حوالي ألف دونم من أراضي الأغوار الشمالية المهددة بالضمّ من قبل الاحتلال، زرعها فلاحون فلسطينيون بالبطيخ، إلا أنهم يواجهون هذه الأيام صعوبة بالغة في تسويق منتجاتهم، بسبب إغراق السوق الفلسطيني بالبطيخ الإسرائيلي.
تم إحياء زراعة البطيخ الفلسطيني في الأغوار الشمالية قبل 7 سنوات، ويزرع اليوم في الأراضي الحدودية، فيساهم في حمايتها من المصادرة
تم إحياء زراعة البطيخ الفلسطيني في الأغوار الشمالية قبل 7 سنوات، ويزرع اليوم في الأراضي الحدودية، الأمر الذي جعله يساهم في الحفاظ على هذه الأراضي من المصادرة.
اقرأ/ي أيضًا: حرب البطيخ
ويؤكد مزراعو البطيخ في الأغوار، أن منتجهم يضاهي اليوم نظيره الإسرائيلي في السعر وحتى في الجودة، ولكن لا توجد جهات رسمية تحميهم من دخول البطيخ الإسرائيلي.
يقول المزارع عنان صوافطة، إن تسويق منتجهم توقّف بشكل كامل، ولو قمت بزيارة الأغوار اليوم سوف ترى بعينك أن المزراعين توقفوا عن قطف المحصول.
زرع صوافطة بداية هذا العام 60 دونمًا بالبطيخ، والآن، كما يقول، "لو نزلت للأغوار سوف نبيعك المنتج بنصف شيقل للكيلوغرام الواحد، لأنه لا يوجد تسويق بالمطلق، والنصف شيقل لا تكفي لا للعمال ولا لأجرة النقل، ولا التحميل، ولا تحقق شيئًا".
بحسرة، يُبين صوافطة، أنه لم يبق له بعد موجة الحر الأخيرة سوى 10 دونمات من البطيخ لم يتم قطفها حتى الآن، وقد بلغت خسارته 150 طن بطيخ.
من أبرز المشاكل التي ظهرت لدى مزارعي الأغوار، عدم توفر الصناديق (المخالات) المخصصة لتحميل البطيخ، لأنها امتلأت في الأسواق بالبطيخ الإسرائيلي.
لا يجد مزارعو الأغوار الصناديق المخصصة لتحميل البطيخ، لأنها امتلأت في الأسواق بالبطيخ الإسرائيلي
ويعتقد صوافطة، أن الحل يكمن في وقف إدخال البطيخ الإسرائيلي للضفة خلال الفترة التي ينضج فيها بطيخ الأغوار، وهي منتصف شهر أيار/مايو وحتى منتصف شهر حزيران/يونيو، مؤكدًا، أن هذا يكفي لبيع منتجهم.
اقرأ/ي أيضًا: كيف اجتمعت مصر وإسرائيل ضد بطيخ جنين؟
المزارع محمد سليمان، زرع هو الآخر حوالي 60 دونمًا بالبطيخ في قرية بردلة بالأغوار الشمالية. يقول إنه وخلال موجة الحر الأخيرة نضج كل البطيخ لديه، ولكنه لم يجد الصناديق لتحميل البطيخ بداخلها لنقلها إلى السوق، لأنها حجزت بالكامل للبطيخ الإسرائيلي.
يقف سليمان عند حافة أرضه، قائلاً: "حوالي 70% من البطيخ لدينا بقي في أرضه، أما 30% التي ذهبت للسوق تم قطفها على أساس أن سعر الكيلو 3 شواقل، ولكن هبط السعر فجأة إلى حوالي شيقل واحد فقط".
70% من بطيخ الأغوار بقي في أرضه، و30% تم بيعه بأقل من سعره بسبب البطيخ الإسرائيلي
بالتالي، فإن خسارة المزارعين جاءت من اتجاهين، أولهما عدم وجود صناديق لنقل البطيخ بسبب حجزها للبطيخ الإسرائيلي، والثاني هبوط السعر بشكل مفاجئ. يؤكد سليمان، أن البطيخ إذا بقي يومين أو ثلاثة دون قطف بعد نضوجه فإنه يتلف.
وبحسب سليمان، فإنه ناشد وزارة الزراعة ولكن للأسف كانت الاستجابة "خجولة" على حد وصفه، "ولم يكن لديهم تقدير لارتفاع الحرارة".
يقول: "طلبنا منهم منع دخول بطيخ الاحتلال ولم نجد إجابة. هم يرفعون شعار دعم مزارعي الأغوار ولكن للأسف لا يوجد وقوف واضح معنا للبقاء في أرضنا وكف شر الإسرائيليين عنّا".
طلبنا منهم منع دخول بطيخ الاحتلال ولم نجد إجابة. هم يرفعون شعار دعم مزارعي الأغوار ولكن للأسف
في المقابل، يؤكد مدير دائرة تأهيل الأراضي في الإغاثة الزراعية مقبل أبو جيش، أنه وفي ظل الحديث عن خطة لمنع ضم الأغوار وتعزيز صمود المزارعين في الأغوار، فإن المنطق يقول أنه يجب منع البطيخ الإسرائيلي من دخول السوق الفلسطيني حتى يستطيع المزارع تسويق منتجاته.
وقال لـ الترا فلسطين، إن البعض يدعي عدم وجود سيطرة على المناطق "ج"، ولكن البطيخ موجود الآن في قلب المدن في مناطق "أ"، وبالتالي على الضابطة الجمركية والجهات الرسمية أن تقوم بوضع آلية لمنع دخول البطيخ الإسرائيلي.
ويُبين أبو جيش، أنه في الفترة الحالية التي يبدأ فيها نزول البطيخ إلى السوق من منطقة الأغوار الشمالية، تم إغراق السوق بالبطيخ الإسرائيلي بكميات كبيرة جدًا، وفي كل المدن تجد المنتج الإسرائيلي وبسعر قليل، ولهذا السبب عجز المزارع عن تسويق منتجاته.
أبلغ المزارعون، أبو جيش، استعدادهم لتوصيل منتجهم إلى السوق بسعر 1.5 شيقل، ولكن غرق السوق بالمنتج الإسرائيلي يحول دون ذلك.
اقرأ/ي أيضًا:
بطيخ فلسطين: فاكهة وتسلية وأكثر
بطيخ غزة بطعم القرع.. أين ذهب طعمه الشهي؟
السلطة الفلسطينية.. فشلت حتى في زراعة البطيخ