سيكشف كتابٌ أعده ضابط إسرائيلي كبير تولى سابقًا مناصب عليا في دولة الاحتلال الإسرائيلي، أسرارًا وتفاصيل تُنشر لأول مرة، تتعلق بالمخابرات الإسرائيلية، وعلاقاتها الاستخبارية السرية مع جهات عربية وأخرى أجنبية ذات علاقة وثيقة مع الفلسطينيين، وهذا ما تناوله يوسي ميلمان معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "معاريف" العبرية، في مقال له تحدّث فيه عن جانبٍ من محتوى الكتاب.
"مقاتلو الخفاء: المخابرات الإسرائيلية من الداخل" هو عنوان الكتاب الذي كتبه أفيرايم لبيد، الرجل الذي شغل مناصب قيادية في استخبارات جيش الاحتلال، تحديدًا في وحدة 8200 حيث قاد وحدة "حتسيف"، المسؤولة عن جمع المعلومات الاستخبارية من المصادر المكشوفة مثل الصحف.
كتاب أعده ضابط إسرائيلي سابق يكشف أسرارًا عن المخابرات الإسرائيلية، وتفاصيل تُنشر لأول مرة عن التعاون مع جهات عربية وأخرى أجنبية صديقة للفلسطينيين
ويكرس الكتاب مساحة هامة يعرض من خلالها معلومات عن التعاون الاستخباري بين إسرائيل والأردن قبل حرب 1967، وبعدها، زاعمًا أن الاردن كان يزود إسرائيل صباح كل يوم بالصحف الأردنية والعربية الصادرة في سوريا ولبنان والعراق، وكان يجري ذلك عند بوابة "مندلبوم"، الممر الوحيد بين شطري القدس في الفترة ما بين 1949 و 1967.
اقرأ/ي أيضًا: الجواسيس في داخلنا.. كيف تجسس السوفييت على إسرائيل؟
ولما احتلت اسرائيل القسم الشرقي من القدس عام 1967، أزالت آثار بوابة "مندلبوم" كليًا، فصار تبادل الصحف بين إسرائيل والأردن يجري عبر جسر "اللنبي"، فكانت الأردن تقدم الصحف من أنحاء الدول العربية، وتحصل على صحيفة "جيروساليم بوست" الإنجليزية التي كان يقرؤها الملك حسين.
ويشير الكاتب إلى أهمية المعلومات الاستخبارية التي تجمع من المصادر العلنية، وأن الكثير من المعلومات الاستخبارية جمعت في ذلك العصر وحتى في هذه الأيام من المصادر العلنية الرخيصة والسهلة.
الكتاب هو أطروحة دكتوراة، قدمها لبيد لجامعة بار إيلان في تل أبيب، والهدف منه وفق قوله "تقديم كتاب يساعد في معرفة منظومة الاستخباريات الاسرائيلية". والمؤلف لم يحاول نشر أسرار تخص السنوات الأخيرة، أو هذه الفترة، ولو سعى لذلك فإن قسم أمن المعلومات في الاستخبارات العسكرية سيحول دون ذلك.
ولا يحاول معد الكتاب استبدال القصص المنشورة عن عمليات الاستخبارات الإسرائيلية، وإنما إضافة قصة الاستخبارات الاسرائيلية بتقديم توصيف لمكوناتها وطريقة عملها، وتعاونها مع أجهزة الاستخبارات الدولية في عقدي الستينات والسبعينيات. ومع ذلك فإن الكتاب لا يخلو من أمور تكشف لأول مرة.
ويكشف الكتاب أن الصور الأولى التي التقطت للمطلوب الأول في العالم خلال سبعينات وثمانينات القرن المنصرم، كارلوس الملقّب بـ "ابن أوى"، كانت بفضل مخابرات ليست غربية، ولا من قبل الموساد، وإنما بواسطة المخابرات التشيكوسلوفاكية، التي كانت تعتبر مخابرات دولة صديقة للنضال الفلسطيني.
وفعلت المخابرات التشيكوسلوفاكية ذلك بسبب مخاوفها من أن ينفذ كارلوس هجمات ضد أهداف يهودية أو إسرائيلية في تشيكوسلوفاكيا، قد تؤدي إلى ردة فعل صعبة من الموساد.
ويورد الكتاب معلومات حول نشاط من تصفه أحد مؤسسي تنظيم أيلول الأسود، محمد عودة الملقّب بـ"أبو داود"، في تشيكوسلوفاكيا، إذ هدد مخابراتها بالعودة إلى البلاد بواسطة جوازات السفر المزورة التي يملكها، عندما طالبته بمغادرة العاصمة براغ.
ويكشف الكتاب أيضًا، أن الحاسوب أُدخل لأول مرة في مجال التحليل الاستخباري في إسرائيل عام 1957، بعد أن تم شراؤه من شركة أميركية، وأن جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" بحث في عقد السبعينات الحرب الإلكترونية المتعلقة بالحواسيب التي تسمى الآن في إسرائيل "السايبر"، وأن أحد ضباط "أمان" اقترح إعداد طريقة بموجبها اختراق وسرقة المعلومات من الحواسيب، دون اقتحام المكاتب ونسخ المعلومات من الحواسيب، وإنما عبر مجسات تخترق الحواسيب، ولكن ذلك المقترح لم يطبق.
اقرأ/ي أيضًا:
كيف تجسس الإسرائيليون علينا في المقاهي؟
تحقيق صادم عن تجارة الرضع في إسرائيل
فيديو | راعي الأغنام الجاسوس.. كيف أرسله ضابط الموساد للموت؟