09-سبتمبر-2024
إسرائيل ومحكمة العدل الدولية

كشفت برقية سريّة صادرة عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، حصل عليها موقع "أكسيوس"، أن إسرائيل تمارس ضغوطًا على أعضاء الكونغرس الأميركي لدفع جنوب إفريقيا إلى إيقاف إجراءاتها القانونية في محكمة العدل الدولية (ICJ) المتعلقة باتهامات ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة.

وبحسب البرقية، تسعى إسرائيل لحثّ أعضاء الكونغرس على ممارسة ضغوط على جنوب إفريقيا لثنيها عن متابعة القضية التي تتهم إسرائيل بارتكاب انتهاكات لاتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 أثناء عملياتها العسكرية في غزة. وأمام جنوب إفريقيا حتى 28 تشرين الاول\أكتوبر لتقديم حججها إلى محكمة العدل الدولية لمواصلة هذه الدعوى، التي تتهم "إسرائيل أنها تسعى إلى تدمير جزء كبير من السكّان الفلسطينيين في غزة". 

هذه التحركات تأتي في ظل تشكيل حكومة ائتلافية متعددة الأحزاب في جنوب إفريقيا في حزيران\يونيو الماضي، بعد أن فقد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أغلبيته البرلمانية لأول مرة منذ 30 عامًا

وأطلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة حملة دبلوماسية مكثفة في الولايات المتحدة، ووجهت السفارات والقنصليات الإسرائيلية للعمل مع المشرعين الأميركيين والمنظمات اليهودية لإقناع جنوب إفريقيا بالتراجع عن القضية. وتضمنت التعليمات التي أُرسلت يوم الإثنين الماضي، دعوة للعمل مع المشرعين على المستويين الفيدرالي والولائي، ومع الحكام ومنظمات يهودية، للضغط على جنوب إفريقيا لتغيير سياستها تجاه إسرائيل. وادعت البرقية من أن "دعم جنوب إفريقيا لحركة حماس وخطواتها المعادية لإسرائيل في المحافل الدولية سيترتب عليه ثمن باهظ".

ومن ضمن الاستراتيجيات التي طُلب من الدبلوماسيين الإسرائيليين استخدامها، الدعوة لإصدار تصريحات علنية من قبل أعضاء الكونغرس تدين جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى اقتراحات بتعليق العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا كأداة ضغط، على الرغم من أن هذا الخيار يبدو غير مرجح بسبب رغبة واشنطن في الحفاظ على علاقتها مع بريتوريا في إطار المنافسة مع النفوذ الروسي والصيني، بحسب أكسيوس.

كما طُلب من الدبلوماسيين الإسرائيليين محاولة دفع تشريعات ضد جنوب إفريقيا على المستويين الفيدرالي والولائي، حتى وإن لم تتحقق هذه التشريعات، في خطوة تهدف لتوجيه رسالة سياسية قوية. علاوة على ذلك، تم التوجيه بتكثيف النشاط الإعلامي عبر وسائل الإعلام الأميركية ومنصات التواصل الاجتماعي لجعل هذه الجهود علنيّة قدر الإمكان.

يذكر أن هذه التحركات تأتي في ظل تشكيل حكومة ائتلافية متعددة الأحزاب في جنوب إفريقيا في حزيران\يونيو الماضي، بعد أن فقد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أغلبيته البرلمانية لأول مرة منذ 30 عامًا. وتأمل إسرائيل أن تتبنى الحكومة الجديدة "موقفًا أكثر اعتدالاً" تجاهها مقارنةً بسياسة المقاطعة التي تبناها الحزب في السنوات الماضية.