الترا فلسطين | فريق التحرير
نشرت "بي بي سي" تقريرًا مطوّلًا تحدثت فيه عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي ترك الفكاهة والكوميديا ليصير رئيسًا للدولة.
هل سينجح الرئيس الكوميدي غير المتمرس في حماية دولته من الغزو الروسي؟
ويقول تقرير القناة البريطانية إنّ الظهور الأول لفولوديمير زيلينسكي جاء على شاشات التلفزيون الأوكرانية بوصفه رئيسًا للدولة، على هيئة ممثل في مسلسل كوميدي ذي شعبية كبيرة في البلاد، ولكن سرعان ما أصبح التمثيل واقعًا. ففي عام 2019، انتخب زيلينسكي رئيسًا بالفعل، وهو يقود اليوم بلدًا يبلغ عدد سكانه 44 مليون نسمة، ويواجه غزوًا عسكريًا روسيًا.
وأدّى زيلينسكي دور مدرِّس تاريخ بسيط يصبح بمحض الصدفة رئيسًا للجمهورية في مسلسل "خادم الشعب"، بعد انتشار شريط مصور يظهره وهو يستخدم ألفاظًا نابية ضد الفساد، كانت تلك قصة خيالية استولت على مخيّلة الأوكرانيين الذين كانوا قد ضاقوا ذرعًا بالسياسة بشكل عام.
وأصبح "خادم الشعب" اسم الحزب السياسي الذي أسسه زيلينسكي، واستخدمه لنشر نهجه السياسي الذي كان يدعو لتطهير الحياة السياسية من الفساد وإحلال السلام في المناطق الشرقية من البلاد.
طريق زيلينسكي للرئاسة لم يكن طريقًا عاديًا، ودخوله لعالم السياسة من الكوميديا كان غريبًا وسريعًا أيضًا
أما الآن، فيعيش هذا الرئيس غير المتمرّس في قلب أزمة دولية تماثل أخطر الأزمات التي شابت الحرب الباردة بين الغرب والكتلة السوفيتية.
وكان على الرئيس زيلينسكي البالغ من العمر 44 عامًا أن يتخذ موقفًا حذرًا، إذ كان عليه شحذ التأييد لقضية بلاده من جانب ومطالبة الغرب بتجنب إثارة الهلع ومحاولة تهدئة مواطنيه من جانب آخر.
وتقول "بي بي سي" إن الطريق الذي سلكه زيلينسكي إلى سدة الرئاسة لم يكن طريقًا مألوفًا، وهو الذي ولد في بلدة كريفي ريه وسط أوكرانيا لأبوين يهوديين، وتخرَّج من جامعة كييف الوطنية للعلوم الاقتصادية التي حصل منها على شهادة في القانون، ولكنه وجد ضالته في الكوميديا.
وكان زيلينسكي في شبابه يشارك بشكل منتظم في برنامج فكاهي تنافسي كان يبث من خلال التلفزيون الروسي. وفي عام 2003، شارك في تأسيس فريق إنتاج تلفزيوني ناجح أطلق عليه اسم كفارتال 95، وقد أنتج هذا الفريق برامج لشبكة 1+1 التلفزيونية الأوكرانية التي قام مالكها الملياردير إيغور كولومويسكي لاحقًا بدعم حملة زيلينسكي للفوز برئاسة الجمهورية.
ولم تكن السياسة الاهتمام الأول لزيلينسكي لغاية أواسط العقد الثاني من هذا القرن، إذ كان جل اهتمامه منصبًا على عمله التلفزيوني والسينمائي (في أفلام مثل "الحب في المدينة الكبيرة" و"ريفسكي مقابل نابوليون").
ورغم محاولات الرئيس الأوكراني التصدي للأثرياء كما وعد أبناء بلده في دعايته الانتخابية، فقد كان له نصيب من وثائق الفضائح المسربة، ففي أكتوبر/تشرين الأول 2021، ورد اسمه في وثائق باندورا - التسريب الكبير لوثائق فضحت الثروات المخفية العائدة لكثير من أغنياء العالم وقادته، حيث وكشفت الوثائق بأن زيلينسكي والمقربين منه يهيمنون على شبكة من الشركات المؤسسة في ملاذات ضريبية.
اقرأ/ي أيضًا: