17-يوليو-2024
منظومة استيطانية تسابق الزمن لسرق الأرض الفلسطينية بالضفة

منظومة استيطانية تسابق الزمن لسرق الأرض الفلسطينية بالضفة

ازدادت وتيرة الأخبار التي تتحدّث عن استيلاء مستوطنين على أراض في مناطق متفرّقة بالضفة الغربية، تمهيدًا لإقامة بؤر استيطانية. آخر هذه الاعتداءات كانت في منطقة تل ارميدة بمدينة الخليل، إذ استولى مستوطنون، على قطعة أرض وعين مياه، وكذلك إعلان "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال عن تحويل 441 دونمًا غرب رام الله إلى "أراضي دولة".

يهدف بتسلئيل سموتريتش لتنفيذ خطّة استيطانية تحول دون أي تواصل بين القرى الفلسطينية، مقابل ربط التجمّعات الاستيطانية ببعضها البعض، والاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية

وقال الناشط في تجمُّع شباب ضد الاستيطان بالخليل، عيسى عمرو، إن مجموعة من المستوطنين بنوا غرفة حديدية مكونة من أعمدة حديد وشبك، في محيط العين الجديدة، الواقعة في قطعة أرض بين منطقة تل ارميدة وشارع الشهداء في منطقة h2 جنوب الحرم الإبراهيمي في الخليل.

استيلاء لربط تجمّعات الاستيطان

وأفاد عمرو لـ "الترا فلسطين" أن المستوطنين يحاولون منذ 12 عامًا الاستيلاء على منطقة "العين الجديدة"، بسبب أهمية المنطقة وموقعها الاستراتيجي، ولكن صمود الأهالي ووقف عائلة قنيبي لهذه الأرض، حال دون ذلك.

وأضاف أن المستوطنين بدأوا العمل مع تواجد قوات الاحتلال والشرطة الإسرائيلية الذين وفّروا للمستوطنين الحماية، وادعو أن لدى المستوطنين إذن من قائد الجيش للعمل في الأرض.

عيسى عمرو: ما يجري في منطقة h2 بالخليل خطير جدًا

وأكد عمرو، أن هذا أمر غير قانوني حتى حسب القانون الإسرائيلي، لأن هذه منطقة فلسطينية وأرض خاصة، ولا يجوز لقائد الجيش أن يمنح إذنًا للمستوطنين للعمل فيها.

وحول ما سيقومون به للتصدي لهم، بين عمرو، أنهم قاموا بتوثيق العمل وحاولوا منعهم، وتواصلوا مع المحامي الخاص بتجمع شباب ضد الاستيطان، وسيقومون برفع قضية في المحاكم الإسرائيلية، وكذلك تواصلوا مع لجنة الإعمار في الخليل والمكتب القانوني لها، ولكن بسبب ظروف الحرب هناك تجاوز حتى للقانون الإسرائيلي ولأي ضغوط قانونية تمارس على المستوطنين.

أمّا عن الأهمية الاستراتيجية لموقع هذه الأرض، قال عمرو إن المستوطنين يحاولون منذ فترة السيطرة عليها وتهويدها والوصول إلى إقامة طريق يمتد إلى منطقة شارع الشهداء، ومقابلها توجد بؤرة استيطانية جديدة في منطقة الكراج الجديد فيها 31 منزلًا استيطانيًا، وبالتالي هناك محاولة لربط هذه المستوطنة مع المستوطنة في تل ارميدة، ووصل البيوت في هذه المستوطنات مع بعضها البعض.

ولفت عمرو، إلى أن ما يجري في منطقة h2 خطير جدًا، إذ يعاني الأهالي هناك من اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، ومن قبل جيش الاحتلال على الحواجز والطرقات.

تحويل 441 دونمًا غرب رام الله إلى "أراضي دولة"

في سياق قريب، أعلنت الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيليّ عن تحويل 441 دونمًا إلى "أراضي دولة" في منطقة مستوطنتي "نيلي" و"نيعالا"، الواقعتين غرب رام الله، وذلك بهدف منع أيّ تواصل جغرافي فلسطيني، وتعزيز التّواصل الاستيطاني اليهودي.

وحسب "الإدارة المدنية"، فإن مصادرة هذه الأراضي تشرعن بناء وحدات سكنية في مستوطنة "نيلي" ومنطقة صناعية في مستوطنة "نيعالا"، وتوسيع مساحات مستوطنات أخرى في المنطقة.

وأعلنت "الإدارة المدنية"، في تموز/يوليو الجاري، عن استكمال إجراءات لمصادرة 24 ألف دونم في منطقة الأغوار في الضفة الغربية المحتلة، وشرعنتها من خلال تصنيفها على أنها "أراضي دولة" تمهيدًا لإقامة مشاريع استيطانية فيها.

ونفذت إسرائيل الإعلان عن هذه الأراضي الفلسطينية بأنها "أراضي دولة" على ثلاثة مراحل. وكانت المرحلة الأولى خلال ولاية الحكومة السابقة برئاسة نفتالي بينيت، وتمت خلالها شرعنة 3500 دونم. وقبل أربعة أشهر جرت شرعنة 8500 دونم. وبداية الشهر الحالي تم الإعلان عن شرعنة 12 ألف دونم أخرى.

ويهدف وزير المالية والوزير في وزارة الجيش المسؤول عن الاستيطان، بتسلئيل سموتريتش، إلى "منع تواصل جغرافي فلسطيني من جهة، وإنشاء تواصل استيطاني يهودي من الجهة الأخرى".