15-مايو-2024
دمار خلّفه العدوان الإسرائيلي على شمال غزة (محمد صابر/ (EPA

الترا فلسطين | فريق التحرير 

كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأربعاء، أن ضباط جيش الاحتلال الذين عادوا إلى جباليا يأملون ألّا يعودوا إلى هناك مجددًا، مؤكدين أن  قوات حماس المقاتلة هناك باتت أكثر خبرة.

وكتبت الصحيفة ،نقلاً عن ضباط الاحتلال، أنه بعد 7 أشهر من الحرب، و4 أشهر على إعلان الجيش عن تفكيكه كتائب حماس في شمال قطاع غزة، فإن مقاتلي حماس أصبحوا أكثر خبرة، وقال أحد الضباط: "نرى أنهم غيروا تكتيكاتهم ويركّزون أكثر على تفخيخ المباني، فيما يشكو العديد من جنود الاحتياط من استدعائهم بموجب أمر تجنيد غير محدد من الناحية الزمنية".

معظم الجنود يتجنبون التطرق إلى المسائل السياسية المتعلقة بسبب عودتهم إلى جباليا، لأنهم يشعرون أنهم عادوا إلى نقطة البداية وكأنّ شيئًا لم يكن

وفي ذكرى النكبة، اضطرت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتواجدة في منطقة جباليا بشمال قطاع غزة، إلى مشاهدة وابل من الصواريخ التي تم إطلاقها باتجاه عسقلان، بدلاً من متابعة العرض العسكري التقليدي لسلاح الجو. 

وقال قائد سرية في الكتيبة 196: "من المحبط أن نرى هذا بعد سبعة أشهر ونصف من بدء الحرب، لكن يبدو أننا بحاجة أيضًا إلى العودة والبحث عن كل منصة إطلاق صواريخ".

ونقلت الصحيفة عن ذات الضابط أن معظم الجنود يتجنبون التطرق إلى المسائل السياسية المتعلقة بسبب عودتهم إلى جباليا، خاصة أولئك الذين في الخدمة النظامية والضباط الدائمين الذين يشعرون أنهم عادوا إلى نقطة البداية وكأن شيئًا لم يكن.

ووفقًا لتقرير الصحيفة، قبل أكثر من أربعة أشهر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تفكيك كتائب حماس في شمال قطاع غزة. ومع ذلك، عادت هذا الأسبوع ألوية كاملة من الجيش لتنفيذ عمليات في منطقة جباليا، بالإضافة إلى تخصيص ألوية للمشاركة في العمليات الجارية في مدينة رفح. وتم استدعاء جنود من خدمة الاحتياط للمرة الثانية للخدمة في الحرب الحالية، كما تم إيقاف دورات تأهيل القادة لتعزيز تلك القوات.

وعلق على ذلك قائد الكتيبة 196، المقدم يعيلي كورنفيلد قائلًا: "لقد عدنا إلى المكان الذي تسعى حماس لاستعادة السيطرة عليه، وهو منطقة تشهد أعمال حربية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. يتواجد هنا مسلحون لم يتمكّن الجيش من تحييدهم، وآخرون فروا وعادوا"، وأضاف أنّه خلال العملية البرية التي بدأت في تشرين أول\أكتوبر، استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي على أجزاء من جباليا، لكنه لم يتمكن من تأمين كافة مناطقها. 

وقال كورنفيلد إنّ الجميع هذه المرة أصبحوا أكثر استعدادًا: "إذا كان يتوجب علينا في السابق، تدريب أطقم الدبابات ودفعهم لتخيّل طبيعة ساحة المعركة فلا داعي لذلك الآن، أولئك الذين يأتون للقتال للمرة الثانية لديهم أفضلية،  ولكن هذا ينطبق أيضًا على حماس، نحن نخوض سباق في التعلم والمنافسة مع حماس، إننا  نرى أنّهم غيروا تكتيكاتهم ويركزون أكثر على تفخيخ على المباني".

وأشار كورنفيلد إلى درسيّن رئيسيين يمكن استخلاصهما من العمليات الحالية لجيش الاحتلال في جباليا وأماكن أخرى في شمال قطاع غزة، وأوضح أن الدرس الأول يتمثّل في أن الجيش لم يقم بتقييم مدى الضرر الحقيقي الذي لحق بالبنية التحتية العسكرية التابعة لحماس في قطاع غزة. أما الدرس الثاني، فهو عندما غادرت قوات الاحتلال المنطقة، سارعت حماس إلى التعافي وإعادة بناء نفسها في الفراغ الناشئ، وذلك يرجع جزئيًا إلى عدم وجود استراتيجية سياسية تعنى بمرحلة "اليوم التالي"، بحسب تعبيره.