22-أغسطس-2024
صفقة التبادل

يُنتظر أن تعقد في القاهرة يوم الأحد، جلسة جديدة في إطار مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، دون أي مؤشرات لإمكانية تحقيق أي تقدم في هذه المحادثات، رغم الضغوطات التي تمارسها الولايات المتحدة لدفع حماس إلى القبول بمقترح واشنطن الذي تم وضعه بعد لقاء الدوحة.

المساعد السابق لوزير الخارجية المصري: "من المستحيل أن تدخل أي قوات حفظ سلام إلى قطاع غزة، لأن لا المقاومة الفلسطينية تقبل بذلك ولا مصر أيضًا"

أكدت حماس أن وجود أي جهة عسكرية أجنبية على أرض غزة، يمثل تهديدًا للأمن القومي المصري

ويقول نير دفوري، الصحفي في القناة الـ12 الإسرائيلية، إنه حتى موعد محادثات القاهرة ستعمل الطواقم الإسرائيلية مع الوسطاء لمحاولة تقليص الفجوات، مضيفًا أن الولايات المتحدة والوسطاء يمارسون ضغوطًا كبيرة على حركة حماس لدفعها إلى المشاركة في محادثات القاهرة.

وقالت الخارجية الأميركية، إن أنتوني بلينكن بحث مع أمير قطر يوم الأربعاء جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يؤدي لتخفيف معاناة الفلسطينيين ويضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، مضيفة أن بلينكن أكد بأن اقتراح سد الفجوات (الذي قدمته الولايات المتحدة بعد محادثات الدوحة) يعالج الفجوات بطريقة تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق.

وكشفت صحيفة "العربي الجديد"، أن أنتوني بلينكن في زيارته إلى القاهرة اقترح إمكانية الضغط على إسرائيل من أجل القبول بالانسحاب من محور نتساريم ومحور فيلادلفيا، مقابل دخول قوات حفظ سلام دولية إليهما وربما مشاركة مصر في تلك القوات.

وأضافت الصحيفة، أن المعلومات تشير إلى أن المقترح الأميركي يتضمن دورًا رقابيًا للاحتلال الإسرائيلي على القوات الدولية في المحورين.

وعلق المتحدث الرسمي لحركة حماس جهاد طه، بأن "أي ترتيبات خاصة بمستقبل قطاع غزة، يجب أن تبقى فلسطينية خالصة بدون التدخل من أي أحد"، مؤكدًا أن "وجود أي قوة أجنبية على أرض غزة أمر مرفوض بإجماع فصائل المقاومة الفلسطينية".

ونقلت صحيفة العربي الجديد عن المساعد السابق لوزير الخارجية المصري السفير عبد الله الأشعل، قوله إن "من المستحيل أن تدخل أي قوات حفظ سلام إلى قطاع غزة، لأن لا المقاومة الفلسطينية تقبل بذلك ولا مصر أيضًا"، مضيفًا أن "وجود أي جهة عسكرية أجنبية على أرض غزة، يمثل تهديدًا للأمن القومي المصري".

وأعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، مساء يوم الخميس، أن بنيامين نتنياهو يُصرّ على سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا لمنع إعادة تسليح حماس، نافية أن تكون إسرائيل قد وافقت على نشر قوات دولية في محور فيلادفيا.

ويقول الصحفي ديفيد إغناتيوس، في مقال نشرته صحيفة "الواشنطن بوست"، إن المسؤولين الأميركيين يواجهون "مشكلة مزعجة" تتمثل بأن بنيامين نتنياهو كان بطيئًا في المفاوضات، إضافة إلى حديثه المستمر عن "انتصار مطلق" على حركة حماس، وهو ما يؤكد القادة العسكريون الإسرائيليون أنه غير واقعي.

ويشير إغناتيوس إلى أن نتنياهو يُصر على البقاء في "محور فيلادلفيا" رغم أن وزير الجيش يوآف غالانت أظهر في زيارته للمنطقة مؤخرًا كأنه "يقلل من شأن التهديد في محور فيلادلفيا".

وكان أنتوني بلينكن قال، منتصف هذا الأسبوع، إن "نتنياهو أكد لي أن إسرائيل قبلت المقترح الأميركي" الذي تم طرحه بعد محادثات الدوحة الأسبوع الماضي. وقوبلت تصريحات بلينكن بانتقادات إسرائيلية شديدة اللهجة.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر، إن تصريحات بلينكن أظهرت كأن إدارة بايدن وبنيامين نتنياهو متفقان على قضية لن تقبل حركة حماس بها، وهذا أدى لإحباط احتمالات التوصل إلى اتفاق، رغم أن بلينكن كان بإمكانه "الدعوة بشكل أكثر غموضًا إلى المرونة من كلا الجانبين".

وأضافت، أن مسؤولًا إسرائيليًا مطلعًا على المحادثات أكد أن "قلة من الناس يعرفون حقًا ما يجري خلف الأبواب المغلقة"، وأوضح أن المحادثات مستمرة على مستويات مختلفة كجزء من مفاوضات صعبة.

وأجرى جو بايدن مكالمة هاتفية مع نتنياهو، في وقت متأخر من مساء الأربعاء. وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن البيت الأبيض قال إن جو بايدن شدد على الحاجة الملحة لتأمين وقف إطلاق النار، وأشار إلى أن محادثات القاهرة بداية الأسبوع القادم "حاسمة".

وأضافت "هآرتس"، أن نتنياهو أبدى استعداده، في المكالمة، للتوصل إلى حل وسط في المفاوضات مع حماس.

ووصل رئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، إلى القاهرة لإجراء مباحثات حول محور فيلادلفيا ومعبر رفح. وقال مصدر إسرائيلي لصحيفة "هآرتس"، إن هذه المباحثات تمهيدية قبل اجتماع يوم الأحد القادم.

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن مصر تطلب من الولايات المتحدة ضمانات بعدم عودة إسرائيل إلى محور فيلادلفيا، حتى لو فشل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بعد مرحلته الأولى.

مصر تطلب من الولايات المتحدة ضمانات بعدم عودة إسرائيل إلى محور فيلادلفيا، حتى لو فشل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بعد مرحلته الأولى

وأشارت إلى أن المفاوضين الإسرائيليين اقترحوا إنشاء ثمانية أبراج مراقبة على طول محور فيلادلفيا، بينما وافقت الولايات المتحدة على برجين، ورفض المسؤولون المصريون إقامة أي أبراج مراقبة على الإطلاق، لأنها ستمنح إسرائيل وجودًا عسكريًا في المنطقة.

يأتي ذلك بينما تؤكد هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين، أن إعادة جميع الأسرى من قطاع غزة لا يمكن أن يتم إلا من خلال صفقة التبادل، مضيفة أن كل دقيقة تمر دون إبرام صفقة تبادل قد يلقى فيها أسير حتفه.

وشددت أن انتشال جثث 6 أسرى (الذي تم هذا الأسبوع) ليس انتصارًا، بل هو فشل كامل للقيادة السياسية.