09-يونيو-2024
الأسيرة الإسرائيلية نوعا أرغماني بعد إخراجها من غزة

الأسيرة الإسرائيلية نوعا أرغماني بعد إخراجها من غزة

على خلفية إعلان جيش الاحتلال ومخابراته استعادة 4 أسرى إسرائيليين بعد ارتكاب مجزرة مروّعة في مخيم النصيرات، حرصت القنوات التلفزيونية الإسرائيلية على التأكيد بأنّه لا يمكن استعادة كل الأسرى إلا بصفقة تبادل، وأن العملية في النصيرات تمت بدعم استخباري أميركي وأن القوة الإسرائيلية المُنفّذة للعملية واجهت مقاومة شديدة صعّبت انسحابها.

بعد ساعات من تمكّن "إسرائيل" من تحرير 4 أسرى بعد ارتكاب مجزرة مروّعة في مخيم النصيرات، تُجمع التحليلات الإسرائيلية على أنّه لا يمكن استعادة كل الأسرى من غزة إلّا عبر صفقة تبادل

وكتب ناحوم برنياع، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّ الجهود الاستثنائية التي بُذلت في إنقاذ الإسرائيليين الأربعة السبت، والثلاثة الذين جرى تخليصهم قبل ذلك "تذكّرنا بحدود القوّة". مضيفًا أنّ 120 إسرائيليًا ما يزالون في غزة الآن، وبحسب تقديرات الجيش نصفهم أحياء. ولا طريقة لتخليصهم جميعًا، أو حتى معظمهم، في عمليات عسكرية.

ورأى برنياع أنّه إذا كان هناك من يعتقد أنّ "عملية النصيرات تعفي الحكومة الإسرائيلية من صفقة، فهو يعيش في أوهام. وعلى العكس تمامًا فإنّ فرحة إنقاذهم توضح الحاجة إلى صفقة، وأنّ هناك من يجب أن ننقذهم، وبشكل أسرع، قدر الإمكان".

وأضاف أن عملية النصيرات لم تحلّ أيًا من المشكلات التي تتعامل معها "إسرائيل" منذ السابع من أكتوبر؛ لا أزمة الشمال، ولا أزمة غزّة ولا باقي الأزمات "التي تهدّدنا على الجبهة الدولية". وأنّ الحكومة الإسرائيلية مستمرة في كل واحدة من هذه القضايا في الغوص في حفرة حفرتها لنفسها. واقتبس ما قال إنها النصيحة الأبدية لدنيس هيلي، وزير الدفاع البريطاني السابق: "عندما تكون في حفرة، توقّف عن الحفر".

ناحوم برنياع: عملية (النصيرات) لم تحلّ أيًا من المشكلات التي تتعامل معها "إسرائيل" منذ السابع من أكتوبر

وقالت موريا أسرف وولبيرغ مراسلة الشؤون السياسية في القناة 13 الإسرائيلية إنّه وبعد إنقاذ المخطوفين "يجب أن نتذكّر أن إعادة جماعية للمخطوفين، سواء اﻷحياء أو اﻷموات يمكن أن يحدث فقط من خلال صفقة". وأشارت إلى أنّ القيادة السياسية، وقادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية يدركون ذلك.

وبيّنت أن الأميركيين الذين كانوا مطلعين مسبقًا على العملية، وقدّموا معلومات استخبارية ساعدت إسرائيل، سيحاولون استثمار ذلك، بالدفع نحو اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث سيصل وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، المنطقة يوم الإثنين.

من جهته، قال اللواء احتياط يسرائيل زيف، رئيس شبعة العمليات السابق في جيش الاحتلال للقناة 12 الإسرائيلية، إنّ إمكانية تحرير عدد كبير من المخطوفين بهذه الطريقة ليست كبيرة، وقد تكون مستحيلة. و"من الواضح أن حماس ستأخذ العبر، وتجري تغييرات تجعل الخطوة التالية أكثر صعوبة". ومن ناحية أخرى يوضح: "ينبغي القول إنّ الصفقة وحدها هي التي يمكن أن تعيد الأسرى".

وسألت القناة الـ13 الإسرائيلية، نوعام تيفون، قائد اللواء الشمالي في جيش الاحتلال سابقًا: "أﻻ تعتقد أن مثل هذه العملية التي تم فيها تحرير مخطوفين، ستخلق ضغطًا عكسيًا يقول فلنواصل العملية العسكرية ولنواصل الضغط في رفح، فربما نحقق المزيد من الإنجازات العسكرية؟"، فرد بالقول: "استراتيجيًا لم يتغيّر شيء، نحن نواجه مشكلة دون حلّ في الشمال، ونحن بعيدون عن إلحاق الهزيمة بحماس، ورأينا ذلك في المعركة هذه. أنقذنا 4 مختطفين، لكن بقي لدينا 120، هذا اﻷمر يمكن حلّه بشكل شامل، فنحن منذ ثمانية أشهر في هذا الوضع، وكان لدينا ما يكفي من الوقت للتوّصل إلى إنجازات في الحرب، وحققنا إنجازات، ويجب التحقيق في اﻹخفاق، هناك الكثير مما يجب فعله وأنا أقول اﻵن إن هذه الصفقة يمكن أن تعيد المخطوفين. اﻷمريكيون غير قادرين على فهم كيف يحدد سموتريتش وبن غفير السياسات لدولة كاملة، هناك الكثيرون الذين يقولون إن الصفقة المطروحة على الطاولة هي صفقة جيّدة ويجب قبولها".

