ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الإثنين، أن قوات خاصة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي قامت بعمليات توغل صغيرة ومحددة الأهداف في جنوب لبنان، بهدف جمع المعلومات الاستخباراتية والتحضير لاجتياح بريّ واسع قد يحدث في وقت قريب أو حتى هذا الأسبوع. وتشمل هذه العمليات دخول أنفاق حزب الله الممتدة على طول الحدود، والتي تمت على مدى الأشهر الماضية في إطار محاولات الاحتلال لإضعاف قدرات حزب الله.
وأفادت مصادر مطلعة أن توقيت أي عمل بريّ قد يتغير، إذ أن الاحتلال الإسرائيلي يواجه ضغوطًا كبيرة من الولايات المتحدة لعدم تنفيذ غزو واسع. ولم تتضح بعد مدة بقاء قوات الاحتلال في الأراضي اللبنانية أو ما إذا كان الهدف هو سلسلة من الغارات الكبرى.
أشار رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، إلى أن الضربات الجوية ضد حزب الله تأتي في إطار الاستعداد لاجتياح بريّ محتمل للبنا
وقال أمير أفيفي، وهو مسؤول سابق رفيع في جيش الاحتلال ويظل مطلعًا على التطورات في وزارة الجيش، إن اجتياحًا بريًا من قِبل الاحتلال وشيك، وإن هذه التوغلات هي جزء من التحضير لذلك. وأضاف: "لقد قام الجيش الإسرائيلي بالعديد من التحضيرات للاجتياح البريّ، وتشمل دائمًا هذه التحضيرات عمليات خاصة كجزء من العملية".
وادعى أفيفي إلى أن حزب الله يبدو ضعيفًا لدرجة أن المعضلة التي يواجهها الاحتلال هي إلى أي مدى ينبغي عليه التوغل داخل لبنان. ولا يزال من غير الواضح متى وتحت أي شروط سينسحب جيش الاحتلال من الأراضي اللبنانية.
كما ذكرت الصحيفة أن اجتياحًا بريًا واسعًا سيشكل خطوة استفزازية كبيرة في المنطقة وسيزيد من جراح لبنان الذي عانى من غزوين سابقين انتهيا في عامي 2000 و2006. وأضافت أن حكومة الاحتلال تتعرض لضغوط لإنشاء منطقة عازلة تمنع هجمات حزب الله، والتي أجبرت حوالي 60,000 إسرائيلي على مغادرة المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة.
وأفاد مسؤول إسرائيلي رفيع الأسبوع الماضي أن الاحتلال يأمل في تجنب اجتياح بريّ، لكنه يقوم بتعزيز قواته في الشمال مع التركيز على المواجهة مع حزب الله، حيث يُعتبر الآن هذا الجبهة الأكثر أهمية في البلاد.
وأشار رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، إلى أن الضربات الجوية ضد حزب الله تأتي في إطار الاستعداد لاجتياح بريّ محتمل للبنان، وأوضح مخاطبًا الجنود على الحدود الشمالية مع لبنان: "نحن نجهز لعملية مناورة، مما يعني أن حذاء المناورة العسكري الخاص بكم سيدخل الأراضي المعادية".
وفي سياق متصل، تسعى الولايات المتحدة والدول العربية إلى حلّ دبلوماسي للأزمة، محذرة من خطر نشوب حرب إقليمية. وقد عززت الولايات المتحدة وجود قواتها في المنطقة لردع دول مثل إيران عن التدخل وللتحضير لأي تصعيد.
وأفادت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنها ستبقي مجموعة حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" ومرافقيها قرب البحر الأحمر، في حين كان من المتوقع أن تغادر بعد وصول مجموعة حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس. ترومان"، والتي ستعمل الآن قرب البحر المتوسط. ويعد إبقاء حاملتي طائرات في المنطقة أمرًا غير معتاد.
وقالت الصحيفة إن عملية برية للاحتلال ستأتي بعد أسبوعين من عمليات استخباراتية معقدة واغتيالات مستهدفة وقصف مكثف، ويهدف إلى تدمير قدرات حزب الله القتالية ومخازن الأسلحة. وقد استهدف الاحتلال أكثر من 2000 هدف في الأسبوع الماضي، فيما يُعد أشرس قصف للبنان منذ سنوات.