الترا فلسطين | فريق التحرير
يعود "الكلاشنكوف" إلى المواجهة مع الاحتلال في الضفة الغربية، وهذه المرة في الأغوار، حيث وقعت عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل مستوطنتين وإصابة ثالثة بجروح حرجة جدًا. ويشكل "الكلاشنكوف" كابوسًا بالنسبة لمخابرات الاحتلال، لأنه يفتح الاحتمال أن يكون المنفذون من الجيل القديم، أو على الأقل امتداد لهم واستفادوا من خبراتهم، وهو الجيل الذي كان يجيد أيضًا استخدام "أم العبد" كما تُعرف بينهم، وهي المادة التي استخدمت في تصنيع الأحزمة الناسفة خلال الانتفاضة الثانية.
تاريخيًا، بندقية "الكلاشنكوف" هي سلاح الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها في الخارج، وكان يصل إلى الضفة الغربية وقطاع غزة عبر دوريات الفدائيين عن طريق الحدود، ولكن مع مرور الوقت تمكنت الخلايا والأفراد العاديون من التزود بسلاح "M16"
المعطيات الأولية حول عملية الأغوار، كما كشفتها إذاعة جيش الاحتلال، تشير أن السيارة المستخدمة في العملية أقلت شخصين، الأول هو السائق والثاني هو المسلح الذي أطلق النار، وقد نفذا هجومًا مركبًا من مرحلتين، الأولى يتطلب تنفيذها مهارة عالية، وهو إطلاق النار من قاعدة متحركة إلى هدف متحرك وتوجيه وابل النيران على السائق، بينما المرحلة الثانية هي الترجل من السيارة بأسرع من الريح وتنفيذ إجراء تأكيد القتل. وبشكل عام، استخدام بندقية "كلاشنكوف" يتطلب تدريبًا أكثر من استخدام بندقية"" التي تستخدمها الخلايا الفلسطينية المسلحة حاليًا في أرجاء الضفة الغربية.
الإشارات من التحقيق الميداني لا تبقي الكثير من الشك أمام جيش الاحتلال ومخابراته أن المنفذين يتمتعون بقدرة عالية على استخدام سلاح نادر إلى حد ما في يد المسلحين بالضفة الغربية، هذا إضافة إلى أن استخدام عدد رصاصات قليل نسبيًا (22 طلقة) في اعتراض سيارة متحركة، ثم اتخاذ إجراء تأكيد القتل من مسافة صفر، ينتج تشاؤمًا للاحتلال.
تاريخيًا، بندقية "الكلاشنكوف" هي سلاح الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها في الخارج، وكان يصل إلى الضفة الغربية وقطاع غزة عبر دوريات الفدائيين عن طريق الحدود، ولكن مع مرور الوقت تمكنت الخلايا والأفراد العاديون من التزود بسلاح "M16" الذي يبيعه جنود الاحتلال، ويستولي عليه أهل النقب من عمليات التسلل للقواعد العسكرية.
الفصائل الفلسطينية والخلايا المسلحة تفضل "الكلاشنكوف"، فرغم أنه يتطلب تدريبًا مكثفًا في ظل شح الرصاص، وثمنه أغلى من بقية الأسلحة، إلا أن استخدام هذا السلاح من ناحية أمنية يشكل عقبة أمام محققي جهاز "الشاباك"، فعندما تكون البندقية المستخدمة "M16" يبدأ التحقيق بتتبع مسار تلك البندقية، وقد يقود ذلك لتحديد هوية مزودي السلاح وكشفهم.
الفصائل الفلسطينية والخلايا المسلحة تفضل "الكلاشنكوف"، فرغم أنه يتطلب تدريبًا مكثفًا في ظل شح الرصاص، وثمنه أغلى من بقية الأسلحة، إلا أن استخدام هذا السلاح من ناحية أمنية يشكل عقبة أمام محققي جهاز "الشاباك"
حتى خلال الانتفاضة الثانية، كان عدد العمليات التي تم تنفيذها ببنادق "كلاشنكوف" محدود نسبيًا في الضفة الغربية، وظلت بعض العمليات التي تم تنفيذها ببنادق "كلاشنكوف" محفورة في ذاكرة الاحتلال بسبب نتائجها الدموية وعجز مخابراته عن حل ألغازها. إحدى هذه العمليات، عملية "مركاز هراف" في القدس عام 2008، التي أسفرت عن مقتل ثمانية مستوطنين، ولم ينجح "الشاباك" في معرفة أي معلومة عن مدبري العملية ومن زود المنفذ بالسلاح ودربه ليصل إلى درجة متقدمة في استخدام هذا السلاح الآلي.
وبعد انتقال العمليات التي يطلق عليها الاحتلال "عمليات الذئاب المنفردة" من عمليات الطعن والدهس إلى استخدام السكاكين، ثم إلى عمليات إطلاق النار، كان السلاح المحلي الصنع "الكارلو" هو المتاح أمام هؤلاء المنفذين الذين يعملون بشكل فردي، وبسبب قدراتهم المالية المتواضعة، وهذه البنادق كانت في البداية تصنع في مخارط، ثم بعد مصادرة الاحتلال للمعدات والآلات في هذه المخارط وإغلاقها، انتقل التصنيع إلى ورشات حدادة، وهذا يجعل البنادق منخفضة الجودة، وخالية من أنبوب المقذوف اللولبية التي تجعل الرصاصة تتخذ مسارًا لولبيًا يجعل جراح المستهدف خطيرة، هذا عدا عن الاحتمالية العالية لإصابتها بعطل مفاجئ، وهو ما حدث كثيرًا مع المنفذين أثناء تنفيذ العمليات.
وقبل عملية الأغوار اليوم، كانت آخر عملية من خلال سلاح "كلاشنكوف" عند بؤرة "غفعات اساف" الاستيطانية، حملت توقيع عاصم البرغوثي، وأسفرت عن مقتل جنديين وإصابة اثنين آخرين، بينما انسحب عاصم البرغوثي من الموقع، قبل أن يتم اعتقاله بعد أيام من منزل في قرية أبو شخيدم شمال رام الله.