10-يوليو-2024
تعاني مدن وبلدات بالضفة الغربية من نقص المياه بعد أن قلل الاحتلال الكميّات الواصلة منها

تعاني مدن وبلدات بالضفة الغربية من نقص المياه بعد أن قلل الاحتلال الكميّات الواصلة منها

قرر مجلس إدارة مصلحة مياه محافظة القدس، تركيب وصلات مياه خاصة لتعبئة صهاريج المياه في المناطق المتضررة، نتيجة تخفيض الاحتلال الإسرائيليّ لكميّات المياه، على أن تسلم المصلحة إدارة تلك الوصلات للهيئات المحلية.

تعاني بلدات وقرى الضفة الغربية وبشكل خاص مناطق الوسط والجنوب من تراجع في ضخ المياه، وانقطاعها لفترات تصل أكثر من 30 يومًا في بعض المناطق بعد تقليل الاحتلال للكميّات

ومنذ بداية شهر حزيران/ يونيو الماضي، تعاني بلدات وقرى الضفة الغربية وبشكل خاص في مناطق وسط وجنوب الضفة من تراجع في ضخ المياه، وانقطاع لفترات طويلة تصل أكثر من 30 يومًا في بعض المناطق، ما دفع المواطنين للاعتماد على شراء صهاريج المياه، والتي ارتفعت أسعارها على نحو تلقائي.

وتعتمد سلطة المياه الفلسطينية في توفير المياه للمواطنين بشكل كبير على الشراء من شركات "مكروت" الإسرائيلية، وعلى بعض مصادر المياه الفلسطينية.

تقول مدير عام المصادر والرقابة في سلطة المياه ماجدة علاونة، إن الاحتلال يقلل كميات المياه بالعادة كل صيف، وعندما يُرجع الكميات يقوم بذلك بطريقة متذبذبة، فمثلًا اليوم يعطيك كامل الكمية، وغدًا أقل منها، وبعد غد أقل وأقل، ومن ثم يعود إلى الكمية الأصلية، فلا تعرف كميات التقليص.

وتؤكد علاونة في حوار مع "الترا فلسطين" أن المواطن الذي يشعر بالمشكلة هو المواطن الذي يصادف ضخ المياه إليه في نفس يوم التقليص من قبل الاحتلال.

وتنوّه بأنه خلال الأسبوع الماضي كان هناك تقليص في الكميات في رام الله والبيرة، وقد تم التواصل معهم وإرجاع الكميات.

وتوضح علاونة أنه في العادة يصل محافظة رام الله والبيرة 1450 كوبًا إلى 1500 كوب يوميًا من قبل شركة "مكروت" الإسرائيلية، ولكن منذ بداية الصيف صارت تصل كميات متذبذبة تتراوح بين 600- 900 كوب في اليوم، وبالتالي نسبة التقليص قد تزيد عن 50 في المئة في بعض الأحيان.

ومنذ بداية الصيف هناك تقليص في كميات المياه بنسبة تصل إلى نحو 40 في المئة في محافظة بيت لحم والخليل بحسب ما صرح به في وقت سابق المهندس عصام عرمان مدير مكتب جنوب الضفة في مصلحة المياه.

وحول خطوة تركيب وصلات مياه لتعبئة صهاريج المياه ومساعدة المواطنين على تعويض النقص، قالت علاونة إنه وبعد الاجتماع التنسيقي الذي تم بين سلطة المياه ومصلحة مياه القدس تم التوافق على فتح المصلحة لنقاط جديدة لتعبئة الصهاريج على أساس أن تخفف الضغط عن المواطنين، وحتى يقوم كذلك أصحاب الصهاريج بالتعبئة من مصدر معلوم وبسعر أقل.

وفي معرض ردّها على سؤال "الترا فلسطين" بأن ذلك إدارة للمشكلة، وليس إيجاد حل جذري لنقص المياه؟ قالت علاونة "نحن نعمل على حل المشكلة ونريد حلها، ولكن حلها موضوع سياسي، ولا يُحل في يوم وليلة".

وفيما أكدت علاونة بأن القضية سياسية بشكل رئيسي، أردفت بالقول "بالتأكيد نحن بذل الجهود كلها للحيلولة دون خفض الكميات، وهناك وعود ولكن نحن لا نثق بوعودهم، ومن الممكن في أي لحظة أن تُخْفَض الكميات".

وأكدت أن سلطة المياه تعمل على الأصعدة كلها سواء السياسية والفنية، من أجل ضمان وصول كميات المياه للمواطنين، ولكن على الصعيد السياسي هناك صعوبة في ظل الظروف الحالية.

وكانت مصلحة مياه محافظة القدس أصدرت بيانًا صحافيًا الإثنين، أعلمت فيه عن قرار مجلس الإدارة في جلسته يوم الأحد بتركيب وصلات تنكات في المناطق المتضررة نتيجة تخفيض كميات المياه التي تتعرض له المصلحة، وستسلم المصلحة تلك الوصلات للهيئات المحلية.

كما قرر المجلس بحسب البيان، تحديد سعر بيع كوب المياه للتنكات للاستهلاك المنزلي بـ 5 شواقل وهو أقل بشيقلين من سعر التكلفة، بشرط الالتزام ببيع المياه للمواطنين بالأسعار التي حددتها سلطة المياه، والحصول على ترخيص والخضوع لرقابة وزارة الاقتصاد والضابطة الجمركية.

وأكدت المصلحة أنها تبذل جهودًا ضخمة للتخفيف من حدة هذه الأزمة على المواطن، وذلك من خلال التخطيط والعمل على تنفيذ العديد من المشاريع التي كان لها الأثر المباشر على وضع المياه في العديد من المناطق.