من الخليل إلى رام الله، حضر عماد أبو عيشة حاملًا طفله "علي" المريض بسرطان الدماغ، ليشارك في اعتصام أمام مجلس الوزارء برام الله مع عائلات المرضى، للمطالبة بإرجاع تحويلات المرضى الذين يعالجون في مستشفيات إسرائيلية داخل الخط الأخضر، أوقفتها الحكومة قبل حوالي أسبوعين.
فهد فوارعة منسق الوقفة الاحتجاجيّة: الاعتصام أمام مجلس الوزراء سببه وقف التحويلات الطبيّة للمستشفيات الإسرائيلية دون علم المرضى وأهاليهم
يقول عماد إن ابنه تعالج مدة شهرين في مستشفى المقاصد بالقدس، ثم نقل إلى مستشفى "تل هشومير" الإسرائيلي لاستكمال العلاج مدة 8 أشهر، ولم يتبق لانتهاء علاجه سوى جلسة إشعاع، ثم مراجعات دورية، لكنه فوجئ بوقف تحويلة العلاج من قبل دائرة التحويلات الطبية في وزارة الصحة.
ويضيف، في حديث لـ "الترا فلسطين" أنهم حصلوا على تحويلة الدواء ولم يأخذوا تحويلة جلسة الإشعاع المتبقية والتي تكلف نحو 200 ألف شيقل. وبيّن أنه ليس لديهم القدرة على دفع المبلغ، ولا يعرف ماذا يفعل لإنقاذ ابنه، بعد أن أبلغته دائرة التحويلات أنّ بإمكانه متابعة علاج ابنه في الأردن، وهو ما يخالف توصية الطبيب المعالج.
اقرأ/ي أيضًا: فيديو | ماذا يقول الناس عن الطب في فلسطين؟
شروق اطميزة ووالدتها عالية، حضرتا من بلدة إذنا في الخليل إلى رام الله للمشاركة في الاعتصام. تقول عالية إن حفيدها (إبراهيم) ولد ولديه مشكلة في القلب الذي يعمل بأقلّ من نصف طاقته، وقد أجرى عمليتين منذ ولادته، وبقي له عملية واحدة من المفترض أنها أجريت قبل 4 أشهر، ولكن لم تجر حتى الآن بسبب رفض منحهم تحويلة إلى مستشفى "تل هشومير" الإسرائيلي.
وتضيف لـ"الترا فلسطين" أن الأوراق وصلت من المستشفى منذ 4 أشهر، ومن وقتها وهم في حالة ذهاب وإياب بين رام الله والخليل للحصول على التحويلة.
وبجانب عالية تقف شروق والدة الطفل (إبراهيم). تقول إنها تحبُّ أن ترى طفلها يعيش مثل بقية الأطفال، ولا يهمها أين سيكون العلاج وفي أي مستشفى، المهم أن يعالج من مرض القلب.
اقرأ/ي أيضًا: موظفو عقود الديوان بوزارة الصحة يحتجون للمطالبة بتثبيتهم
بسام عادي هو الآخر لديه ابن شاب يعالج منذ عام 2002 بسبب مشاكل في الكبد والرئة في مستشفى هداسا الإسرائيلي في القدس، حضر هو الآخر من الخليل للمطالبة باستئناف التحويلات الطبية، لأن صحة ابنه في تراجع مستمر منذ 10 أيام.
وأثناء الاعتصام خرج رئيس الوزراء محمد اشتية من مكتبه، وتحدث مع عائلات المرضى، وطالبهم بمراجعة دائرة التحويلات الطبيّة التي يتوفّر لديه الجواب عن أسئلتهم. وبناءً على طلب اشتية، توجه المعتصمون (المرضى وأهاليهم) لدائرة التحويلات الطبية، لكن الجواب لم يكن مقنعًا بالنسبة لهم، كما أوضح منسق الوقفة فهد فوارعة، فعادوا لمكان الاعتصام مجددًا.
وبعد عودتهم للاعتصام مجددًا أمام مجلس الوزراء، حضرت وزيرة الصحة مي الكيلة للحديث مع المعتصمين، وتبعها مدير التحويلات الطبية هيثم الهدرة، وجرى إبلاغ المعتصمين بأنه سيتم دراسة كل ملف على حدة؛ بحيث تواصل بعض الحالات العلاج في المستشفيات الإسرائيلية ( أمراض اللوكيميا وزراعة النخاع)، أما الحالات الأخرى فسيتم إيجاد مستشفيات بديلة لاستكمال علاجها.
اقرأ/ي أيضًا: