22-أبريل-2024
حنفية تبرعات من جمعيات أمريكية وبريطانية لجيش الاحتلال

الترا فلسطين | فريق التحرير 

مع اقتراب عيد الفصح اليهودي، طُرحت تساؤلات مهمة من وسائل الإعلام العبرية حول مدى تحقيق "النصر المطلق" في الحرب الأخيرة، خاصةً فيما يتعلق بأهداف الحرب، وبالذات استعادة الأسرى الإسرائيليين. 

فيما استبعد العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، والكتاب، والمحللين السياسيين فكرة هزيمة حركة حماس بشكل كامل. 

وخلال مشاركته في برنامج على قناة 12 العبرية، طرح الصحفي بن كسبيت سؤالاً مهمًا على رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت: "هل كنت ستقدم للسنوار الآن نهاية الحرب مقابل الإفراج عن الأسرى المحتجزين؟ أليس ذلك يعني تتويجه كمنتصر في هذه الحرب؟ وهل هذا ليس هزيمة استراتيجية كبيرة لإسرائيل؟"، فكان رد أولمرت: "لو كنت رئيس الحكومة في السابع من أكتوبر، لقمت قبل أي شيء بإبرام صفقة لتبادل الأسرى، دون أن يكون هناك شن للحرب، وإلا لم أكن قادرًا على استعادة الأسرى بالكامل. ثم كنت سأدير الحرب بعد ذلك. والآن، أقول لك، إن من يتوهم أنه بإمكاننا وقف الحرب فقط بعد تحقيق النصر المطلق والتام، بحيث تختفي بعده حماس، فهو يخدع ويضلل ويحتال، ويخلق حالة ذعر غير مبررة وغير واقعية".

"نهاية عملية رفح ستنتهي بإعادة المفاتيح إلى حركة حماس، على غرار ما حدث في خانيونس ومدينة غزة"

فيما ألقى عاموس يدلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، كلمة عبر نفس القناة مشيرًا إلى أن الحرب الحالية يجب أن تكون بمثابة صفقة لعودة الأسرى الإسرائيليين، وأكد على أنه حان الوقت لإنهاء هذه الحرب في غزة التي باتت مستنزفة، حيث أنها تسبب كل يوم أضرارًا أكثر من فوائدها، وفي هذا السياق، أشار إلى تناقص عدد الأسرى وعجز الجانب الإسرائيلي عن استعادتهم، مع تحديات أخرى مثل رفض الولايات المتحدة لعملية رفح وتدفق المساعدات الإنسانية.

كما شدد يدلين على أهمية تحديد كيفية استعادة الأسرى وإنهاء الحرب، مع إشارته إلى أن هذا الأمر قد يتطلب بقاء حركة حماس في غزة. وأكد أن النصر في هذا السياق يتجلى في "تعرض حماس لضربات قوية جدًا، مما يجعلها غير قادرة على تكرار أحداث السابع من أكتوبر". واختتم يدلين بالتأكيد على "ضرورة إعادة تأهيل دولة إسرائيل، سواء على الساحة الدولية أو داخليًا، نظرًا للحاجة الماسة إلى ذلك".

وفي ذات السياق، أشار يسرائيل زيف، الذي شغل منصب رئيس شعبة العمليات في جيش الاحتلال سابقًا، إلى أن نهاية عملية رفح ستنتهي بإعادة المفاتيح إلى حركة حماس، على غرار ما حدث في خانيونس ومدينة غزة. وأكد زيف على أن هذا النموذج يمثل "نجاحًا عسكريًا وفشلًا سياسيًا خطيرًا"، وأشار إلى أن هذا السيناريو يتكرر مرة وأخرى، وذلك نتيجة لإدارة سياسية فاشلة بكل المقاييس.

وألقت كيرن مرتسيانو، مقدمة برامج سياسية في قناة 12، الضوء على المدة الزمنية التي مرت خلالها الحرب الحالية، والتي بدأت في "عيد فرحة التوراة ووصلت الآن إلى عشية عيد الفصح". وأشارت إلى غياب أي فكرة عن كيفية إعادة الأسرى، ووصفت هذا الأمر بأنه "أكثر جرح نازف". وأكدت على عدم وجود أي فكرة أيضًا عن كيفية إنهاء الوضع في قطاع غزة، مما يجعل الموقف غير واضح. وقد أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت "إسرائيل" ستدخل رفح أم لا كجزء من استراتيجيتها في الحرب الحالية.

