توقفت أصوات القذائف والصواريخ، والطائرات الزنانة، التي ساوت بين الليل والنهار في قطاع غزة، منذ صباح الثلاثاء، وحتى آخر ساعات فجر الأربعاء، بعد أن تصدت فصائل المقاومة لعدوان إسرائيلي بدأت معالمه تظهر بقصف موقع لسرايا القدس يوم الأحد، وقتل ثلاثة من مقاوميها فيه.
وأعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، عن التوصل إلى تفاهمات تنص على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد وساطات عديدة، مبينًا أن المقاومة أبلغت هذه الأطراف أنها مستعدة للالتزام بهذه التفاهمات، في حال التزم بها الاحتلال، "وذلك بعد أن نجحت المقاومة بصد العدوان ومنع تغيير قواعد الاشتباك" وفق تعبيره.
أطراف عديدة تدخلت لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة ومنع حدوث مزيد من التصعيد
وجاءت تصريحات الحية بعد سويعات من إعلان رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو أن إسرائيل لن تقبل بأي تدخل من أجل التهدئة، وسترد بقوة على القذائف والصواريخ التي تم إطلاقها من غزة على رشقات متتالية لأكثر من 20 ساعة، في تصعيد هو الأكبر منذ انتهاء حرب 2014.
وأكدت سرايا القدس، وكتائب القسام، وألوية الناصر صلاح الدين، وكتائب شهداء الأقصى، أنها شاركت في إطلاق القذائف صوب المستوطنات. ومن بين المستوطنات التي تعرضت للقصف، مستوطنة "نيتيفوت"، و"نيريم"، و"العين الثالثة"، و"أشكول"، و"شاعر هنيغف"، إضافة لموقع صوفا العسكري.
فيما أعلن جيش الاحتلال أن طائراته أغارت على أهداف في قطاع غزة، بينها مخازن لطائرات مسيَّرة، ومخرطة لإنتاج قذائف ومحركات قذائف ووسائل قتالية بحرية متقدمة، ومواقع عسكرية ومعسكرات تدريب، ومواقع لإنتاج الأسلحة.
وأفاد مراسلنا بأن المقاومة استخدمت مضادات أراضية في التصدي لتحليق طيران الاحتلال في سماء القطاع، بينما سُمعت من حين لآخر أصوات قذائف مدفعية.
المقاومة في غزة تصدت لطائرات الاحتلال بمضادات أرضية
ولم توقع الغارات الإسرائيلية أي إصابات في صفوف المواطنين في قطاع غزة، بما في ذلك عناصر المقاومة، في حين لم تُعلن الصحافة الإسرائيلية عن وقوع إصابات جديدة، عدا الـ6 جنود ومستوطنين الذين أُصيبوا نهار الثلاثاء، وقد كانت إصابة أحدهم في الرأس.
وخلال ذلك، فصلت شركة الكهرباء الإسرائيلية خطوط الكهرباء المغذية لقطاع غزة من أراضي 48، وقد أثر ذلك على التيار الكهربائي الضعيف أصلاً خان يونس، والمحافظة الوسطى، ما جعل المتوفر من الكهرباء في غزة 84 ميجاوات فقط، في ظل تعطل الخطوط المصرية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وتوقف محطة التوليد منذ قرابة شهر ونصف.
وكانت سرايا القدس أطلقت أكثر من 30 قذيفة هاون على أكثر من مرحلة صباح الثلاثاء، وقد أعقب ذلك غارات على مواقع تابعة للسرايا، ثم مواقع تابعة لكتائب القسام، ما دفع السرايا والكتائب إلى الرد بقوة بعد ذلك، في جولة استمرت حتى فجر الأربعاء.