من المتوقع أن تكون "قائمة الصهيونية الدينية"، بزعامة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، التي تضم أحزاب "الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية" و"حزب نوعم المتطرف"، المكون الثاني في الائتلاف الحكومي المقبل. وجذبت شخصية زعيمي "قائمة الصهيونية الدينية" الأضواء من الإعلام الدولي، فالقيادي الأول فيها، سموتريتش هو مستوطن استولى على أراضٍ فلسطينية بملكية خاصة وشيد عليها منزله في شرق القدس، ويُعد من أبرز المدافعين عن منفذي هجوم حرق عائلة الدوابشة، أمّا بن غفير فهو مستوطن قادم من معقل التطرف الاستيطاني في مستوطنة كريات أربع بالخليل وهو الواجهة السياسية لحركة "كاخ" الإرهابية.
من المتوقع أن تكون "قائمة الصهيونية الدينية"، بزعامة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، التي تضم أحزاب "الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية" و"حزب نوعم المتطرف"، المكون الثاني في الائتلاف الحكومي
وإذا كان سموتريتش وبن غفير قد أصبحت أسماءً مألوفةً للمتابع، فإن القائمة تحتوي على العديد من الأسماء المتطرفة أيضًا، والتي لا تقل تطرفًا عن سموتريتش وبن غفير. وقبل التعرف عليها، يمكن أن نقدم تصورًا عامًا حول ما يعنيه مصطلح "الصهيونية الدينية"، وهو مصطلح يطلق على التيارات الدينية الإسرائيلية التي تزاوج بين التطرّف القومي والديني، وتعتمد على التوراة بصفتها تمنح الحقّ لليهود باحتلال كافة الأراضي الفلسطينية. ويؤمن أتباع هذا التيار بـ"ضرورة الفعل البشري النشط من أجل تحقيق سيادة يهودية على كامل أرض فلسطين (إسرائيل التوراتية)، ويملك هذا التيار شبكة مدارس تُعدّ طلابها روحيًا وجسديًا للالتحاق بجيش الاحتلال، وحقق التار خلال العقد الماضي نجاحًا كبيرًا، فبعد أن كانت نسبة خريجي دورات الضباط من مرتدي القبعات المطرزة 2%، وصلت نسبتهم إلى 40% في السنوات الأخيرة. بمعنى أن هذه التيارات الأصولية أصبحت تتسرب إلى مؤسسات الدولة الاستيطانية بشكلٍ أكبر، وتجد مكانها فيها، وتدفعها نحو التطرف بشكلٍ أكبر.
يتسحاق واسرلاف.. التيك توك في خدمة الفاشية
أما عن أعضاء القائمة الآخرين، فيظهر دورهم الكبير عندما نعلم أن الكثير من وسائل الإعلام العبرية أرجعت نجاح بن غفير في الانتخابات لوجود يتسحاق واسرلاف، الذي احتل المركز الخامس في القائمة وهو أصغر عضو في القائمة، 30 عامًا. ويعمل واسرلاف كرئيس تنفيذي لـ حزب "القوة اليهودية" ويعتبر أحد أقوى الرجال الميدانيين في الحزب، ونشط في الماضي بالتحريض على الفلسطينيين وترحيل طالبي اللجوء الأفارقة من جنوب تل أبيب، ونجح يتسحاق باجتذاب الجيل الجديد خصوصًا في تل أبيب إلى شخصية بن غفير، مستخدمًا في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدًا "تيك توك".
ويمكن أن نعرف مدى اتساع جماهيرية الحزب لدى الشباب، بناء على الاستطلاعات التي كشفت أن 42% من مصوتي حزب "قوة يهودية" الذي يتزعمه بن غفير تتراوح أعمارهم من 18 حتى 29 سنة، وأن 84% من أنصار بن غفير ليس لديهم أي حساسية من علاقته بحركة "كاخ" الإرهابية.
ألموغ كوهين.. اعتداءات في النقب
أما الشخصية الشابة الثانية في القائمة، ألموغ كوهين، وهو منسق حزب "القوة اليهودية" في الجنوب، وهو من مواليد بئر السبع عام 1987 لعائلة مهاجرة من أصل تونسي، وتربى في صفوف حركة بنعكفيا، وهي حركة متخصصة في تربية المستوطنين الشباب على قيم التطرف الديني والقومي. وخدم كوهين بجيش الاحتلال ولاحقاً انضم للشرطة، وفيها انضم لوحدة المستعربين، وبعد خدمة وصلت إلى 11 عامًا، قرر التفرع للعمل السياسي وشارك في تشكيل منظمة متخصصة بالتحريض وتنفيذ الاعتداءات ضد أهالي النقب، وشارك في إنشاء ميليشيا متطرفة تضم في صفوفها جنودًا في الوحدات القتالية من خدمة الاحتياطية بجيش الاحتلال، أطلق عليها اسم دوريات بارئيل (على اسم جندي قتل على الحدود مع قطاع غزة)، وتمحور نشاطها بتنفيذ اعتداءات على أهالي النقب، بل أن كوهين تفاخر في دعايته الانتخابية بالاعتداء على فلسطيني من النقب، وكشفت صحيفة "هآرتس" أن الفلسطينيين الذين أغلق ملف شكواهم في ذلك الوقت بحجة عدم التمكن من التعرف على المعتدين عليهم يطالبون الشرطة بالتحقيق معه. وقبل نحو عدة أسابيع تم تصوير كوهين من قبل صحفي متخفي من القناة 13 حيث أكد بأن سياسية التظاهر بالاعتدال التي يتبعها بن غفير هدفها التضليل، قائلًا: "هذه خدعة، مثل حصان طروادة".
عميخاي إلياهو.. حاخام كراهية العرب
أمّا الحاخام عميخاي إلياهو، والذي يستوطن في مستوطنة ريمونيم شمال الضفة الغربية، يشغل منصب رئيس اتحاد الحاخامات الذي يضم 350 حاخامًا، وهو حفيد كبير حاخامات "إسرائيل" السابق مردخاي إلياهو، ونجل شموئيل إلياهو حاخام مدينة صفد المعروف بفتاويه العنصرية والتي تحث على قتل الفلسطينيين، وأبرز فتاويه فقد نشرها في آب/ أغسطس عام 2016 وجاء فيها إن الفلسطينيين وحوش وقتلهم والانتقام منهم فريضة دينية، كما سبق وأن نشر فتوى تحرم تأجير الشقق أو بيعها للعرب.
أوريت ستروك.. من كريات أربع للكنيست
بالإضافة إلى ما سابق، تتضمن القائمة عضوة الكنيست أوريت ستروك وهي من مواليد 15 آذار/ مارس 1960، وتُعد من قادة مستوطنة كريات أربع. في عام 2014 عندما كانت عضوة كنيست عن حزب البيت اليهودي، نظمت حملةً تحريضيةً أسفرت عن إعادة اعتقال محرري صفقة الوفاء للأحرار (شاليط) بعد تبني اقتراحها من قبل المجلس الوزاري السياسي والأمني المُصغر "الكابينت"، وفي حينه اعتقل جيش الاحتلال حوالي 50 أسيرًا من المفرج عنهم من صفقة شاليط.
وعملت ستروك، بمساعدة وزير الاستيطان أوري أرييل، على تنفيذ الحفريات الأثرية في منطقة تل ارميدة بالخليل. أما ابنها البكر تسفي، فهو أحد قادة تنظيم جباية الثمن الإرهابي ويقيم في بؤرة "ايش كودش" الاستيطانية المقامة على أراضٍ تعود لقرية قصرة بنابلس، وفي عام 2007 أدين بخطف طفل فلسطيني والتنكيل به والاعتداء عليه، بالإضافة إلى إيذاء الحيوانات، وفي أحد أشرطة الفيديو ظهر وهو يشنق كلبًا مبررًا ذلك بأنه مملوكٌ للفلسطينيين.