"نصف عام على الحرب دون أن يتمكن الجانب الإسرائيلي من تقويض حركة حماس، أو استعادة الأسرى الإسرائيليين، أو تجديد قدرات الردع"

أما سيفي عوفاديا، مراسل الشؤون السياسية في قناة 13 العبرية، فقد ادعى أن حماس تشعر بقوتها لعدة أسباب، حيث "استفادت من زيادة في المساعدات الإنسانية، والتي كانت أحد شروطها خلال المفاوضات. كما حصلت على إعادة انتشار لقواتها بشكل مجاني، مما يعزز شعورها بالثقة بقوتها وقدرتها على المضي قدمًا في المواجهات والتحديات السياسية والعسكرية".

وأشار آري شبيط، الصحفي والكاتب الإسرائيلي، إلى مرور أكثر من نصف عام على الحرب دون أن يتمكن الجانب الإسرائيلي من تقويض حركة حماس، أو استعادة الأسرى الإسرائيليين، أو تجديد قدرات الردع. وأكد أن هذه الوضعية تعتبر نتيجة سيئة، وأوضح أنه رغم اعتقاده السابق بأنه يجب تحرير الأسرى بوسائل هجومية، إلا أنه الآن يعتقد أن الوقت قد حان لبذل جهد من أجل إنهاء الوضع في قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى، حتى لو كانت التكلفة مرتفعة. "وذلك لتحضير البلاد لمواجهة التحديات في الشمال والتحضير لمواجهة كبرى مع إيران".

فيما تطرق إيال بيركوفيتش، محلل الشؤون السياسية في قناة 13، إلى عدد الجنود الذين قتلوا خلال العملية البرية في قطاع غزة، وبلغ نحو 300 جندي، مع التأكيد على الوضع الصعب الذي يعيشه السكان في القطاع بعد انتهاء تلك العملية. وأشار إلى تزايد الكثافة السكانية في القطاع واحتشاد الناس في مناطق شمال القطاع، حيث يلجأون إلى البحر للحصول على الراحة والاستجمام. وعزا ذلك إلى السياسات التي تتبعها حكومة اليمين، التي لم تحقق الاستقرار المطلوب في القطاع ولم توفر الحلول الكافية للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها السكان.

"أحد الأهداف الرئيسية للحرب هو استعادة الأسرى، ولكن مع مرور الوقت، يصبح الطريق إلى تحقيق هذا الهدف أصعب وأكثر تعقيدًا"

فيما أوضحت غيلي كوهين، مراسلة الشؤون السياسية في قناة 11، أن المفاوضات الحالية معلقة، وذلك لعدم تناول مجلس الحرب لهذه القضية منذ مدة، مما يعني أنه لن يتم مناقشتها في الأيام المقبلة، وهو ما يعني أنه لن يكون هناك نقاش في المجلس إلا بعد عيد الفصح. وأشارت إلى أن انسحاب إسرائيل من خانيونس أدى إلى انتهاء المفاوضات، وهذا يعني أنه على "إسرائيل" الآن أن تقرر مصير المفاوضات وما إذا كان يمكن استئنافها أو لا. 

كما أوضحت أن أحد الأهداف الرئيسية للحرب هو استعادة الأسرى، ولكن مع مرور الوقت، يصبح الطريق إلى تحقيق هذا الهدف أصعب وأكثر تعقيدًا.

فيما عبرت دانييل ألوني، أسيرة سابقة لدى حماس، عن استغرابها من الحديث عن انتصار مطلق في هذا السياق. وأشارت إلى أن القوات المقاتلة قد سُحبت بشكل كبير من القطاع، والسكان في غزة بدأوا يعودون لبيوتهم، مما يعكس أن حماس قد حققت أهدافها دون تقديم أي شيء بالمقابل. وسألت كيف يمكن لأحد أن يصف هذا بأنه انتصار مطلق، وهل هناك أي مؤشرات تشير إلى ذلك في الواقع الراهن.