أفادت مصادر في وزارة الداخلية بقطاع غزة، لقناة الأقصى الفضائيّة التابعة لحركة حماس، بأنّ الأجهزة الأمنية نفذت عملية أمنية بالتعاون مع لجان عشائرية، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 من أفراد عصابات لصوص شاحنات المساعدات.
مصادر في داخلية غزة: هذه العملية بداية لعمل أمني موسّع تم التخطيط له مطوّلًا، وسيشمل كل من تورط في سرقة شاحنات المساعدات
وأكدت "المصادر" التي تحدّثت لقناة الأقصى، الإثنين، أن هذه العملية لن تكون الأخيرة، بل هي بداية لعمل أمني موسّع تم التخطيط له مطوّلًا، وسيشمل كل من تورط في سرقة شاحنات المساعدات. ولم توضح القناة التابعة لحركة حماس، ماهية المصادر التي تحدثت لها.
توعّد بمعاقبة المتورطين في سرقة الشاحنات
وقالت مصادر قناة الأقصى، إنّ الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، "ستعاقب كلّ من تورط في مساعدة عصابات اللصوص".
وأشارت إلى "رصد اتصالات بين عصابات اللصوص وقوات الاحتلال، حيث تم توجيه مهامها وتوفير غطاء أمنيّ لها من قبل ضباط الشاباك"، وفق ما ورد.وأوضحت أن الحملة الأمنية لا تستهدف عشائر بعينها، بل تهدف للقضاء على ظاهرة سرقة الشاحنات التي أثّرت بشكل كبير على المجتمع وتسببت في بوادر مجاعة جنوب قطاع غزة.
وأشادت الأجهزة الأمنية بالعشائر الفلسطينية شرق رفح، مؤكدة أن انجرار بعض أفرادها لمخططات السرقة لن يسيء لتاريخ هذه العائلات التي قدمت مئات الشهداء المقاومين. وأكدت أنها وضعت الفصائل في مخطط العملية، و"حظيت بمباركة وطنية واسعة".
ووفق صحيفة "الواشنطن بوست"، في الشهر الماضي، خلصت مذكرة داخلية للأمم المتحدة حصلت عليها إلى أن العصابات "ربما تستفيد من إحسان سلبي إن لم يكن إيجابيًا" أو "حماية" من القوات الإسرائيلية. وذكرت المذكرة أن أحد زعماء العصابات أنشأ "مجمعًا عسكريًا" في منطقة "مقيدة وخاضعة لسيطرة ودوريات قوات الدفاع الإسرائيلية".
وفي أحدث حادث كبير، تعرضت 98 شاحنة من أصل 109 شاحنات تحمل مساعدات غذائية تابعة للأمم المتحدة من معبر كرم أبو سالم للنهب على يد مسلحين ليل السبت، وفقًا لوكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة ورجل الأعمال في غزة أدهم شحيبر، الذي كان لديه ثماني شاحنات في القافلة. وقال شحيبر إن اللصوص أطلقوا النار على الشاحنات واحتجزوا سائقًا لساعات. وقال بيان صادر عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن الهجوم تسبب في "إصابات للناقلين" و"أضرار جسيمة في المركبات".
وحددت مذكرة داخلية للأمم المتحدة حصلت عليها صحيفة "الواشنطن بوست"، ياسر أبو شباب، وهو عضو في قبيلة الترابين التي تمتد في جنوب غزة وصحراء النقب وشبه جزيرة سيناء في مصر، باعتباره "الطرف الرئيسي والأكثر نفوذًا وراء النهب المنهجي والواسع النطاق" لقوافل المساعدات.
وقال شخص من غزة، يمتلك شركة نقل، إن أبو شباب الذي يعمل انطلاقًا من الجزء الشرقي من رفح يقود مجموعة تتألف من نحو "100 بلطجي" يهاجمون الشاحنات التي تحمل المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات إلى غزة. ووصف كيف تقوم العصابة بإقامة سواتر لعرقلة القوافل على طول الطريق الذي تسيطر عليه إسرائيل من معبر كرم أبو سالم، حيث ينتظرون ببنادق الكلاشينكوف وغيرها من الأسلحة.
وقال إنه في حادثة وقعت في أوائل تشرين الأول/أكتوبر، تعرضت نحو 80 شاحنة مساعدات من أصل 100 شاحنة تابعة لشحيبر للهجوم، وسرق رجال أبو الشباب البضائع الموجودة بداخلها. وأضاف أن العصابة قتلت أربعة من سائقيه منذ أيار/مايو، وكان آخرهم في هجوم وقع في 15 تشرين الأول/أكتوبر. وأشار إلى أن سائقًا آخر تعرض للهجوم الشهر الماضي لا يزال يرقد في المستشفى بعد إصابته بكسور في الذراعين والساقين. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي "يراهم ويراقب بصمت كل ما يحدث".
وقال مسرول أممي، إنه "من غير الممكن القيام بأي شيء" في القطاع دون علم إسرائيل.
ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة إنهم واجهوا نظراءهم الإسرائيليين بشأن انعدام الأمن حول معبر كرم أبو سالم: "في مرحلة ما، قلنا [للمسؤولين الإسرائيليين]، ماذا يعني ذلك لكي نفكر فيما إذا كان المكان الوحيد في غزة حيث يمكن لفلسطيني مسلح أن يقترب لمسافة 150 مترًا من دبابة دون أن يُطلق عليه الرصاص هو إسرائيل؟".
وفي وقت سابق، نشر الترا فلسطين تقريرًا خاصًّا عن "خطة الطوارئ رقم 3" التي تعمل
الأجهزة الأمنية في قطاع غزة على تنفيذها
، والتي تهدف لملاحقة العصابات والتجار الذين يسرقون المساعدات بالتعاون مع "إسرائيل".
وتشمل الخطة إجراءات أمنية مشددة لمواجهة العدوان الإسرائيلي وحماية المجتمع من الفوضى، وقد أشار التقرير إلى أنه تم العمل بالخطة رقم 2 عند تصاعد المواجهة، ما أسفر عن استشهاد نحو 800 عنصر أمن، وقد حاولت الأجهزة الأمنية استعادة السيطرة رغم التحديات الأمنية الكبيرة، وقد أشارت تقارير إلى تعاون بعض عصابات اللصوص ونهب شاحنات المساعدات، وقوات الاحتلال لإثارة الفوضى.