ركّزت قنوات إسرائيلية على امتناع نتنياهو عن الاتصال بعائلات أسرى قتلوا أثناء محاولات الجيش استعادتهم

وأبرزت القنوات الإسرائيلية أنّ بنيامين نتنياهو امتنع عن الاتصال في عائلات الأسرى الذين قتلوا أثناء محاولات الجيش استعادتهم. ونقل التلفزيون الاسرائيلي الرسمي "قناة كان" عن الوزير السابق يزهار شاي الذي قتل ابنه في معارك غزة، قوله: "أنا أحد الآباء الثكالى الذين لم يكلّف رئيس الحكومة نفسه عناء الاتصال بهم، لقد قُتل ولدي وأنقذ بموته حياة مئات الإسرائيليين، ولكن حتى لو قُتل أثناء نومه أو اختطف من منزله، وكان رئيس الحكومة يتحلى بالأخلاق لاتّصل لتقديم واجب العزاء والدعم والاعتذار عمّا حدث أثناء ولايته رئيسًا للحكومة، أنا لست غاضبًا منه، أنا أحتقره".

ولفتت القناة 13 إلى أن رئيس حكومة الاحتلال ووزرائه لم يتصلوا بعائلات الأسرى الذين تم استعادة جثثهم مؤخرًا من قطاع غزة، لكنّهم سارعوا إلى انتهاز الأضواء المسلطة على عائلات الأسرى الذين تم تحريرهم أحياء لاستثمار ذلك إعلاميًا.

ووفق ما أوردته "قناة كان" فإنّ عائلة الضابط الذي قتل في النصيرات، طلبت من الوزير إيتمار بن غفير وبقية الوزراء عدم حضور مراسم الدفن، وجاء ذلك بعد إعلان بن غفير عن نيّته المشاركة في الجنازة.

أمّا داني كوشمارو، مقدّم البرامج السياسية في القناة 12، فقد اختار توجيه انتقاد غير مباشر لنتنياهو، بالقول: "نقتبس ما جاء في مقال سيما كدمون في (يديعوت أحرونوت) التي نقلت أقوال مختطفة إسرائيلية تمكّنت من الحديث في اﻷنفاق مع المختطف حاييم بيري، وكانت تقدر آنذاك أنهما سيعودان إلى بيتيهما خلال شهرين. وقد ظنّ بيري أنها ساذجة، وقال لها: ’ذلك سيستغرق في الحد اﻷدنى عامين’، فقالت له: ’حاييم ما الذي حل بك؟ نحن مسنون ومرضى لن يبقونا هنا’. فقال لها: ’استمعي لما أقوله لك، في الحد اﻷدنى سنبقى لعامين’. فسألته في النفق: لماذا؟: فردّ عليها: ’ﻷنه بيبي (نتنياهو) وﻷننا يساريّون’".

وكان محلل الشؤون العسكرية في القناة 13، آلون بن دافيد قال عن تفاصيل ما جرى في النصيرات إنّ الكثير من الجهد امتد على فترة أسابيع طويلة، وكل هذه العملية التي نفذتها الفرقة 98 (المظليين)، جاء لدعم وتوفير الغطاء للعملية، التي نفذتها قوات تابعة لوحدة "يمام" وللشاباك، وقد عملت بعيدًا عن الخطوط حيث يتمركز الجيش.

وأشار إلى أنّ الأسيرة نوعا أرغماني كانت محتجزة في شقة منفصلة، والإسرائيليون الثلاثة جرى احتجازهم في شقة أخرى بمسافة كبيرة بينهما، واستهداف الموقعين كان متزامنًا، وعملية استعادة "نوعا كانت أسهل نوعًا ما، ودون مقاومة كبيرة. لكن في عملية إنقاذ الثلاثة، انتبه المخيّم كله، ووقعت معركة، والقوة التي قامت بإنقاذهم واجهت صعوبة في الخروج"، بحسب تعبيره.

وبيّن أن "قوات المظليين والمدرعات من الفرقة 98 اقتحمت المخيم، وانخرطت في المعركة، فيما قدّم سلاح الجو الإسرائيلي غطاءً ناريًا من أجل إخراج وحدة اﻹنقاذ والمختطفين، ولم تكن هناك إمكانية لهبوط طائرة مروحية قرب المخيم، فقد كانت النيران كثيفة جدًا والقتال ضاريًا، وإذا رأيت الصور في المخيم فهناك دمار كبير، القوة التي عملت هناك كانت كبيرة جدًا، من المظليين واللواء السابع الذي قدّم غطاءً لقوة اﻹنقاذ، ﻹخراجهم".