05-نوفمبر-2024
أقل من رغيف خبز للنازح يوميًا... تفاقم المخاوف من مجاعة وسط وجنوب القطاع

احتجاج في سوق دير البلح وسط قطاع غزة اليوم، على رفع التجار والباعة أسعار السلع

تتعاظم مخاوف النازحين في وسط وجنوب قطاع غزة من المجاعة مع نفاد غالبية أصناف المواد الغذائية من الأسواق، وتراجع كميات البضائع والمساعدات الإنسانية التي تمر عبر معبر كرم أبو سالم بسبب الحصار الإسرائيليّ الخانق.

بعد أن كانت تدخل قطاع غزة نحو 700 شاحنة يوميًا، قبل الحرب، لا يزيد عدد الشاحنات التي تدخل هذه الأيّام 30-60 بالحد الأقصى

وعادت مشاهد تكدّس مئات المواطنين أمام المخابز والمطابخ العامة مع التراجع الكبير في عملية تسليم الدقيق وارتفاع أسعاره بصورة كبيرة في الأسواق، ما اضطر النازحين إلى استخدام طحين ممتلئ بالحشرات والذي يعرف محليًا بـ "السوس".

وشهد سوق دير البلح وسط قطاع غزة اليوم، إضرابًا، احتجاجًا على رفع التجار والباعة أسعار السلع، مع استمرار إغلاق الاحتلال للمعابر.

ومنذ أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، شدد الاحتلال قيوده على قطاع غزة، وأغلق معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد الذي يُسمح من خلاله بدخول البضائع والمساعدات، وذلك معظم أيام الشهر بذريعة الأعياد اليهودية، ما أدى لاختفاء سلع وبضائع من الأسواق وارتفاع أسعارها بصورة جنونية.

أقل من رغيف يوميًا

يقول أمجد الشوا رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية لـ الترا فلسطين، إن قطاع غزة دخل هذه الأيام في مرحلة جديدة من انتشار المجاعة وتشديد الحصار، مبينًا أن نصيب الفرد من الخبز يوميًا بات أقل من رغيف في أحسن الأحوال، وذلك استنادًا لكميات إنتاج الخبز وكميّات الدقيق التي تدخل القطاع.

ويضيف الشوا أنّ القيود التي يفرضها الاحتلال على دخول المساعدات أدّت لحالة من التجويع وسوء التغذية في صفوف النازحين، مشيرًا إلى أن كمية المساعدات والبضائع التي وصلت القطاع خلال شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي لا تتجاوز ألف شاحنة، في حين كان يصل قطاع غزة قرابة 700 شاحنة يوميًا قبل العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر/ تشرين أول 2023.

ولفت إلى أنّ جنوب ووسط قطاع غزة بات يعاني من نقص حاد ونفاد كثير من أصناف المواد الغذائية، وهذا يشكل خطرًا جديًا على الواقع الصحي للنازحين، وخاصة الأطفال والنساء والمرضى والجرحى.

توقُّف المخابز

وبيّن الشوا أنه عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة منذ بداية شهر نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري، لا يزيد عن 30 إلى 60 شاحنة في الحد الاقصى يوميًا، الأمر الذي أدى لتوقّف عديد من المخابز عن العمل، بالإضافة إلى عدد كبير من المطابخ المجتمعية التي تُقدّم الوجبات الساخنة للنازحين، والذين باتوا يعتمدون عليها في غذائهم، ما يهدد واقعهم الإنساني والصحي.

ويحذر الشوا من استمرار هذه الحالة وتأثيراتها على الواقع الصحي للنازحين الذين يعانون من سوء التغذية. وذكر أن تراجع الاحتلال في إدخال المساعدات والبضائع إلى قطاع غزة، بدأ بعد اجتياحه البري لمدينة رفح وإغلاق معبر رفح بشكل كامل، لافتًا إلى أنه كان يدخل قبل ذلك 200 شاحنة يوميًا، ثم انخفض الرقم ليتراوح ما بين 30-60 شاحنة يوميًا، وما يزال الرقم في انخفاض مستمرّ. 

وقال رئيس شبكة المنظمات الأهلية إنهم تواصلوا مع جهات دولية عديدة، ووكالات الأمم المتحدة لهدف دفعهم للتحرك بصورة أكبر، والضغط على الاحتلال لفتح المعابر بصورة كاملة.