الترا فلسطين | فريق التحرير
يحتفل العالم اليوم، في الرابع والعشرين من يناير، في اليوم الدولي للتعليم، ويأتي هذا في حين يُحرم الطلاب والطالبات الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية من بيئة تعليمية مستقرة ومنتجة.
ومنذ بدء الحرب على غزة، حُرم أكثر من 625 ألف طالب في قطاع غزة من التعليم، كما يعاني طلبة الضفة الغربية من عدم انتظام الأيام الدراسية وسط مضايقات جيش الاحتلال، وفقد أكثر من 4551 طالبًا وطالبة حياتهم في الضفة الغربية والقطاع على يد الاحتلال، وأصيب 8193 بجروح.
يشهد استهداف التعليم في فلسطين تسارعًا مستمرًا منذ بداية الحرب على غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضور لـ "الترا فلسطين" إن اليوم الدولي للتعليم يأتي فيما تعيش الضفة الغربية وقطاع غزة ظروفًا صعبة للغاية، "وتتجاوز الظروف ما تعكسه الإحصائيات من أرقام، حيث أن هناك آثارًا نفسية وفاقدًا تعليمي".
وتابع: "عند الحديث عن استهداف التعليم فهو كان على الدوام مستهدف؛ لكن وتيرة هذا الاستهداف زادت مع بداية الربع الرابع من العام المنصرم ويشهد تسارعًا".
قصف مستمر وحرمان من التعليم في غزة
تشير مظاهر المقاعد الدراسية الفارغة والمدارس المدمرة في قطاع غزة إلى حجم الفاجعة في صفوف الطلبة، إذ فقد الجسم التعليمي منذ بدء العدوان أكثر من 4510 شهيدًا و7911 جريحًا في قطاع غزة، كما استشهد 231 معلمًا وإداريًا وأصيب 756 بجروح.
وتحولت المدارس من أماكن للتعليم، إلى مكان للاختباء من قصف الاحتلال ومدفعياته، غير أنها لم تكن آمنة للنازحين فيها، إذ تعرضت 281 مدرسة حكومية و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" للقصف والتدمير في قطاع غزة، من بينها 83 تعرضت لإضرار بالغة، و7 للتدمير بالكامل.
وطال العدوان على القطاع 75٪ من الأبنية المدرسية التي تعرضت لأضرار، بناء على بيانات الأمم المتحدة، فيما تعرض 29٪ من الأبنية المدرسية لهدم كلي أو أضرار بالغة، ولا يمكن تشغيها، وتم استخدام 133 مدرسة حكومية كمراكز للإيواء في قطاع غزة.
دوام إلكتروني في الضفة وتهديدات المستوطنين للطلبة
قال صادق الخضور في حديثه مع "الترا فلسطين، إن العدوان على المدارس والعملية التعليمية يتركز تحديدًا في مناطق مسافر يطا، والبلدة القديمة في الخليل، والبلدة القديمة في القدس ومدارس جنوب نابلس، وأضاف: "هناك استهداف ونشهد ومصاعب أمام التعليم في مختلف مناطق الوطن بحكم الحواجز المنتشرة بين القرى والمدن، والاقتحامات المتكررة".
واستشهد 41 طالبًا في الضفة وأصيب 282 جريحًا، إضافة إلى اعتقال 85 طالبًا، و71 معلمًا في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر، فيما تعرضت 38 مدرسة للاقتحام والتخريب.
كما اضطرت 55 مدرسة في الضفة إلى الدوام إلكترونيُا بسبب وجودها في مناطق الاحتكاك مع جيش الاحتلال والمستوطنين.
ويتعرض الطلبة في الضفة الغربية لمضايقات المستوطنين والاحتلال، إذ بلغ عدد الاعتداءات على مدارس الضفة الغربية 42 اعتداء، وأقدم مستوطنون إرهابيون، الليلة الماضية، على حفر قبور في أرض قريبة من مدرسة فلسطينية لبدو عرب المليحات قرب مدينة أريحا، في رسالة تهديد صريحة للطلاب، ونيتهم لاستهدافهم كوسيلة ضغط على الأهالي لمغادرة المنطقة، كما وضعوا، قبل شهر، دمى عليها دم على باب نفس المدرسة وسورها الخارجي.
كما هاجمت مجموعات من المستوطنين، ترتدي زي جيش الاحتلال، الأسبوع الماضي، مدرسة خلة عميرة جنوب الخليل، التي أخطرها الاحتلال بالهدم، وحطموا نوافذها.
من جانبها، قالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، في ورقة حقائق حصل عليها موقع "الترا فلسطين"، إن العدوان الحربي الإسرائيلي يشكل انتهاكًا صارخًا لحق الأفراد في التعليم وفقًا للمعاهدات الدولية ذات العلاقة، ويحتم القانون الدولي الإنساني على "إسرائيل" احترام المدنيين والأعيان المدنية بما فيها المؤسسات التعليمية.
وأضافت الهيئة بأنه على هيئات الأمم المتحدة ذات الاختصاص العمل فورًا لإجبار "إسرائيل" على وقف عدوانها فورًا، وأن تقوم الهيئات الدولية ذات الاختصاص بتحمل مسؤولية توفير بنية تحتية تعليمية مؤقتة، وحماية الطلبة وضمان حقهم في التعليم الآمن وبجودة عالية وفقًا للمعايير الدولية.