20-يوليو-2024
انخفضت إمدادات المياه بنحو 94 في المئة منذ بداية الحرب، ما قد يخلق كارثة صحيّة مميتة

انخفاض إمدادات المياه في قطاع غزة، ينذر بكارثة صحيّة مميتة

كشف تقرير جديد لمنظمة "أوكسفام" الخيريّة في أحدث تقرير لها، عن أنّ "إسرائيل" تستخدم المياه بشكل ممنهج كسلاح ضدّ الفلسطينيين في قطاع غزة.

أوكسفام: منذ بداية الحرب على غزة، تدمّر "إسرائيل" 5 مواقع للمياه والصرف الصحي كل 3 أيام

وقالت المنظمة في تقرير حمل عنوان "جرائم حرب المياه" إن قطع "إسرائيل" لإمدادات المياه الخارجية، والتدمير المنهجي لمرافق المياه، وعرقلة المساعدات المتعمّدة، أدى لخفض كمية المياه المتاحة في غزة بنسبة 94 في المئة، أي أقل من 4.74 لتر للشخص الواحد، يوميًا، وهو أقل بقليل من ثلث الحدّ الأدنى الموصى به في حالات الطوارئ، وأقلّ من تدفق مياه واحد في المرحاض.

وبحسب تحليل أجرته أوكسفام فإنّ الهجمات العسكرية الإسرائيلية أدّت لإتلاف أو تدمير 5 مواقع للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي كل ثلاثة أيام منذ بدء الحرب، كما أدى تدمير البنية الأساسية للمياه والكهرباء والقيود المفروضة على دخول قطع الغيار والوقود إلى انخفاض إنتاج المياه بنسبة 84 في المئة في غزة، كما انخفض العرض الخارجي من شركة المياه الإسرائيلية "ميكوروت" بنسبة 78 في المئة.

وأشار تقرير المنظمة الخيرية الدولية إلى أنّ "إسرائيل" دمّرت 70 في المئة من جميع مضخات الصرف الصحي، و100 في المئة من جميع محطات معالجة مياه الصرف الصحي، فضلا عن مختبرات اختبار جودة المياه الرئيسة في غزة، كما قيّدت "إسرائيل" دخول معدات اختبار المياه التابعة لمنظمة أوكسفام.

أوكسفام: مدينة غزة فقدت كلّ قدرتها على إنتاج المياه تقريبًا، حيث تضرر أو دمر 88 في المئة من آبار المياه، و100 في المئة من محطات تحلية المياه

كما سلّط التقرير الضوء على التأثير الوخيم للنقص الشديد في المياه النظيفة والصرف الصحي على صحة الفلسطينيين، حيث يعاني أكثر من رُبع سكان غزة من أمراض خطيرة يمكن الوقاية منها بسهولة.

وقالت لاما عبد الصمد، أخصائية المياه والصرف الصحي في منظمة أوكسفام، إنّ من الواضح أنّ "إسرائيل" خلقت حالة طوارئ إنسانية مدمرة، أسفرت عن مقتل مدنيين فلسطينيين. وأضافت: "لقد رأينا بالفعل استخدام إسرائيل للعقاب الجماعي واستخدامها للتجويع كسلاح في الحرب. والآن نشهد استخدامها للمياه كسلاح، وهو ما يخلف بالفعل عواقب وخيمة".

وأشارت إلى أن "تقييد الوصول إلى المياه بشكل متعمّد ليس بالتكتيك الجديد. فقد حرمت إسرائيل الفلسطينيين في مختلف أنحاء الضفة الغربية وغزة من المياه الآمنة والكافية لسنوات عديدة".

من جهته، قال المهندس منذر شبلاق مدير عام مصلحة مياه بلديات الساحل في قطاع غزة: "لقد عشت أنا وزملائي كابوسًا طيلة الأشهر التسعة الماضية، ولكننا ما زلنا نشعر أن مسؤوليتنا وواجبنا أن نضمن حصول الجميع في غزة على الحد الأدنى من حقهم في مياه الشرب النظيفة. لقد كان الأمر صعبًا للغاية، ولكننا عازمون على الاستمرار في المحاولة، حتى عندما نشهد استهداف زملاء لنا وقتلهم على يد إسرائيل أثناء قيامهم بعملهم".

ودعت منظمة أوكسفام إلى اتّخاذ إجراءات عاجلة بما في ذلك وقف إطلاق النار الفوري والدائم؛ كما دعت "إسرائيل" إلى السماح باستجابة إنسانية كاملة وغير مقيدة؛ وإلى تحمُّل فاتورة إعادة بناء البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.