31-يوليو-2024
إسماعيل هنية

إسماعيل هنية

بعد سبعة أعوام من توليه رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، ارتقى إسماعيل هنية شهيدًا، في عملية اغتيال استهدفته في مقر إقامته في طهران خلال زيارة لها، فجر يوم الأربعاء.

التحق إسماعيل هنية بحركة حماس منذ إنشائها في بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وتعرض للاعتقال في عام 1987، ثم اعتقل للمرة الثانية عام 1988 لمدة ستة أشهر، ثم أعاد الاحتلال اعتقاله في عام 1989، وبعد ثلاث سنواتٍ في الاعتقال، نُفي إلى منطقة مرج الزهور جنوبي لبنان

وجاء اغتيال إسماعيل هنية، المعروف بمقولته الشهيرة "لن نعترف بإسرائيل"، بعد اغتيالات سابقة لأبنائه وأفراد آخرين من عائلته إبان الحرب على قطاع غزة، إضافة لاغتيال نائبه صالح العاروري في بيروت.

من هو إسماعيل هنية؟

ولد إسماعيل عبد السلام هنية في 23 كانون ثاني/يناير 1962 في مخيم الشاطئ، حيث لجأت عائلته إلى قطاع غزة من قرية الجورة قضاء عسقلان.

حصل إسماعيل هنية على شهادة الثانوية العامة من معهد الأزهر، ثم التحق بالجامعة الإسلامية في غزة عام 1987، حيث درس الأدب العربي، وبرز خلال دراسته الجامعية من خلال نشاطه في مجلس اتحاد الطلبة بالجامعة، إلى جانب اهتمامه بالأنشطة الرياضية.

التحق إسماعيل هنية بحركة حماس منذ تأسيسها في بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وتعرض للاعتقال في عام 1987، وبقي في الاعتقال 18 يومًا، ثم اعتقل للمرة الثانية عام 1988 لمدة ستة أشهر، ثم أعاد الاحتلال اعتقاله في عام 1989 بتهمة الانتماء لحركة حماس.

بعد ثلاث سنواتٍ في الاعتقال، نُفي إسماعيل هنية إلى منطقة مرج الزهور جنوبي لبنان، مع قيادات آخرين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، في كانون ثاني/ديسمبر 1992، بعد تحميل حركة حماس مسؤولية أسر جندي إسرائيلي.

اسماعيل هنية
إسماعيل هنية في مرج الزهور

وبعد عام من النفي في مرج الزهور عاد هنية إلى قطاع غزة، حيث عمل عميدًا للجامعة الإسلامية في غزة، ورئيسًا لمكتب الشيخ أحمد ياسين، زعيم حركة حماس.

اسماعيل هنية وأحمد ياسين
إسماعيل هنية رفقة الشهيد أحمد ياسين

أصيب إسماعيل هنية في يده إثر محاولة اغتيال إسرائيلية لعدد من قيادات حماس في أيلول/سبتمبر 2003، بينهم الشيخ أحمد ياسين. كما قصف الاحتلال منزله أكثر من مرة، آخرها كانت في شهر تشرين ثاني/نوفمبر 2023، بعد شهر من عملية طوفان الأقصى.

وبعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وفوز حركة حماس، ترأس إسماعيل هنية الحكومة العاشرة للسلطة الفلسطينية، وتعرضت حكومته لحصار شديد بوقف إسرائيل تحويل عائدات الضرائب، ووقف الدعم المالي من الدول المانحة للسلطة الفلسطينية، وقد اشتُهر حينها تصريحٌ لإسماعيل هنية قال فيه "سنأكل الزعتر والملح والزيتون ولن نطأطئ الهامات ولن نهون ولن نتراجع".

اسماعيل هنية رئيس الحكومة العاشرة
إسماعيل هنية أثناء أداء اليمين الدستوري رئيسًا للحكومة العاشرة

وسرعان ما وقعت الصدامات المسلحة بين حركة حماس وحركة فتح، وإثر ذلك تعرض موكبه لإطلاق نار في غزة خلال تشرين أول/أكتوبر 2006، قبل أن يقيله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من منصبه، إلا أنه واصل ترأسه للحكومة في قطاع غزة، غير أنه أعلن في ذات الوقت قبوله التنازل عن رئاسة الحكومة في غزة، في إطار مصالحة شاملة تؤدي إلى حكومة وفاق وطني.

وفي عام 2014، عندما تم تشكيل حكومة "توافق" برئاسة رامي الحمدلله، قال إسماعيل هنية "إنني أسلم اليوم الحكومة طواعية وحرصًا على نجاح الوحدة الوطنية والمقاومة بكل أشكالها في المرحلة القادمة". وخلال حرب عام 2014، تواجد هنية طوالها في قطاع غزة، وقصف الاحتلال لمنزله.

تولى إسماعيل هنية رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس في 6 أيار/مايو 2017، بعد انتخابات جرت داخل مجلس شورى الحركة.

وأدرجت وزارة الخارجية الأميركية، إسماعيل هنية على "قوائم الإرهاب" في 31 كانون ثاني/يناير 2018، حيث كان دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة. آنذاك، وصفت حركة حماس القرار الأميركي بأنه "مثير للسخرية".

وإبان الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قتل الاحتلال الإسرائيلي حفيدة إسماعيل هنية أثناء تواجدها في مدرسة تؤوي النازحين، ثم قتل أكبر أحفاده بقصف على منزله، قبل أن يرتكب مجزرة بحق عائلته في عيد الفطر، استُشهد فيها ثلاثة من أبناء إسماعيل هنية مع خمسة من أحفاده. كما أعلن عن استشهاد شقيقة هنية وعائلتها، بالإضافة إلى ملاحقة أمنية إسرائيلية لشقيقة أخرى لهنية.

وأعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يوم 20 مايو/أيار 2024 تقديمه طلبًا للمحكمة لاستصدار أمر اعتقال إسماعيل هنية، والقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وقائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، بمزاعم "ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" في عملية طوفان الأقصى.

في اليوم الأول للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، برز هنية في سلسلة من الخطابات السياسية، وتحديد ثوابت الحركة في مفاوضات صفقة التبادل ووقف حرب غزة.

وفجر يوم الأربعاء، 31 تموز/يوليو، أعلنت حركة حماس اغتيال إسماعيل هنية، خلال زيارته لطهران من أجل المشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان،  حيث كان هنية قد التقى قبل ساعات من استشهاده بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، ووسائل إعلام إيرانية، فإن إسماعيل هنية قُتل بصاروخ أطلق من دولة خارج إيران وليس من الأجواء الإيرانية.