13-يونيو-2024
مقترح التبادل

(Getty) حماس ترفض تصريحات بلينكن ضدها

تصل مفاوضات التهدئة في غزة وتبادل الأسرى إلى مرحلة حاسمة، مع تقديم حركة حماس ردها "الإيجابي" للوسطاء على المقترح الإسرائيلي الذي عرضه الرئيس الأميركي جو بايدن، ودعمه مجلس الأمن الدولي باقتراح واشنطن، فيما ترى "تشكك" إسرائيل وتدعمها واشنطن في رد حماس. ومع ذلك، أكدت مصادر على أن المفاوضات مستمرة ولم "تنفجر حتى الآن".

وقال مصدر إسرائيلي وآخر أجنبي لـ"هآرتس"، لديهم إطلاع على ملف المفاوضات، إن "المحادثات لم تنهار، ويتوقعان أن تستمر المفاوضات"، رغم أن تل أبيب تعتبر رد حماس "رفضًا للصفقة".

وأوضح أحد المصادر لصحيفة "هآرتس" إن "رد حماس شمل تغييرات، مثل الجدول الزمني لوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة ، بما في ذلك رفح"، مضيفًا أن "المحادثات ستستمر من خلال وسطاء قطريين ومصريين، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة لمعرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق". وفي الوقت نفسه، ليس من الواضح ما إذا كان فريق إسرائيلي سيسافر إلى قطر أو القاهرة ومتى من أجل المفاوضات.

حركة حماس ترفض الحديث عن طرح أفكار جديدة على مقترح التهدئة والتبادل، ومصادر إسرائيلية تقول إن "المفاوضات لم تنفجر"

ويزعم في إسرائيل أن "حماس طالبت بتغييرات كبيرة في ردها على الاقتراح الأحدث للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة ووقف إطلاق النار".

وقالت إسرائيل في بيان رسمي إن "حماس في ردها كانت ترفض الاقتراح الذي طرحه الرئيس الأمريكي". وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "حماس ترفض الاقتراح بشكل أساسي". وأضاف مسؤول إسرائيلي كبير لصحيفة "هآرتس" إن "تحفظات حماس الواسعة تعكس معارضتها للصفقة"، بحسب مزاعمه. وأجرى نتنياهو يوم الأربعاء، تقييمًا أمنيًا للوضع على الحدود الشمالية ورد فعل حماس على المقترح.

وفي ردها، قالت حماس إن مطالبها تهدف إلى ضمان تفعيل وقف إطلاق النار وعدم عودة إسرائيل إلى القتال عند إتمام الاتفاق. وتطالب حماس بأن تعمل الصين وروسيا وتركيا كضامنين للصفقة. فضلًا عن ذلك فإن حماس تطالب بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بالكامل في غضون أسبوع من بدء الهدنة.

وفي ردها للوسطاء، طلبت حماس تحديد أنه في اليوم الأول من الصفقة، سيكون هناك وقف كامل لإطلاق النار، مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من المراكز السكانية. وفي اليوم الثالث، سينسحب الجيش الإسرائيلي من طريقي صلاح الدين والرشيد، اللذين يعبران قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب، ومن "ممر نتساريم" الذي يعبره من الغرب إلى الشرق، وكذلك من محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر.

واقترحت حماس إطلاق سراح 33 أسيرًا لديها، أحياء وموتى، ثلاثة منهم كل ثلاثة أيام، وإذا لم يكتمل الانسحاب في اليوم السابع، فسيتوقف التبادل.

كما تعترض حماس على الشروط المسبقة المتعلقة بهوية الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم وطريقة الإفراج عنهم ورفض "الفيتو" الإسرائيلي على أسماء الأسرى.

من جانبه، حمّل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حماس مسؤولية "فشل هذه المحادثات وتأخر التوصل إلى وقف لإطلاق النار". وفي مؤتمر صحفي، قال بلينكن إن حماس اقترحت "تغييرات عديدة " على الاتفاق المقترح، قائلًا إن بعضها قابل للتطبيق ولكن البعض الآخر ليس كذلك.

وأضاف بلينكن: "كان بإمكان حماس أن ترد بكلمة واحدة: نعم. بدلًا من ذلك، انتظرت حماس ما يقرب من أسبوعين ثم اقترحت المزيد من التغييرات، التي يتجاوز عدد منها المواقف التي سبق لها أن اتخذتها وقبلتها".

بدوره، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الأربعاء، إن "العديد من التغييرات المقترحة في رد حماس طفيفة وليست غير متوقعة. والبعض الآخر يختلف بشكل جوهري عما تم تحديده في قرار مجلس الأمن" الذي يؤيد الصفقة، والذي صدر يوم الثلاثاء.

