13-أكتوبر-2016

مستوطنون يؤدون طقوسا تلمودية عند حائط البراق - فرانس برس

تبنَّت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، الخميس، قرارا ينفي أي علاقة لليهود بالمسجد الأقصى المبارك بما في ذلك حائط البراق، ما أثار غضبًا إسرائيليًا ظهر بوضوح في ردود الفعل الأولى على القرار.

ويدين القرار الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، بما فيها تلك التي يرتكبها الاحتلال بحق الأقصى، وينص على أن القدس مكان مقدس للديانات السماوية الثلاث (الإسلام، المسيحية، اليهودية)، إلا أن المسجد الأقصى مكان خاص بالمسلمين فقط، ولا علاقة تاريخية تربط اليهود به، نافيا بذلك المزاعم الإسرائيلية عن "جبل الهيكل" الموجود تحت المسجد.

"اليونسكو" تتبنى قرارا ينص على أن الأقصى للمسلمين وحدهم ويدين انتهاكات الاحتلال بحقه

وتقدمت بمشروع القرار فلسطين ودول مصر، والجزائر، والمغرب، ولبنان، وعمان، وقطر، والسودان، وقد صوتت لصالحه 26 دولة ليس بينها أي دولة أوروبية، وعارضته ست دول هي الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وهولندا، وليتونيا، واستونيا، فيما امتنعت 26 دولة عن التصويت، وتغيبت دولتان عنه.

اقرأ/ي أيضا: إمبراطورية تجارة الأعضاء.. إسرائيل وراء كلّ هذا!

وكان اليهود قد حصلوا على حق "الصلاة" قرب حائط البراق لأول مرة إبان الحكم العثماني لفلسطين، واستمر ذلك بعد الاحتلال البريطاني لفلسطين، ثم في الذكرى التي يسميها اليهود "خراب الهيكل" عام 1929 خرجت مظاهرات يهودية بحماية القوات البريطانية أعقبها مظاهرات فلسطينية انتهت بمواجهات أسفرت عن استشهاد عشرات الفلسطينيين واعتقال المئات.

وأُطلق على هذه الأحداث "ثورة البراق"، وقد شكلت على إثرها "عصبة الأمم" حينها لجنة تحقيق كانت إحدى نتائجها أن حائط البراق جزء من التراث الإسلامي ولا صلة لليهود به، ما يجعل قرار "اليونسكو" اليوم ليس جديدا بل تأكيدا على ما أقرته "عصبة الأمم" التي أُقيمت نتيجة معاهدة فرساي بعد الحرب العالمية الأولى.

وحسب صحيفة "هآرتس"، فقد أثمرت جهود دبلوماسية إسرائيلية في اللحظات الأخيرة عن دفع فرنسا والأرجنتين والسويد وسلوفينيا وتوغو والهند إلى الامتناع عن التصويت، وهو ما رآه السفير الإسرائيلي لدى "اليونسكو" كرمل هكوهين إنجازا لـ"إسرائيل" وخسارة للفلسطينيين.

لكن هكوهين لم ينس أن يهاجم القرار قائلا، إنه "باطل وينطوي على التحريض"، مضيفا، أن "إسرائيل والشعب اليهودي ليسا بحاجة لمصادقة اليونيسكو أو أي دولة في العالم على علاقاتهم المميزة مع الأماكن المقدسة في القدس وخاصة الأقصى وحائط البراق".

فيما قال رئيس الاحتلال الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، "إن أي هيئة أو منظمة في العالم لن تستطيع نفي علاقة اليهود بالأقصى والقدس، ومن يفعل ذلك يهين نفسه"، مضيفا، "نحن نفهم الانتقادات ولكن لا يمكن تغيير التاريخ"، حسب تعبيره.

لم تصوت أي دولة أوروبية لصالح فلسطين في قرار "اليونسكو" بشأن الأقصى واعتبرت إسرائيل ذلك إنجازا

أما رئيس الكنيست (برلمان الاحتلال) يولي أدلشتاين فقال إن التصويت لصالح القرار "يمثل رسالة إلى المحرضين والإرهابيين أن بإمكانهم مواصلة ذلك دون كلل".

ودعا وزير الزراعة في حكومة الاحتلال أوري أرئيل إلى تكثيف "الوجود اليهودي" في المسجد الأقصى وتفريغ القرار من مضمونه.

وكانت "اليونسكو" قد تبنت سابقا قرارا بعدم اعتماد المسمى الإسرائيلي للأقصى "جبل الهيكل"، والاكتفاء باسمه الإسلامي "الأقصى"، وقد صوتت لصالح القرار حينها فرنسا؛ ما تسبب بتوتر علاقاتها مع "إسرائيل"، قبل أن ينتهي الأمر بتعهدها بعدم التصويت لمثل هذه القرارات مرة أخرى.

اقرأ/ي أيضا:

خطف الرصاص والدته وشقيقه وأشياء أخرى!

أخطر ما في عملية القدس: "المنفرد النائم"

الطفل أحمد: كنت أحكي بوضوح وأكتب بسرعة!