الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
تضم كتيبة في جيش الاحتلال، تحمل اسم "كتيبة الصحراء" إرهابيين ينتمون لتنظيم "تدفيع الثمن" الإرهابي ويسكنون في بؤر استيطانية أقيمت بدون ترخيص من الجيش في الضفة، وذلك بعدما كان انضمام هؤلاء العناصر للجيش مرفوضًا، أو يحتاج لموافقة خاصة من جهاز "الشاباك" ومن الشرطة.
قادة المستوطنين شاركوا في اتخاذ القرار بتشكيل هذه الكتيبة قبل أربع سنوات، وإلحاق الإرهابيين من تدفيع الثمن بها من أجل "توجيههم لطريق خدمة الدولة، عبر دمجهم بالجيش لتأدية خدمة عسكرية خاصة ذات طابع قتالي"
"كتيبة الصحراء" والإرهابيون الذين أصبحوا جنودًا، كانوا محور تقرير لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أكدت فيه ما نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" قبل سنوات حول سياسة جديدة بدأ ينتهجها جيش الاحتلال تجاه هؤلاء الإرهابيين تقوم على ضمهم لقواته.
وأشارت "يديعوت" في تقريرها إلى أن هؤلاء الإرهابيين أصبحوا يعملون جنبًا إلى جنب مع المثليين والمتحولين جنسيًا والمجندات الإناث، بعدما كانوا يرفضون هذه الفئات. وهنا يعلق ضابطٌ كبيرٌ في الجيش للصحيفة: "هذه هي بوتقة الصَّهر التي كان يراهن عليها بن غوريون". في إشارة إلى مفهوم تحويل المستوطنين الذين جلبتهم الحركة الصهيونية من دول كثيرة إلى عناصر منسجمة تجمعها هوية واحدة يتم بلورتها عبر تأديتهم الخدمة العسكرية الإلزامية.
وبحسب "يديعوت"، فإن العمليات التي نفذتها "كتيبة الصحراء" في الشهور الأخيرة حظيت بتقدير كبير في قيادة الجيش في الضفة الغربية. ويُثني تقرير "يديعوت" على هذه الكتيبة قائلاً: "في زمن الانقسام والاستقطاب في إسرائيل، وفي ظل التغييرات التي تبادر لها الحكومة الجديدة التي تهدد بتفكيك الجيش الإسرائيلي، هناك كتيبةٌ واحدة تثبت أن الانسجام والتعايش مرة أخرى هي مسألة ممكنة أيضًا، وتعمل بشكل جيد على نحو يفوق التوقعات".
وأوضحت، أن قادة المستوطنين شاركوا في اتخاذ القرار بتشكيل هذه الكتيبة قبل أربع سنوات، وإلحاق الإرهابيين من تدفيع الثمن بها من أجل "توجيههم لطريق خدمة الدولة، عبر دمجهم بالجيش لتأدية خدمة عسكرية خاصة ذات طابع قتالي ".
وتلقى جنود "كتيبة الصحراء" تدريباتهم إلى جانب كتيبة "نيتسح يهودا" الذين كانوا في السابق يتدربون بشكل منفرد بعيدًا عن الإناث بسبب انتمائهم الديني المتشدد، قبل أن يتقرر نقل كتيبة "نيتسح يهودا" إلى الجولان بسبب تكرر ارتكابهم جرائم بالزي العسكري، أثارت انتباه الإدارة الأمريكية.
يخضع جنود "كتيبة الصحراء" لتدريبات خاصة ومكثفة لمدة ثلاثة شهور، ويتخصصون في مهن الاستطلاع وتنفيذ الكمائن واقتفاء الأثر، مع التركيز على تنفيذ الملاحقات وتحديد أماكن المشتبه بهم، والتعرف تضاريس الميدان.
قبل سنوات، تم الكشف أن شرطة الاحتلال تعمل لتجنيد إرهابيين من تنظيم "تدفيع الثمن" ضالعين في جرائم إرهابية في صفوفها، وتبرر ذلك "بتغيير صورة الشرطة في عيون هذه النواة الصلبة في البؤر الاستيطانية"
وكشف ضابط في قيادة جيش الاحتلال أن "كتيبة الصحراء" أسهمت في إعادة اعتقال أسرى نفق جلبوع، واعتقال منفذي عملية إطلاق النار على مستوطنة "كرمئيل" جنوب الخليل، وكذلك اعتقال الأسيرين أسعد الرفاعي وصبحي أبو شقير، بعد تنفيذهما عملية "إلعاد" التي أسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين.
وأفادت "يديعوت" في تقريرها، أن جيش الاحتلال حصل على ميزانية كبيرة لشراء أسلحة ووسائل قتالية حديثة ومركبات جديدة لصالح "كتيبة الصحراء"، وسيتم تعزيز هذه الكتيبة بعشرات الجنود، ورفع كفاءة المواقع العسكرية ومرافق التدريب بشكل كبير.
وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" كشفت في عام 2018، أن شرطة الاحتلال تعمل لتجنيد إرهابيين من تنظيم "تدفيع الثمن" ضالعين في جرائم إرهابية في صفوفها، وتبرر ذلك "بتغيير صورة الشرطة في عيون هذه النواة الصلبة في البؤر الاستيطانية".
وأكدت، أن أحد قادة التنظيم الإرهابي في بؤرة خرج منها في السنوات الأخيرة إرهابيون نفذوا جرائم قومية، وافق بالفعل على الانضمام إلى الشرطة، وهو ما اعتبرته الشرطة نجاحًا كبيرًا لها في هذا المشروع.