وفي الرد على بلينكن، قالت حركة حماس إنها أبدت "في جميع مراحل مفاوضات وقف العدوان؛ الإيجابية المطلوبة للوصول إلى اتفاق شاملٍ ومُرضٍ، يقوم على مطالب شعبنا العادلة، بوقف نهائي للعدوان، وانسحاب كامل من القطاع، وعودة النازحين، وإعادة الإعمار وإبرام صفقة جدية لتبادل الأسرى". وذلك بعد تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن التي انتقد في حركة حماس.

وأضافت: "المقترح الذي تسلمته حماس من الوسطاء يوم الخامس من أيار/مايو، أعلنت موافقتها عليه في اليوم التالي مباشرة، حيث سلمنا ردنا يوم السادس من أيار/مايو، وهو ما اعتُبِرَ من قبَل الوسطاء وجميع الأطراف أنه إيجابي ومشجع، بينما كان رد نتنياهو على موافقة حماس بالهجوم على رفح، وتصعيد عدوانه على شعبنا في كل قطاع غزة".

وحول موقف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قالت: "بينما يواصل بلينكن الحديث عن موافقة إسرائيل على المقترح الأخير، فإننا لم نسمع أي مسؤول إسرائيلي يتحدث بهذه الموافقة".

وأوضحت: "إننا نعدُّ المواقف الصادرة عن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، والتي حاوَل من خلالها تبرئة ساحة الاحتلال الصهيوني، وغسل يديه الملطّخة بدماء الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ، وتحميل الحركة مسؤولية تعطيل التوصل لاتفاق؛ استمرارًا للسياسة الأمريكية المتواطئة مع حرب الإبادة الوحشية ضد شعبنا الفلسطيني، والتي تتيح المجال للاحتلال لاستكمال جريمته بغطاء سياسي وعسكري أمريكي كامل".

وختمت بالقول: "ندعو السيد بلينكن، وإدارة الرئيس بايدن، إلى توجيه الضغط إلى حكومة الاحتلال الفاشية، المصرّة على استكمال مهمة القتل والإبادة، في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمعاهدات الدولية".

وقال مسؤول من حماس لـ"رويترز" إن الرد أكد مجددًا موقف الحركة بأن وقف إطلاق النار يجب أن يؤدي إلى وقف دائم للأعمال القتالية في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية وإعادة إعمار القطاع الفلسطيني وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

ونفى أسامة حمدان، القيادي في حماس، يوم الأربعاء، طرح الحركة أفكارًا جديدة في المقترح المدعوم من الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة.

وفي حديثه مع التلفزيون العربي، أشار حمدان إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، "جزء من المشكلة، وليس الحل" في صراع غزة.

ما هي مطالب حماس لوقف إطلاق النار؟

1. في اليوم الأول من المرحلة الأولى من الصفقة، سيبدأ وقف مؤقت لإطلاق النار من الجانبين، وستبدأ قوات الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان إلى المناطق المحاذية لحدود غزة.

2. في اليوم الثالث سيبدأ الانسحاب من محور صلاح الدين وشارع الرشيد، وسيبدأ تفكيك كافة المنشآت العسكرية الموجودة على محور نيتساريم، بالتزامن مع الانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا وإخلاء معبر رفح بشكل كامل.

3. في المرحلة الأولى، ستطلق حماس سراح 32 أسيرًا إسرائيليًا، حيًا أو ميتًا، وليس 33، حيث سيتم إطلاق سراح ثلاثة أسرى كل ثلاثة أيام.

4. إذا لم يتم الانسحاب الكامل بحلول اليوم السابع، فسوف يتوقف تبادل الأسرى.

5. سترتكز قوائم الأسرى الفلسطينيين على مبدأ "الأولوية في الاعتقال"، أي أنهم سيطلبون إطلاق سراح السجناء القدامى.

6. في نهاية المرحلة الأولى من الصفقة يجب أن يكون هناك انسحاب كامل من القطاع بأكمله، وهذا يعني أنه لن يكون هناك أي جندي من الجيش الإسرائيلي داخل غزة.

7. تنتهي المرحلة الأولى بإعلان الاستعداد لـ "هدنة مستدامة" تستهدف وقف العمليات العسكرية بشكل كامل، قبل تبادل الأسرى من الجانبين.

8. طلبت حماس إضافة الصين وروسيا وتركيا كدول ضامنة للاتفاق.

وتطالب حماس بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية: "الحصول على ضمانات لوقف الحرب"، وتشير مصادر إلى طلب ضمانات مكتوبة من واشنطن.