الترا فلسطين | فريق التحرير
ادعى جيش الاحتلال ومسؤولون إسرائيليون، أن إسرائيل اقتربت من تحقيق أهدافها في رفح، وهذا يعزز احتمال أن تفتح الطريق قريبًا لمرحلة جديدة من الصراع أقل حدة من الشهور الماضية. لكن، خلافًا لهذا الادعاء، فإن خبراء إسرائيليين يُشككون في واقعية هذا الادعاء، ويستبعدون في الوقت ذاته نهاية قريبة للحرب.
نقلت واشنطن بوست عن مسؤول إسرائيلي مطلع على القتال في غزة قوله إن "قتال حرب العصابات لا ينتهي أبدًا"
وقالت صحيفة واشنطن بوست، إن الانتهاء من مرحلة الهجمات البرية والجوية واسعة النطاق سيشكل علامة فارقة في الحرب، ومن شأنه أن يوفر فترة راحة محتملة للمدنيين الذين أمضوا شهورًا في خط النار، وأن يسمح بمزيد من المساعدات الإنسانية.
وأكدت الصحيفة، أن النهاية الكاملة للحرب على غزة ليست في الأفق، مبينة أن بالرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه دمر معظم كتائب حركة حماس في قطاع غزة، وأضعف ثلاثًا من الكتائب الأربعة المتبقية في رفح حتى الآن، إلا أن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة مازال مستمرًا، ويستهدف حتى القوات الإسرائيلية الموجودة في مناطق خاضعة بالفعل لسيطرة إسرائيل.
ونقلت واشنطن بوست عن مسؤول إسرائيلي مطلع على القتال في غزة قوله إن "قتال حرب العصابات لا ينتهي أبدًا، وهدفنا الآن هو هزيمة لواء رفح".
وقال العميد المتقاعد يوسي كوبر فاسر، مدير وزارة الشؤون الاستراتيجية، أن المرحلة التالية للقتال في رفح هي "غارات موجهة لمنع حماس من إعادة تجميع صفوفها، وهذه العمليات سينفذها عدد أقل من القوات الإسرائيلية".
وأضاف كوبر فارسر، أن إسرائيل تقترب أكثر فأكثر من إنهاء العمليات الكبرى، والانتقال إلى المرحلة الثالثة، مبينًا أن "الأمور ستتغير. لكنها ليست نهاية الحرب".
ويأتي الحديث عن قرب انتهاء القتال في رفح، مع تهديدات إسرائيلية بتوسيع الهجوم على لبنان، ودعوات في إسرائيل إلى سحب القوات من قطاع غزة ونقلها إلى لبنان. إلا أن العديد من الخبراء الإسرائيليين يشككون بواقعية هذا الإعلان، وأن يكون سحب القوات في هذه المرحلة "يحقق هدف نتنياهو المعلن بتحقيق النصر المطلق".
عاموس هرئيل، المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، قال إن عملية رفح "تتركز حتى الآن على ممر فيلادلفيا على طول الحدود المصرية، الذي تم الاستيلاء عليه بالكامل وعلى عدد من أحياء رفح".
وادعى عاموس هرئيل، أن الحظر الأميركي على تقدم الجيش الإسرائيلي إلى وسط مدينة رفح مايزال قائمًا.
وقال: "من الصعب أن نشرح للجمهور لماذا يُقتل الجنود في رفح، وما الهدف الذي يتجاوز النصر الشامل نفسه الذي ما زال رئيس الوزراء يصر على الحديث عنه دون أي صلة بالواقع".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن "عضو بارز" -وفق وصفها- في فريق التفاوض الإسرائيلي حول صفقة التبادل قوله إن الحرب "لن تنتهي بعد الهجوم على رفح"، مؤكدًا أن إسرائيل ستواصل "حملتها العسكرية القوية والفعالة، وستبقى في غزة" على حد قوله.
واستدرك المصدر بأن "وقف القتال وانسحاب القوات من قطاع غزة لا يمكن أن يأتي إلا من خلال المفاوضات وبعد وضع آليات لضمان الالتزام بالاتفاق".
وأضاف، أن إسرائيل "لن تتفاوض إلا على اقتراح صفقة التبادل ووقف إطلاق النار الذي قدمه جو بايدن لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة"، زاعمًا أن رد حماس على المقترح هو "بمثابة رفض له".
القناة 12 الإسرائيلية، أكدت هي الأخرى أن انتهاء الهجوم على رفح لا يعني وقف القتال، وإنما الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، التي تتضمن الانتقال من القتال العنيف إلى الغارات ضد أهداف محددة وبناء على معلومات استخبارية، مثل التي يتم تنفيذها حاليًا وسط قطاع غزة.
وأضافت القناة 12، أن الجيش الإسرائيلي سيحاول أن يجعل من صفقة التبادل وفق مقترح بايدن نهاية لعمليته في رفح، وأن يكون الانسحاب من رفح ورقة لصالح تل أبيب.
ضابط الاحتياط حنان شاي: بالرغم من الإنجازات التكتيكية التي حققها الجيش، إلا أن حماس لم تردع ولم تهزم، وبالتالي لم تستسلم
من جانبه، ضابط الاحتياط حنان شاي، قال لموقع واللا إنه بالرغم من الإنجازات التكتيكية التي حققها الجيش، إلا أن حماس لم تردع ولم تهزم، وبالتالي لم تستسلم.
وتوقع حنان شاي أن "الجيش الإسرائيلي لن ينتصر في المعركة، ولن يتمكن من تحقيق هدف إسرائيل السياسي"، وهو "إزالة التهديد" الذي يحول دون عودة الحياة إلى مستوطنات غلاف غزة والنقب لمسارها الطبيعي.