أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، عن الصحفي الجريح معاذ عمارنة، من سجن النقب، وذلك على معبر الظاهرية جنوب الخليل، بعد 9 أشهر في الاعتقال الإداري.
رفض معاذ عمارنة الخارج لتوّه من السجن الإسرائيلي، معانقة الذين احتشدوا في استقباله خشية أن ينقل لهم عدوى ربما أصابته جرّاء الأوضاع الصعبة في السجون، والإهمال الطبي
وظهر معاذ بشعر رأس ولحية كثيف، لحظة الإفراج عنه، وبملابس بدا أنه ارتداها لوقت طويل وقال بعد خروجه من بوابة حاجز الظاهرية بعد رفعه شارة النصر: "بقدرش أسلّم على حدا. معنا حساسيّة، ولا نعرف المرض الذي معنا".
الصحافي #معاذ_عمارنة لحظة الإفراج عنه من سجن النقب بعد 9 أشهر في الاعتقال الإداري: "بقدرش أسلّم على حدا.. معنا حساسيّة، ولا نعرف المرض الذي عندنا". pic.twitter.com/f0LQbguWaN
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) July 9, 2024
وقالت عائلة الصحافي معاذ عمارنة إنها ستقوم بنقل معاذ إلى المستشفى للمعاينة الطبية بسبب الحالة الصحية الصعبة.
والدة معاذ التي ظلّت قلقة عليه أثناء فترة سجنه، بعد الاعتداء عليه، وكسر نظّارته، وإصابته بمرض السكري، حاولت عناقه بعد الإفراج عنه، لكنّه تراجع عنها خشية أن ينقل لها مرضًا معديًا ربما يكون أصيب به في السجن، حسبما قال، حيث الظروف الصعبة، والإهمال الطبيّ المتعمّد.
واعتذرت العائلة لوسائل الإعلام عن قرارها بعدم تقديم معاذ للتصريحات الإعلامية، وأشارت إلى أنها ترحب في ذات الوقت بمن يريد استقباله والسلام عليه في منزله في مخيم الدهيشة، بدءًا من يوم غد الأربعاء (10 تموز/ يوليو).
واعتقل جيش الاحتلال، الصحفي معاذ عمارنة في 16 تشرين أول/أكتوبر، في إطار حملات الاعتقال التي شرع جيش الاحتلال بتنفيذها في الضفة الغربية إثر عملية طوفان الأقصى، ثم في 29 تشرين أول/أكتوبر 2023 تم تحويله إلى الاعتقال الإداري، بدون توجيه تهمة وبلا محاكمة، يرافق ذلك إهمال تام لحالته الصحية الخاصة الناتجة عن إصابته برصاصة جندي إسرائيلي اقتلعت عينه واستقرت في جدار الدماغ خلال تغطية مسيرة سلمية في بلدة صوريف شمال الخليل.
ومنذ إصابته في عينه، تعرض معاذ عمارنة إلى نوبات صداع شديد، وتعاطى مسكنات "قوية جدًا" وفق عائلته لتهدئة هذا الألم، وهذه المسكنات لا تصرف لأي مريض ويلزمها وصفة طبية خاصة، لكن إدارة سجن مجدو الإسرائيلي منعت عنه هذه المسكنات، ولا تقدم له إلا "الاكامول".
وإلى جانب إصابته في عينه، عانى معاذ عمارنة من مرض السكري المزمن الذي نتج عن إصابته، وهذا زاد من صعوبة حالته، فالتقرحات في العين ومرض السكري جعلان العلاج صعبًا في المستقبل.
وفي تشرين أول/ نوفمبر، أفادت عائلة الصحفي المعتقل معاذ عمارنة، أن ضباط سجون الاحتلال تعمدوا الاعتداء عليه، وضربه بشكل مبرح على رأسه. وذكرت العائلة أن سلطات الاحتلال رفضت نقله للمستشفى أو تقديم دواء السكري الذي يحتاجه ومرطبات العين، وأكدت أن جسده متورم بسبب الضرب المبرح، ويعاني من آلام شديدة، ومن إصابة في الرأس.
وقالت العائلة إن الضباط تعمدوا ضربه على مكان إصابته القديمة، وتصادف اليوم ذكرى إصابة معاذ عمارنة، عام 2019، برصاص قناص من جيش الاحتلال، ولا تزال شظايا الرصاصة تستوطن غشاء الدماغ لديه، بحسب العائلة، ومن المتوقع أن تؤثر على حياته في أي لحظة.
وأضافت عائلة معاذ عمارنة أن جنود الاحتلال قد كسروا نظارته أثناء ارتدائها، ولم تسمح له بالحصول على غيرها، وكذلك لم يتم توفير أدنى الاحتياجات له من سرير وأغطية ومخدات، وأكدوا أن غرف الأسر مكتظة ويتم الاعتداء على الأسرى بشكل يومي.
وفي كانون ثان/ ديسمبر الماضي قال نادي الأسير إنّ المعتقل الصحافي الجريح معاذ عمارنة (36 عامًا) من بيت لحم، واجه ظروفًا صحية صعبة في سجن مجدو، جرّاء الإجراءات الانتقامية الممنهجة، وعمليات التعذيب التي فرضها الاحتلال على الأسرى والمعتقلين بشكل مضاعف وغير مسبوق بعد 7 أكتوبر.
خرج في حالة صعبة.. الأسير معزز عبيات من بيت لحم يتحدث عن ظروف اعتقاله في سجون الاحتلال pic.twitter.com/p0SDfeaGrI
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) July 9, 2024