28-أغسطس-2024
اقتحام مخيم جنين

اقتحام مخيم جنين

قال محافظ جنين كمال أبو الرب لـ "الترا فلسطين" إن جيش الاحتلال يحاصر في هذه اللحظات كافة مستشفيات مدينة جنين، حيث أغلق كافة المداخل المؤدية إلى مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، والآليات العسكرية تتواجد باب المستشفى الحكومي، وباب مستشفى الهلال الأحمر، وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية من تداعيات حصار الاحتلال لمستشفيات جنين، وطولكرم، وطوباس وتهديداته باقتحامها.

وأضافت الوزارة أن عشرات المرضى يعالجون في هذه الأثناء داخل مستشفيات جنين الحكومية والأهلية والخاصة، وأن أي اقتحام لها هو تهديد مباشر لحياتهم وحياة الطواقم الطبية.

ووجهت وزارة الصحة جميع الطواقم الطبية في محافظة جنين التوجه لأقرب مركز صحي لمساندة زملائهم الأطباء في التعامل مع الوضع الطارئ في المحافظة خصوصًا بعد تجريف الاحتلال للطرق المحيطة بالمستشفيات في المدينة ورفع درجة الجاهزية لخدمة أبناء شعبنا.

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والصليب الأحمر للتدخل لحماية المؤسسات الطبية، في الوقت الذي تعيق فيه قوات الاحتلال وصول سيارات الإسعاف إليها، ما يعرض حياة المرضى والمصابين للخطر، وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وكانت قوات الاحتلال قطعت الطرق على مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وحاصرت مستشفى الشهيد خليل سليمان ومقر جمعيتي الهلال الأحمر وأصدقاء المريض. 

فيما قال محافظ طوباس أحمد  الأسعد لـ"الترا فلسطين" إن المحافظة تقوم بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الدولية بهدف الدخول إلى مخيم الفارعة بسيارات الإسعاف وإجلاء الشهداء والمصابين من المخيم".

وأضاف "يجب أن يقوم الصليب الأحمر بمسؤولياته حسب الاتفاقيات الدولية لإخلاء جثامين الشهداء من مخيم الفارعة والمصابين، ولا نعرف حجم الشهداء والجرحى في مخيم الفارعة، لأنه حسب ما يصلنا يتم إطلاق النار على أي جسم متحرك في المخيم".

وحول الدور الرسمي الفلسطيني، أجاب الأحمد: "نقوم بإعلام الجهات العليا ممثلة بالرئيس محمود عباس، وهمّ يتصرفون (..)، وتواصل معنا مكتبا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقلنا للجميع أن الاحتلال يضرب الاتفاقيات بعرض الحائط ولا ينصاع لأحد".  

فيما قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن الحرب الإسرائيلية المتصاعدة في الضفة الغربية على مدن وقرى ومخيمات جنين طولكرم وطوباس وغيرها من المدن الفلسطينية، إلى جانب حرب الإبادة في قطاع غزة، ستؤدي إلى نتائج وخيمة وخطيرة سيدفع ثمنها الجميع.

وحسب الأحمد فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ عملية عسكرية في مخيم الفارعة جنوب المدينة، مستخدمًا الآليات العسكرية، والدبابات، والطائرات الحربية، ومئات الجنود الذين هبطوا عبر الإنزال المظلّي، وعبر الدخول البريّ، وارتقى على إثر الاقتحام 4 شهداء، وأكثر من 13 إصابة بينهم حالات خطيرة". 

 وحول عدد الشهداء الذين وصلوا المستشفى التركي في طوباس، قال الأحمد: "منذ الصباح وصل للمستشفى التركي في طوباس شهيدين من مخيم الفارعة، وثلاثة شهداء من محافظة جنين بعد قصف سيارتهم بين قريتي مسلية وصير، وإصابة رابعة من ذات السيارة بحالة حرجة جدًا". 

وأضاف :"هناك اثنين من الشهداء وعدد من المصابين في مخيم الفارعة لا تستطيع سيارات الإسعاف الدخول للمخيم لإجلائهم، بسبب الحصار المحكم على المخيم، فضلًا عن إغلاق المدخل الجنوبي لطوباس الذي يصل المدينة بمخيم الفارعة".

