الترا فلسطين | فريق التحرير
ظهر اللاجئ السياسيّ الياباني "كوزو أوكاموتو" في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت، يوم أمس الإثنين، خلال إحياء ذكرى عملية اللد التي نفذها قبل نصف قرن، وأسفرت عن مقتل 26 شخصًا بينهم إسرائيليون.
أوكاموتو الذي يُنظر إليه الفلسطينيون كبطل، بدا نحيلًا وقد غزا الشيب شعره، وارتدى الكوفية الفلسطينية
وعام 1972، نفّذ كوزو أوكاموتو (74 عامًا) مع اثنين من رفاقه في الجيش الأحمر الياباني بتدريب من كوادر في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، هجومًا على مطار اللد، غير أنّه ظل على قيد الحياة، وأمضى بعد ذلك سنوات في سجون الاحتلال إلى أن تحرر في صفقة تبادل (1985)، ثم لاجئًا سياسيًا في لبنان، ومطلوبًا للسلطات اليابانية حتى اليوم.
في 30 أيار/ مايو 1972، صعد أوكاموتو على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية من روما، حاملًا جواز سفر (مزور) باسم ديسوكي نامبا الذي اختاره له "الجيش الأحمر الياباني" وهو على اسم الرجل الذي حاول اغتيال ولي العهد في حينه والامبراطور اللاحق لليابان هيروهيتو عام 1923.
كما حمل أوكاموتو أيضًا لقبًا حركيًا "أحمد" أطلقته عليه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتي درّب كوادرها أوكاموتو وخطّّطوا لعملية اللد.
أوكوماتو هو الأصغر في عائلة مؤلفة من 6 أشقاء وشقيقات، وتنتمي للطبقة المتوسطة في جنوب اليابان
وفي مطار اللد (بن غوريون) كان تفتيش حقائب المسافرين ما يزال محدودًا، وما إن تسلّم أوكاموتو ورفيقاه في الجيش الأحمر الياباني حقائبهم، سرعان ما أخرجوا منها رشاشات وقنابل وبدأوا بإطلاق النار حولهم.
وقتل اثنان من منفذي الهجوم الذي أدى أيضًا لمقتل 26 شخصًا، بينهم كندي وثمانية إسرائيليين، وأصيب أوكاموتو بجروح واعتقل على الفور، ليقضي حكُمًا بالسجن المؤبد قبل أن يتم إطلاق سراحه في صفقة تبادل عام 1985، حيث بدا وجهه شاحبًا وواهنًا يومها.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن "أبو يوسف"، أحد مسؤولي الجبهة الشعبية في لبنان والمقرب من أوكاموتو، أنه و"حين خرج من الاعتقال، كان أشبه برفاة إنسان"، مضيفًا أن الإسرائيليين "عملوا على تدمير نفسيته"، وأنهم كانوا يجبرونه على تناول الطعام ويداه مكبلتان من الخلف "مثل الكلاب".
وبعد مرور وقت على إطلاق سراحه، عاد لتناول الطعام بيديه، لكنه بقي لفترة يتناول آخر لقمة من طبقه بلسانه، وفق ما يقول أبو يوسف، الذي يوضح أن من أولويات الجبهة كان العمل على "تحسين وضعه النفسي".
وبعدما أمضى أوكاموتو سنوات عدة في مخيمات الجيش الأحمر الياباني والجبهة الشعبية في البقاع في شرق لبنان، اعتقله الأمن اللبناني في العام 1997 في قضية تزوير مستندات.
وبضغط من طوكيو، رحّل لبنان 4 عناصر من الجيش الأحمر إلى اليابان في العام 2000، لكن تحت ضغط الفصائل الفلسطينية وتظاهرات داعمة له، أطلق سراح أوكاموتو ومنحه لبنان اللجوء السياسي.
يعيش أوكاموتو منذ إطلاق سراحه برعاية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
وفي ظهور نادر، شارك أوكاموتو أمس في إحياء ذكرى مرور 50 عامًا على عملية مطار اللد في مخيم شاتيلا، وما يزال حتى اليوم يضع في إصبعه خاتمًا أهداه إياه معتقل كان معه في سجن إسرائيلي.
ويصفه أبو يوسف بأنه "إنسان صلب، لا يعرف كلمة موجوع أو متعب"، مضيفًا "لا يزال حتى اليوم يتحدث عن فلسطين ويرفض الاحتلال".
ومنذ خروجه من السجن في لبنان، يعيش حياة بسيطة وروتينية إلى حد كبير؛ يتناول إفطاره بين السابعة والثامنة صباحًا، ثم طعام الغذاء عند الساعة الثانية عشرة والنصف، ثم العشاء عند الساعة السادسة مساء، ويحب القهوة وتناول الحلويات.
وتقول مي شيغينوبو، ابنة مؤسسة الجيش الأحمر الياباني فوساكو شيغينوبو التي أطلق سراحها السبت بعد 20 عامًا في سجون اليابان، "لن يشكل (أوكاموتو) تهديدًا على إسرائيل أو اليابان"، "لكن اليابان لا تزال تطالب كل عام باستعادته، لذلك هناك تركيز عليه برغم حالته الصحية والنفسية".
وتضيف مي التي نشأت في لبنان "لا يمكنني أن أستبعد احتمال أن حياته لا تزال مهددة".