09-مايو-2024
حكومة نتنياهو

تواجه حكومة نتنياهو اتهامات بالفشل في إدارة الحرب

الترا فلسطين | فريق التحرير

مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها الثامن، انشغلت التغطيات التلفزيونية الإسرائيلية بنقاشات حول ملف الأسرى الإسرائيليين، والاجتياح البري المتوقع في رفح، وسط اتهامات واضحة لنتنياهو وحكومته بالفشل في إدارة الحرب، والكذب على الجمهور الإسرائيلي.

أمنون أبراموفيتش: الحرب على غزة تحولت من أكثر حرب مبررة، إلى حرب لاعتبارات حزبية، وتعريف الانتصار المطلق هو تعريف حزبي وليس سياسي ولا عسكري

المعلق السياسي في القناة 12، أمنون أبراموفيتش، ألمح إلى أن ملف الأسرى الإسرائيليين ليس على سُلّم الأولويات بالنسبة لحكومة نتنياهو، واستعرض في مقابل ذلك ملامح الفشل الإسرائيلي في الحرب، حيث 100 ألف مستوطن من سكان مستوطنات شمال فلسطين والنقب الغربي يعيشون خارج بيوتهم، والعلاقات مع الوﻻيات المتحدة وأوروبا الغربية على شفير الهاوية، واﻻقتصاد ينهار، وكذلك الجيش يتم استنزافه.

واتهم أمنون أبراموفيتش، حكومة نتنياهو، بأنهم "لا يقولون الحقيقة عن الحرب للجمهور الإسرائيلي، فالحرب انتهت منذ شهر شباط/فبراير، ولكنهم ﻻ يعلنون عن ذلك ﻷسباب سياسية حزبية".

كما اتهم أبراموفيتش، نتنياهو "بالعمل على القضاء على احتمال التوصل إلى صفقة تبادل"، مضيفًا أن الحرب على غزة "تحولت من أكثر حرب مبررة، إلى حرب لاعتبارات حزبية، وتعريف الانتصار المطلق هو تعريف حزبي وليس سياسي ولا عسكري" حسب قوله.

من جانبه، عضو الكنيست يائير جولان، قال في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، إن المصلحة العليا اﻹسرائيلية هي التوصل لصفقة تبادل بأسرع وقت ممكن، فهذه ستؤدي ﻹنهاء القتال في الجنوب، وإنهاء القتال في الجنوب سيؤدي باحتمالية عالية إلى إنهاء القتال في الشمال، وهذا سيمكن دولة إسرائيل من تشكيل جبهة قوية وجدية وإقليمية وعالمية ضد التهديد اﻹيراني المتنامي".

ورأى يائير جولان، أن في اللحظة التي توافق فيها إسرائيل على صفقةكهذه، فإنها فعليًا تقول إن يحيى السنوار سيبقى موجودًا، ولن يكون ممكنًا أبدًا القضاء على حماس بشكل نهائي".

واستدرك، "الضرر الناجم عن عدم تحرير المخطوفين أخطر بأضعاف المرات من ضرر بقاء أربع كتائب مع القليل من القوة المتبقية لحماس في قطاع غزة".

القناة 13، استضافت رئيس قسم المعلومات الاستخبارية سابقًا في جهاز "الموساد"، أمنون سوفرين، الذي قلل من أهمية اجتياح رفح، وقال: "حتى لو حطمنا القوة العسكرية التي كانت في رفح، ماذا بعد؟ لا يزال هناك الآلاف من عناصر حماس يتجولون في كل أنحاء قطاع غزة، ويخوضون حرب عصابات ضدنا طيلة الوقت، حتى التوصل إلى تسوية ما".

الموقف ذاته حول رفح، تبناه أيضًا موآف فاردي، المعلق السياسي في هيئة البث الإسرائيلية "كان"، الذي قال إن الجيش الإسرائيلي حتى لو استطاع توجيه ضربة لحماس في رفح، فإنه لن يستطيع أن يفعل في رفح أكثر مما فعله في جباليا وبيت حانون وغزة قبل ذلك، فبعد انسحابه منها عادت حماس لتتموضع في المواقع ذاتها، وعادت إلى إطـﻼق الصواريخ باتجاه غـﻼف غزة من المناطق ذاتها.

مسؤول سابق في "الموساد" أيضًا هاجم إدارة الحرب، وهو رئيس إدارة المعلومات الاستخبارية سابقًا زوهر بلتي، إذ قال في حديث للقناة 12، إن "إسرائيل بعد سبعة شهور من الحرب لا توجد لديها استراتيجية اقتصادية، ولا استراتيجية قتال، وﻻ تخاطب الجمهور وتوضح له الذي يحدث في عملية إخـﻼء السكان".

وأضاف زوهر بلتي، أن الأميركيين يرون الواقع الذي تمر به إسرائيل في إدارتها للحرب، وتتساءل باستمرار عن ما ستمضي إليه إسرائيل في الشهور المقبلة، وهذا يعود إلى أنها ستنشغل بعد شهرين بالانتخابات.

من جانبه، اللواء احتياط رونين مانيليس، وهو متحدث سابق باسم الجيش الإسرائيلي، ذكّر الإسرائيليين بأن قادتهم يكروون نفس التصريحات والشعارات منذ بداية الحرب، وأبرزها أن "الضغط العسكري سيعيد المخطوفين".

وقال مانيليس، إن إسرائيل "جربت الضغط العسكري، وحاولت إعادة المخطوفين، كما حاولت إجراء حوار، وهذا لم ينجح، فهل يُتوقع أن نكرر نفس الخطوات مجددًا وننجح بعد ذلك؟".

موآف فاردي:  الجيش الإسرائيلي حتى لو استطاع توجيه ضربة لحماس في رفح، فإنه لن يستطيع أن يفعل في رفح أكثر مما فعله في جباليا وبيت حانون وغزة قبل ذل

وأضاف مانيليس، أن إسرائيل بحاجة لخطة، ولكن لا توجد لديها خطة تتجاوز يومين أو ثـﻼثة أيام لكل قضية من القضايا، "وعندما نتحدث عن رفح فهذا تكتيك صغير جدًا، فيما توجد لدينا مسائل استراتيجية كبرى، بدءًا من صفقة المخطوفين، مرورًا بالجبهة الشمالية المتصاعدة، إلى حقيقة نزوح السكان من هناك".

ولخّص ليئور أكرمان، رئيس قسم المناعة القومية في جامعة "رايخمان"، معضلة إسرائيل الحالية، كما وصفها، في "غياب الاستراتيجية وفقدان الاتجاه وانعدام الخطة الواضحة".

وأشار أكرمان إلى مواصلة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بعد مرور شهور الحرب السبعة، في حين أن الحرب متوقفة في الحقيقة منذ شهر، والجيش خفض وتيرة عملياته، وهذا يعود إلى غياب القرارات من المستوى السياسي.

وانتقد أكرمان التصريحات الهجومية التي يدلي بها مسؤولون في حكومة نتنياهو ضد الولايات المتحدة، مؤكدًا أن إسرائيل فقدت الدعم الدولي الذي كان من المفترض أن تمنحها إياه الولايات المتحدة، وهذا يعود إلى انعدام التعاون السياسي معها، وغياب استراتيجية لليوم التالي للحرب.