّ، متوافق عليها فصائيليًّا ويكون لها مرجعيّة سياسيّة، وهي منظّمة التحرير الفلسطينيّة، الّتي همشت وتحوّلت إلى مجرّد أداة، ولهذا إعادة بناء منظّمة التحرير أمر جوهريّ، ولذلك ينادى بهذا لكي تكون قادرة على القيام بمهمّة كونها "ممثّلًا شرعيًّا ووحيدًا للشعب الفلسطينيّ"، وأيّ تعطيل آخر ستنفذ منه إسرائيل وما سمّها نتنياهو "الحلفاء العرب"، نتيجة الخلافات الفلسطينيّة القائمة.
وأشار إلى أنّ السلطة الفلسطينيّة لا يمكن أن تكون طرفًا وحدويًّا، لأنّ هناك طرف ينسّق مع الاحتلال وطرف يقاوم الاحتلال، لكنّ منظّمة التحرير يمكن أن تكون طرفًا وحدويًّا، "ومن هنا تأتي ضرورة إعادة بناء منظّمة التحرير كبداية"، لأنّها تشكّل مرجعيّة سياسيّة، وهذا هدف المؤتمر الوطنيّ الفلسطينيّ، الّذي هدفه منع استبدال منظّمة التحرير، لأنّ السلطة، غير حرّة ومقيّدة وتحت النفوذ والسلطة الإسرائيليّة وأيضًا متحرّرًا من أوسلو، وأن يشمل جميع القوى الفلسطينيّة، وهذا كلّه في إطار منظّمة التحرير الفلسطينيّة.
سقف السلطة
وقال عزمي بشارة، إنّ السلطة الفلسطينيّة غير قادرة على فعل أيّ شيء يتجاوز سقف التنسيق الأمنيّ وإدارات بسيطة تكاد تكون بلديّة.
وبين، أنّ الخطوات الإسرائيليّة حاليًّا تتجاهل السلطة، وفيها إشارات لإمكانيّة الاستغناء عن السلطة، وأوّل هذه الإشارات، أنّ إسرائيل تعتمد على السلطة فقط في الحصول على المعلومات عن المقاومين، لكنّها تقوم بكلّ الدور الأمنيّ بنفسها، فتنذ اقتحامات وتمشيط في كلّ مكان.
وتشمل إشارات الاستغناء عن السلطة، وفقًا لعزمي بشارة أيضًا، أنّ كلّ مواطن أصبح بإمكانه التواصل مباشرة للحصول على عمل بدون المرور عبر السلطة، هذا إضافة إلى إفلات إسرائيل الرسن للمستوطنين بالاعتداء على الناس، دون أن تدافع السلطة عنهم.
وأشار إلى اعتداءات الاحتلال غير المسبوقة منذ عام 1967 بحقّ الأسرى في سجون الاحتلال، ووصفها بـ"تغيير قواعد اللعبة في السجون"، إلى جانب محاولة إسرائيل إنهاء عمل وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".
وأكّد صاحب كتاب "في المسألة العربيّة: مقدّمة لبيان ديمقراطيّ عربيّ"، أنّ قرار محكمة العدل بعدم قانونيّة الاحتلال الإسرائيليّ هو أفضل قرار حتّى الآن، وينهي النقاش تمامًا حول الاحتلال وشرعيّته، وأنّه من واجب السلطة الفلسطينيّة متابعة تنفيذ هذا القرار مع الدول.
وعاد المفكّر العربيّ، للحديث بافتراض عن "فاعليّة منظّمة التحرير"، قائلًا: إنّها كانت قادرة على طرح خطّتها لليوم التالي في غزّة، وترفض خطّة إسرائيل، وتقول للعالم العربيّ هذا ما يريده الشعب الفلسطينيّ، لكن الآن السلطة الفلسطينيّة بسلوكها وخطابها "السيّء" منذ 7 تشرين الأوّل/أكتوبر تفسح المجال لهذا التدخّل، وتقوّض السلطة ذاتها.
عزمي بشارة: السلطة الفلسطينيّة غير قادرة على فعل أيّ شيء يتجاوز سقف التنسيق الأمنيّ وإدارات بسيطة تكاد تكون بلديّة
وأكّد عزمي بشارة، أنّ إسرائيل متضرّرة جدًّا من المواجهة مع حزب اللّه، فلم يسبق للإسرائيليّين أن أفرغوا هذا العدد من السكّان لهذه المدّة الزمنيّة، لكنّه أكّد أنّ من المبكّر الآن توقّع إمكانيّة تطوّر الأمور إلى حرب، مشيرًا إلى وجود معادلة تقوم على "التصعيد يقابله تصعيد".
وختم حديثه للتلفزيون العربيّ، بالقول: "طالما الحرب في غزّة مستمرّة، فإنّ عوامل التصعيد الإقليميّ قائمة".