قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، إن فرقًا إسرائيلية عقدت اجتماعات لمناقشة مقترحات الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار مع لبنان، يوم الخميس، وستواصل المناقشات في الأيام المقبلة، مضيفًا أنه "يقدر الجهود الأميركية".
جاء بيان نتنياهو، الذي نشر بالإنجليزية، بعد تنصله يوم أمس، من مفاوضات صفقة التهدئة مع لبنان. وقال في بيانه الجديد "اجتمعت فرقنا (الخميس 26 أيلول/سبتمبر) لمناقشة المبادرة الأميركية وكيف يمكننا المضي قدمًا في الهدف المشترك المتمثل في إعادة الناس بأمان إلى ديارهم. وسنواصل هذه المناقشات في الأيام المقبلة".
قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت "سنواصل الحرب ضد حزب الله حتى تحقيق الهدوء في الشمال"
جاءت هذه التعليقات بعد أن قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الخميس، إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال. وفي يوم الخميس، أصدر مكتب نتنياهو بعد مغادرته إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، بيانًا قال فيه إن "رئيس الوزراء أمر القوات الإسرائيلية بمواصلة القتال بكل قوتها في لبنان".
ولم يشر بيان نتنياهو إلى تعليقات كاتس وغيره من السياسيين الإسرائيليين، الذين رفضوا أيضًا وقف إطلاق النار، وقال فقط إنه كان هناك "الكثير من التقارير المغلوطة حول مبادرة وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة".
وجاء في البيان أن "إسرائيل تتفق مع أهداف المبادرة التي تقودها الولايات المتحدة لتمكين الأشخاص على طول حدودنا الشمالية من العودة بأمان إلى ديارهم".
وأضافت أن "إسرائيل تقدر الجهود الأميركية في هذا الصدد؛ لأن الدور الأميركي لا غنى عنه في تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة".
من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت "سنواصل الحرب ضد حزب الله حتى تحقيق الهدوء في الشمال"، وذلك خلال تواجده في صفد.
موجة غارات إسرائيلية متواصلة تستهدف مناطق جنوب #لبنان.. قراءة ميدانية في آخر مستجدات التصعيد مع الصحفي في التلفزيون العربي علي رباح@alirabah_11 pic.twitter.com/z94do9cuWp
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 27, 2024
وبعد وصوله إلى الحدود الشمالية، قال غالانت: "حزب الله يريد حرب استنزاف، وهو يتعرض حاليًا لعملية سحق فهو يعاني من التوجس والخوف ومشاكل السيطرة. لدينا حسابات مفتوحة منذ سنوات طويلة مع أطراف كثيرة، وكنا ننتظر الفرصة، بما في ذلك أنا شخصيًا".
ووصل وزير الأمن يوآف غالانت اليوم إلى الحدود الشمالية، وأجرى مناقشة تحضيرية للعمليات مع قائد الفرقة 91 شاي كلافر وقادة الفرقة وضباط المقر في الفرقة.
ووفق شبكة "إيه بي سي" نيوز: "أصبحت مبادرة وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا بهدف وقف الصراع في لبنان أحدث نقطة اشتعال في العلاقة المتوترة بين إدارة بايدن وإسرائيل بعد أن رفض بنيامين نتنياهو شروط الاقتراح بشدة يوم الخميس".
وجاء رفض نتنياهو بعد ساعات فقط من إشادة مسؤولين في البيت الأبيض ببيان مشترك أصدرته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وست دول أخرى يؤيد خطة الهدنة لمدة 21 يوما، وهي الخطوة التي وصفت بأنها "اختراق مهم".
وقالت واشنطن إنها استشارت إسرائيل قبل إصدار البيان المشترك، لكنها وجدت صعوبة في تفسير هذا الانفصال الواضح.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي يوم الخميس "ما كنا لنعمل على هذا البيان بالطريقة التي فعلناها. ما كنا لنصدره في الوقت والطريقة التي أصدرناه بها لو لم يكن مدعومًا بالمحادثات التي أجريناها مع كبار المسؤولين الإسرائيليين أمس".
لكن خلف الكواليس، قال عدد من المسؤولين الأميركيين المطلعين على المفاوضات لشبكة "إيه بي سي نيوز" إنهم رأوا باستمرار أن إقناع إسرائيل بالتوقيع على هدنة هو معركة شاقة.
وترى إسرائيل أن التوقف "مفيد لحزب الله"؛ لأنه قد يسمح له بإعادة تنظيم صفوفه والرد على إسرائيل. ويقولون إن الحكومة الإسرائيلية تنظر أيضًا إلى أي هدنة مهما كانت مدتها على أنها تتعارض مع هدفها الرئيسي المتمثل في عودة سكان الشمال.
استهداف الحدود
وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار، يوم الخميس، في مقطع فيديو نشره جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن "سلاح الجو يستعد لمساعدة القوات في العمليات البرية ضد حزب الله".
وأكد بار أن سلاح الجو الإسرائيلي سيوقف أي نقل للأسلحة من إيران إلى حزب الله، ويستعد لمساعدة القوات في أي عمليات برية. وأضاف بار "الآن في لبنان سنعمل على منع أي احتمال لنقل الأسلحة من إيران في ضوء القدرات التي تمكنا الآن من تقليصها لدى حزب الله".
وأضاف أن "ثقة [الأمين العام لحزب الله حسن] نصر الله ... تعتمد على الإمدادات القادمة من إيران"، مشيرًا إلى أن قدرة حزب الله على التعافي من الضربات الإسرائيلية تعتمد أيضًا على القدرة على الوصول إلى الموارد الإيرانية.
وقال للجنود الحاضرين "نحن نستعد جنبًا إلى جنب مع القيادة الشمالية لمناورة برية. نحن نستعد. أما تنفيذ هذه المناورة فهو قرار يقع على عاتقنا".
وأضاف بار: "ما أظهرناه في القيادة الجنوبية خلال العمليات في غزة، من الدعم الجوي المحيط بكل فريق قتالي، حتى الجندي الفرد الذي يدخل، سيكون نقطة البداية في الشمال". وأشار إلى أن "التهديدات [في لبنان] أكبر"، مؤكدًا "أهمية هذه الشراكة في المناورة المشتركة، سواء البرية أو الجوية".
أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أنه حشد لواءي الاحتياط السادس و228 لتنفيذ مهام عملياتية في الشمال. وكان جيش الاحتلال قد أعلن في وقت سابق أنه حشد هذين اللواءين، إلا أن بيانه الأخير أكد هوية الألوية والكتائب التي تم استدعاؤها. وتم حشد الألوية إلى جانب كتائب احتياطية إضافية كجزء من استعدادات جيش الاحتلال الإسرائيلي للتصعيد.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي أثناء حضوره تدريبات لجيش الاحتلال الإسرائيلي: "نحن لن نتوقف. سلاح الجو يضرب طوال اليوم ونحن نستعد لعملية".