وأشار الأحمد إلى أن الاحتلال نشر عددًا من الحواجز العسكرية وأغلق مداخل مخيم الفارعة، ما أدى لمنع وصول الطواقم الطبية إلى بعض الإصابات، ومنع نقل جثماني شهيدين للمستشفى التركي، ويجري العمل على نقل إصابات مخيم الفارعة إلى مركز بلدة طمون الطبي، نتيجة قطع الطرق بين المدينة والمخيم.  

وردًا على ما أعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي من استهداف العملية العسكرية، لكتائب المقاومة المسلّحة، قال الأحمد: "المستهدف الحقيقي هو الشعب الفلسطيني من الصغار والكبار، والذين لا علاقة لهم بأي شيء، ومن هم على أسطح منازلهم تم استهدافهم خلال الاقتحام، وهذا هو قدرنا وسنبقى صامدين على أرضنا، ونتعامل ضمن المعطيات الموجودة لدينا". 

وتابع: "نتعامل مع الحدث وفق ما لدينا من إمكانيات، وكلّ مؤسسة حكومية لديها لجان طوارئ للتعامل مع هذه الحالات، وعندما تم قطع الطرق بين طوباس المدينة ومخيم الفارعة، جرى نقل الإصابات إلى بلدة طمّون، ومدينة نابلس، ولذا على المؤسسات الدولية والحقوقية وتحديدًا اللجنة الدولية للصليب الأحمر المرتبط عملها بقضايا الحروب أن تتدخل حيال ذلك".

ولفت الأحمد إلى أنهم لم يكونوا على علم مسبق بالاقتحام، وأن الاحتلال يتعامل مع الضفة الغربية بناءً على خطة ظهرت بتصريحات رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، هيرتسي هاليفي، بأن الضفة الغربية ستدفع الثمن بعد قطاع غزة.

بدوره قال محافظ جنين كمال أبو الرب لـ "الترا فلسطين" إن جيش الاحتلال يحاصر في هذه اللحظات كافة مستشفيات مدينة جنين، حيث أغلق كافة المداخل المؤدية إلى مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، والآليات العسكرية تتواجد باب المستشفى الحكومي، وباب مستشفى الهلال الأحمر.

ونوّه أبو الرب في هذا السياق، بأن السيارة التي تعرضت للقصف بين مسلية وياصير لم تتمكن سيارات الهلال الأحمر من التوجه إليها من مدينة جنين، مما اضطر سيارات الهلال الأحمر في طوباس للتوجه لمكان القصف، ونقل الشهداء والجريح إلى المستشفى التركي.

وأضاف أبو الرب أن حصيلة الشهداء في مدينة جنين حتى العاشرة صباحًا هي خمسة شهداء ولم يتم التأكد بعد من استشهاد الشاب السادس، حيث استشهد 3 شبان في داخل السيارة ورابع جروحه خطيرة، وهناك مواطن استشهد في ساحة مستشفى جنين الحكومي وهو عسكري ومريض بالسرطان، وأحد المواطنين ارتقى في مخيم جنين لحظة اقتحام الجيش.

وحول التطورات الميدانية، قال أبو الرب، إن قوات الاحتلال أغلقت عدد من الشوارع بالسواتر الترابية، وأطلقت النار على أكثر من محول مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من مدينة جنين ومخيمها، ويتمركز الجيش في جميع مداخل المدينة والمخيم، ومن الصعب الدخول أو الخروج إليها.

وأضاف أبو الرب، أن قوات الاحتلال تتواجد في الشوارع الرئيسية، وبالتحديد شارع حيفا الذي يربط المستشفيات الثلاث مع بعضها، بالتالي خرجت هذه المشافي عن الخدمة.

وبيّن، أن قوات الاحتلال تتواجد على دوار الأحمدين، ومدخل جنين الجنوبي، وهناك آليات عسكرية وقناصة في المنقطة، وتم إطلاق النار على السيارات والشاحنات في هذه المنطقة فجر اليوم.

وأكد أبو الرب، أن وجود السواتر الترابية نذير شؤم بأن العملية العسكرية قد تطول، وقد تواصل معه رئيس الوزراء محمد مصطفى وأبلغه بوجود حراك مع كل دول العالم لرفع الحصار عن مدينة جنين، وأعطى تعليماته بتعزيز المراكز الصحية في محيط مدينة جنين.