14-نوفمبر-2024
تحديات حرب إسرائيل على لبنان

في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"،  استعرض المحلل العسكري، رون بن يشاي التحديات التي تواجهها إسرائيل في حربها ضد حزب الله في لبنان، مشيرًا إلى الأهداف التي تسعى لتحقيقها من خلال التصعيد العسكري.

التحدي الأكبر يكمن في مقاومة حزب الله الشرسة، بجانب التصدي للصواريخ والطائرات بدون طيار.. ماذا تريد إسرائيل من وراء قصفها المكثّف في لبنان؟

وأكد بن يشاي أن التحدي الأكبر يكمن في مقاومة حزب الله الشرسة، بجانب التصدي للصواريخ والطائرات بدون طيار، وأنّ "إسرائيل" تسعى من وراء القصف المكثّف لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة.

  • الهدف الأول: زيادة الضغط العسكري على حزب الله وحكومة لبنان لإجبارهم على قبول ترتيب أمني مشابه للقرار الأممي 1701، لكن بشروط أكثر صرامة. ويقول بن يشاي، إن هذا الترتيب يمنح الجيش الإسرائيلي القدرة على فرض الأمن بالقوة إذا تقاعس الجيش اللبناني أو قوات اليونيفيل عن أداء دورهم.
  • الهدف الثاني: تجنب حرب استنزاف مع حزب الله، والذي يحاول تعطيل محاولات الجيش الإسرائيلي من خلال شن "حرب استنزاف" ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، والضغط على الحكومة اللبنانية لعدم تقديم تنازلات بشأن إقامة منطقة خالية من السلاح في جنوب لبنان وصولًا إلى نهر الليطاني.
  • الهدف الثالث: تدمير الترسانة الصاروخية لحزب الله. ورغم أن الجيش الإسرائيلي يدعي أنه دمّر نحو 80 في المئة من ترسانة حزب الله الصاروخية، إلا أن الحزب ما يزال يمتلك ما يكفي من الأسلحة لتهديد الأمن الإسرائيلي. وهذه القدرة على تهديد الأمن قد تضعف موقف "إسرائيل" في المفاوضات بوساطة أمريكية عبر المبعوث عاموس هوكشتاين.

وكشف بن يشاي عن تكبّد الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية كبيرة، خاصة في المعارك البرية داخل القرى اللبنانية. وأشار إلى أن حزب الله، استعد جيدًا للمعركة في الخط الثاني من القرى، ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين.

وبيّن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يولي اهتمامًا كبيرًا لتدمير القرى الأساسية لحزب الله، بما في ذلك القصف الجوي المكثف على مناطق في الضاحية الجنوبية وبيروت، ونقل القوات من القرى الحدودية إلى الخط الثاني للقرى اللبنانية لإيصال رسالة إلى المجتمع الشيعي بأن حرب الاستنزاف التي يقودها حزب الله ستكلّفهم ثمنًا كبيرًا.

تدمير منصات الصواريخ والتصدي للمسيّرات

وقال المحلل العسكري، رون بن يشاي، إنّ الجيش الإسرائيلي يركّز جهوده على تدمير منصات إطلاق الصواريخ قصيرة المدى، ويُقدر أن هذه الخطوة ستقلل من وتيرة الهجمات على الشمال الإسرائيلي في الأيام المقبلة.

واعتبر أنّ قدرات الجيش الإسرائيلي في التصدي للطائرات بدون طيار التي يستخدمها حزب الله، تحسّنت، مدللًا على ذلك بارتفاع نسبة الاعتراضات إلى 90 في المئة.

التحديات المعنوية

ورأى بن يشاي أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في الحفاظ على معنويات جنود الاحتياط الذين يعانون من ضغوط كبيرة بسبب طول مدة الخدمة والظروف النفسية التي يواجهونها.

وأوضح أن العديد من الجنود أبدوا رغبتهم في إتمام مهامهم، ولكنهم يعانون من مشاكل تتعلق بالضغوط العائلية والاجتماعية، ولتخفيف هذه الضغوط، يخطط الجيش الإسرائيلي لإطلاق خطة جديدة تحت اسم "الرسم البياني للتوظيف لعام 2025"، والتي تهدف إلى تحديد مدة خدمة احتياطية ثابتة سنويًا لتوفير نوع من الاستقرار للجنود.

وأكد بن يشاي في مقاله أن التحدي الأكبر للجيش الإسرائيلي في مواجهة حزب الله هو المقاومة الشرسة التي يبديها الحزب، ورغم استمرار الجيش في محاولاته لتحقيق أهدافه العسكرية والسياسية، فإنه يواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على معنويات الجنود، ويُتوقع أن تظل محاولات إسرائيل للتوصل إلى ترتيبات أمنية من خلال الضغط العسكري مستمرة.