19-ديسمبر-2023
هيومن رايتس ووتش تجويع غزة جريمة حرب

نازحون يطهون الطعام في فرن طيني أعدوه بعد النزوح بسبب قطع الغاز | تصوير عبد زقوت، الأناضول

الترا فلسطين | فريق التحرير

اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش الاحتلال، أمس الاثنين، باستخدام تجويع المدنيين كسلاح في حربها في غزة من خلال منع وصول الغذاء والماء والوقود وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، وقالت إن تصرفات "إسرائيل" قد تشكل جريمة حرب.

واستشهدت المنظمة بتصريحات لكبار القادة الإسرائيليين لدعم اتهامها بأن حرمان سكان غزة من الضروريات هو سياسة تنفذها قوات الاحتلال.

يعتبر النظام الأسياسي للمحكمة الجنائية الدولية "التجويع جريمة حرب"

ورفض المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، التقرير ووصفه بأنه "كذبة" وألقى باللوم على حماس "في اختطاف المساعدات المخصصة للمدنيين في غزة".

واستشهدت هيومن رايتس ووتش بالنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، الذي يعتبر التجويع جريمة حرب.

وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول، أمر وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت بفرض "حصار كامل" على قطاع غزة، الذي يعاني بالفعل بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 16 عامًا، وقال آنذاك "إنه لن يُسمح بدخول أي طعام أو ماء أو وقود إلى القطاع" الذي يسكنه حوالي 2.2 مليون شخص.

وبدأت الشاحنات المحملة بالغذاء والماء والدواء في التدفق إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر بعد حوالي أسبوعين من بدء العدوان، لكن مسؤولي الإغاثة الإنسانية قالوا إن المساعدات التي تدخل القطاع ليست سوى جزء صغير مما هو مطلوب.

وقد أدى الافتقار إلى السلع الأساسية إلى توقف العديد من مستشفيات غزة عن العمل، ودفع الأمم المتحدة إلى التحذير في نوفمبر/تشرين الثاني من أن المدنيين في غزة يواجهون "احتمالاً فورياً للمجاعة". وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن أكثر من نصف أسر غزة تواجه "مستويات حادة من الجوع".

غزة

واستشهدت هيومن رايتس ووتش أيضًا بتعليقات لمسؤولين إسرائيليين آخرين قالوا إن السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة سيكون مشروطًا بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وفي إحدى الأمثلة، استشهدت بتعليق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكتوبر/تشرين الأول، قال فيه إنه لن يسمح بدخول الغذاء والدواء إلى غزة من" إسرائيل" أثناء احتجاز الأسرى.

وخلال الهدنة التي استمرت أسبوعًا الشهر الماضي، سمح الاحتلال بدخول مساعدات، بما في ذلك الوقود، إلى غزة، لكن منظمات الإغاثة حذرت من أن الكميات لم تكن كافية. 

وقال عمر شاكر، مدير مكتب هيومن رايتس ووتش في إسرائيل والضفة الغربية: "إن إسرائيل تحرم سكان غزة من الغذاء والماء، وهي سياسة شجعها أو أقرها مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى، وتعكس نية تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب".

وأضاف في بيان له أنه "يجب على زعماء العالم الحديث علنًا ضد جريمة الحرب البغيضة هذه، التي لها آثار مدمرة على سكان غزة".