07-أغسطس-2024
يحيى السنوار وكتاب القسام

(Getty) مصادر لـ"الترا فلسطين" أكدت صلاحية السنوار في اختيار نائبه

اختارت حركة حماس، بعد أسبوع من اغتيال رئيس مكتبها السياسيّ إسماعيل هنيّة، رئيس مكتبها السياسيّ العامّ الجديد، وذلك بعد تشاور بين مؤسّسات الحركة وتحديدًا مجلس الشورى العامّ الّذي يضمّ أقاليم الحركة الثلاثة "قطاع غزّة، الضفّة الغربيّة، الخارج"، إذ "اتّفق بالإجماع" على أن يكون قائد حماس في غزّة يحيى السنوار، رئيسًا للمكتب السياسيّ، لدورة انتخابيّة مدّتها 4 سنوات قادمة. 

وبصرف النظر عن التعقيدات الأمنيّة الّتي كان من المتوقّع أن تطيل أمد عمليّة تحديد أو انتخاب رئيس الحركة، إلّا أنّ الاختيار جاء بدون تنافس، وهو ما تشير إليه قيادات في حركة حماس، باعتباره دليلًا على "التوافق داخل الحركة"، خلافًا للّذي ينشر في وسائل الإعلام الإسرائيليّة، وصحف وقنوات عربيّة.

كما اعتبر قياديّ في حماس، التوافق على السنوار، باعتباره "يعبّر عن فشل السعي الإسرائيليّ والأميركيّ نحو تغيير توجّه قيادة حماس وإحداث شرخ فيها، كون أنّ السنوار يمثّل زعيم "تيّار الصقور" في الحركة". 

القيادي في حماس محمود مرداوي لـ"الترا فلسطين": تمت العملية الشورية داخل حماس بكل حيوية وسلاسة، وديناميكية بالاختيار السريع للقائد الجديد للحركة وبالإجماع

وقال القياديّ في حركة حماس محمود مرداوي لـ"الترا فلسطين": "تحمل فكرة اختيار السنوار خليفة لهنّيّة مجموعة من الرسائل والدلالات، أبرزها أنّ حماس تحترم لوائحها التنظيميّة، وقوانينها الداخليّة، والإجراءات المعمول بها منذ التأسيس، إضافة إلى رسالة تحدّ بشكل واضح وصريح، وأنّ السنوار الّذي عليه إجماع تنظيميّ، يحمل فكرة مضيّ الحركة نحو المقاومة واستمرارها في معركة ’طوفان الأقصى’ باعتباره من أبرز صنّاع القرار في المعركة، وذلك يعني تمسّك الحركة بمواقفها، وقيادتها المتّصلة بالميدان، بعيدًا عن محاولات الإرباك الّتي سعى لها الاحتلال؛ لتحقيق مواقف سياسيّة تنجم عن غياب قائد صلب ولديه خبرة مثل هنّيّة".

وأضاف مرداوي: "فشلت كلّ محاولات الاحتلال في خلق حالة من الإرباك والفوضى داخل الحركة من خلال نجاح الاستحقاق، بصرف النظر عن حجم الضغوط العسكريّة في الميدان، والإعلاميّة بالتشويه، ومحاولات إرباك الصفوف والحاضنة للحركة، لذا جاء الاستحقاق المؤسّسات لسدّ أيّ فراغ حدث بعد استشهاد القائد هنّيّة".

ووفق مرداوي، فقد "تمّت العمليّة الشوريّة بكلّ حيويّة وسلاسة، وديناميكيّة بالاختيار السريع للقائد الجديد وبالإجماع، وذلك تأكيدًا على قدرة حماس في العمل على جبهات عديدة، ترسّخ فيها مساراتها الكبرى ولو كانت مكلّفة". 

وعند السؤال عن وجود ضغوط تعرضت لها حماس خلال المشاورات الداخلية، أجاب مرداوي على نحو حاسم، بالقول: "حماس تتخذ قراراتها بمعزلٍ عن رغبة أي صديق أو عدو، وتقرأ المشهد وتتحرك بالداخل والخارج بما يحقق المصالح الفلسطينية، ولا يشترط على الحركة أن تكون خياراتها وفق الشرق والغرب، ولكنها تتحالف مع من هم في الشرق، وتحاول أن تحيّد من هم في الغرب، مثل الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا، وفي الجانب الآخر تتقاطع مع دول أوروبية وإسلامية، ولكن قرارها فلسطيني خالص، واختيارها لقيادتها يتمّ بحرية كاملة".

ولفت مرداوي إلى إدراك حماس وجود دول قد لا ترحّب باختيار السنوار رئيسًا للحركة. ويقول: "سنجد بعض الدول غير مرتاحة لاختيار شخص قيل عنه إنّه من قادة المقاومة، ويقف خلف طوفان الأقصى، وعلى العكس سنجد من يؤيّد أنّ هذا شأن فلسطينيّ، وبالأحوال كلّها لم تأبه الحركة عبر تاريخها بآراء كثير من الدول المارقة الّتي تصطفّ إلى جانب الاحتلال، وبالمقابل نتمنّى دائمًا حسن العلاقة والتنسيق مع جميع الدول العربيّة والإسلاميّة الحرّة، وفق مصالح الشعب الفلسطينيّ، بتحقيق حرّيّته بالوسائل الحقيقيّة على رأسها المقاومة".

وبانتخاب السنوار رئيسًا للمكتب السياسيّ العامّ لحماس تصبح بعض مراكز الحركة شاغرة، وهي "نائب رئيس المكتب السياسيّ العامّ للحركة، ورئيس إقليم غزّة ونائبه". ويوضّح مرداوي أنّ هذا استحقاق داخليّ يخصّ إقليم غزّة، وليس الحركة كلّها، وسيتمّ على نحو سلس وسريع، بما يؤكّد الحيويّة الشوريّة في حماس. 

علم "الترا فلسطين" من مصادر خاصّة أن منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحماس يختاره السنوار، ومن المرجح أن يختار من كان نائبه في إقليم غزّة، خليل الحيّة

إلّا أنّ "الترا فلسطين" علم من مصادر خاصّة أنّ منصب نائب الرئيس يختاره السنوار، ومن المرجّح أن يختار من كان نائبه في إقليم غزّة، خليل الحيّة، الّذي يدير ملفّ المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيليّ، وأن يكون عضو المكتب السياسيّ روحي مشتهى بجانب السنوار في إدارة إقليم غزّة (إن كان على قيد الحياة بعد صدور تقارير عربيّة تشير إلى اغتياله)، بالإضافة إلى وجود بعض الأسماء المقرّبة من السنوار، منها رئيس الدائرة الإعلاميّة لحركة حماس، علي العامودي.

وأصبح يحيى السنوار القياديّ الرابع الّذي يصل إلى هذه المكانة القياديّة في رئاسة المكتب السياسيّ العامّ، بعد موسى أبو مرزوق، الّذي خلّفه خالد مشعل، ثمّ الشهيد إسماعيل هنيّة.