06-أكتوبر-2024
الولايات المتحدة بعد رد إيران.. التزام مستمر في دعم إسرائيل

تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية تسليط الضوء على احتمالات "الرد الإسرائيلي" المحتمل على إيران، وسط تهديدات متكررة من مسؤولين إسرائيليين بأن هذا الرد سيكون "قاسيًا ومدويًا". ووفقًا لتقارير ومعلومات حصرية نقلتها قنوات إسرائيلية كبرى، تُدرس خيارات ضرب البرنامج النووي الإيراني كأحد الأهداف الرئيسية، وسط تصاعد القلق بشأن حجم الرد وتأثيراته الإقليمية.

ويرى مراسل الشؤون السياسية، في قناة  12 الإسرائيلية، يارون أبرهام، أن إسرائيل تتريث في الرد وتعمل على التنسيق الكامل مع الولايات المتحدة لضمان توافق دولي على العملية، بالرغم من أن إسرائيل هي التي ستنفذ الهجوم وحدها. وأوضح أبرهام أن الهجوم يجب أن يكون كبيرًا وذا تأثير قوي، وأن الرد المتوقع سيكون منسقًا تمامًا مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى إمكانية تنفيذه خلال أيام قليلة.

دول عديدة، بينها فرنسا وبريطانيا والأردن، ساهمت إلى جانب الولايات المتحدة في اعتراض الصواريخ الإيرانية

وفي سياق مشابه، أشار محلل الشؤون الأمنية في موقع "واللا" د. أمير بوخبوط إلى ضرورة الامتناع عن الدخول في "لعبة تبادل اللكمات"، خاصة في ظل ما يحدث على الجبهات الجنوبية والشمالية. وتحدث عن المخاطر الكبيرة في حال امتلاك إيران قدرات نووية، مما يفرض على إسرائيل توجيه ضربة مؤثرة ومحددة.

أما موريا أسرف وولبيرغ، مراسلة الشؤون السياسية في قناة 13، فأكدت على رغبة إسرائيل في إنهاء جولة التصعيد الحالية مع إيران بشكل لا يؤدي إلى استمرار التوتر في المدى القريب. وأضافت أن الهدف من الرد هو تحقيق ضربة مؤثرة، دون الدخول في مواجهة شاملة قد تحرف إسرائيل عن تحقيق أهدافها الرئيسية في الحرب.

من جانبها، تحدثت غيلي كوهين، مراسلة الشؤون السياسية في قناة كان 11، عن التحالف الإقليمي الذي شارك في اعتراض الصواريخ الإيرانية التي أُطلقت نحو إسرائيل. وأوضحت أن دولًا عديدة، بينها فرنسا وبريطانيا والأردن، ساهمت إلى جانب الولايات المتحدة في ذلك. كما أكدت أن إسرائيل تسعى لاختيار التوقيت والمكان المناسبين لشنّ هجومها على إيران، مع التزامها بعدم الانجرار إلى مواجهة طويلة الأمد.

وتطرق ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في قناة 13، إلى حالة التردد داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية. وأوضح أن الجيش يتجنب الكشف عن الأرقام الدقيقة للصواريخ التي أصابت أهدافًا إسرائيلية، معتبرًا أن هناك إدراكًا بأن خطوة الرد العسكري قد تتسبب في مواجهة مباشرة مع إيران في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها إسرائيل حاليًا، على عدة جبهات.

وفي موقف أكثر حدة، دعا يعقوب باردوغو، محلل الشؤون السياسية في قناة 14 المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى توسيع نطاق الضربات لتشمل منشآت النفط والغاز الإيرانية إلى جانب المنشآت النووية. وأشار إلى أن هذا قد يؤدي إلى تأثيرات عالمية على أسعار النفط، ما سيلفت الانتباه الدولي إلى خطورة الوضع.

على الجانب الآخر، اعتبر كوبي مروم، خبير الأمن القومي والجبهة الشمالية، أن إسرائيل لا تمتلك القدرة على تنفيذ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية دون التعاون مع الولايات المتحدة، مستبعدًا مشاركة واشنطن في الهجوم المباشر. بينما أعرب إيشل أرموني، رئيس شعبة الاستخبارات والعمليات الخاصة السابق في الموساد، عن قلقه من مغبة الانجرار إلى حرب طويلة الأمد، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة على الجبهات الأخرى مع غزة ولبنان.

وفي سياق متصل، قال اللواء عميرام ليفين، قائد الجبهة الشمالية السابق، إن الحرب مع إيران بدأت منذ فترة طويلة عبر عمليات سابقة ضدها، بما في ذلك اغتيالات وعمليات استخبارية. وأضاف أن الوضع الحالي مع إيران لا يترك لإسرائيل خيارًا سوى الرد بقوة.

فيما أشار سليمان مسودة، مراسل الشؤون السياسية في قناة كان، إلى أن النقاشات حول الرد الإسرائيلي لا تزال جارية، ولم يُتخذ قرار نهائي بشأن ذلك. وأكد أن التنسيق مع الولايات المتحدة أمر محوري لضمان تجنب التصعيد إلى حرب شاملة، مضيفًا أن واشنطن تُجري محادثات مكثفة مع إسرائيل بشأن الهجوم المتوقع.

وأكد رفيف دروكر، محلل سياسي في قناة 13، على ضرورة التركيز على الأهداف الاستراتيجية وعدم الانجرار إلى حرب شاملة مع إيران، في وقت ما زالت فيه إسرائيل تواجه تحديات على عدة جبهات، بما في ذلك غزة ولبنان. ودعا إلى التفكير بعناية في الخطوات المقبلة لتجنب التصعيد غير المحسوب.