28-نوفمبر-2018

 

اكتفت القناة العاشرة الإسرائيلية بطرح معلومات عامة جدًا عن السفينة المدنية التي أغرقتها إسرائيل قُبالة مدينة طرابلس خلال حرب لبنان الأولى، عام 1982. هذه المعلومات رغم أهميتها في فضح الجريمة، إلا أنها لا توفر أي تفاصيل حول الضحايا وجنسياتهم وأعدادهم بالضبط.

معد التحقيق المراسل العسكري أور هيلر، تجاهل تحديد تاريخ وساعة إغراق السيفنة، أو توقيت إبحارها، ولم تتضمن الوثائق التي انفرد بنشرها أي صورةٍ توضح هوية وجنسية السفنية وقبطانها أو طاقمها أو ركابها من اللاجئين والعمال الأجانب.

قصة السفنية الضحية باختصار تبدأ بقرار قبطان سفينةٍ تجاريةٍ الهربَ منْ ميناء طرابلس شمالَ لبنان، بعدَ الإعلانِ عنْ وقفِ إطلاقِ النارِ بينَ جيش الاحتلال ومنظمةِ التحرير، وقد كانَ على متنِ سفينتِهِ العشراتُ منَ اللاجئين اللبنانيينَ والعمالِ الأجانب الذين أرادوا الهربَ منَ الحرب بعيدًا عنْ لبنان إلى دولةٍ اخرى، كما قالت القناة.

غواصةٌ حربيةٌ إسرائيليةٌ من طراز "غال"، رصدت السفنية، واتخذ قائدها قرارًا بإغراقها، فقصفها بصاروخي بحر بحر. المؤرخ الإسرائيلي. ايتسك ألدار، الذي كان ضابطًا في بحرية الاحتلال برتبة عقيد في تلك الفترة، وصف لحظات إغراق السفينة قائلاً: "تحتَ الماءِ وقعت دراما، وأنا في هذه الحالةِ أشبّهُ الغواصةَ بالقناصِ الذي يرتكبُ أمرًا غيرَ مبررٍ،  الغواصةُ بحسبِ كلِ القوانينِ والمنطقِ كانَ يجبُ أنْ تبلغَ سفنَ الصواريخِ المتواجدةَ بالقربِ منها، فحصوا أمرَها فأطلقوا النار وأنجزوا العملَ، وتم إطلاقُ صواريخَ بحر عليها".

وأضاف، "الناسُ قفزوا إلى المياه، ويجبُ التنويُه إلى أنه حتى داخلَ الماءِ قد تشتعلُ بك النيران. بعد ذلك قرروا إطلاقَ صاروخٍ إضافي، وقائد الغواصة اكتفى بصاروخين، بينما السفينة أطلقت نداءاتِ النجدة."

بعدَ ساعةٍ منْ مغادرةِ السفينةِ لميناءِ طرابلس جرى تفجيرها في الماءِ وقتل القبطان الذي أطلقَ نداءات النجدة، بالإضافةِ إلى أربعةٍ وعشرينَ  من طاقمِ السفينةِ، ومسافرين. بعد إغراق السفينة لم يبذل جيش الاحتلال أي جهود لإنقاذ ركابها، وهذا ما انتقده المؤرخ ألدار.

جاء في  تقرير سلاح بحرية الاحتلال عن المجزرة: "تم منعُ نشاطِ مخربينَ انطلاقًا ميناء طرابلس"، وهذا ما وصفه ألدار بالكذب قائلاً: "منَ الصعبِ جدًا قولُ هذه الكلماتِ، ومنَ الصعبِ عليَّ القولُ إن ذلك كان عملية قتل أو إعدام، ولكنْ هذه هي الحقيقة".