"هناك إشارات متراكمة لاستعداد الطرفين إلى النزول عن الشجرة". هذا ما خلُص إليه عاموس هرئيل معلق الشؤون العسكرية والأمنية في صحيفة "هآرتس" العبرية، في مقال نشرته الصحيفة، الإثنين 16 أيار/مايو، تحدث فيه عن تقديرات وتوصيات الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، مع إتمام إضراب الأسرى عن الطعام شهرًا كاملاً.
وأشار المقال إلى حديث الصحفي آفي سخاروف عن لقاءات جرت خلال الأيام الأخيرة، جمعت بين شخصيات رفيعة في السلطة الفلسطينية، وهم رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، ورئيس جهاز الأمن الوقائي زياد هب الريح، وممثلي جهاز "الشاباك"، طلب خلالها الإسرائيليون من رجال السلطة إنهاء الإضراب.
هآرتس: "تنازلات صورية" وزيادة عدد الزيارات لأهالي الأسرى، هي أبرز الحلول الإسرائيلية لإنهاء إضراب الكرامة
وحسب سخاروف، فإن فرج وهب الريح قالا إنهما يملكان القدرة على التأثير على قائد الإضراب مروان البرغوثي، فيما قال الجانب الإسرائيلي إنه بالإمكان التوصل لحل وسط بشأن المطالب الأساسية للأسرى، مقابل إنهاء الإضراب.
اقرأ/ي أيضًا: من أجل هذه الحقوق يتجوع الأسرى
وقال هرئيل، إن وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال غلعاد أردان يتخذ موقفًا حازمًا برفض مطالب الأسرى، مضيفًا، أن الحل قد يتم من خلال طرف آخر هو الصليب الأحمر، وذلك من خلال زيادة عدد الزيارات العائلية للأسرى، وهي النقطة التي ستقود لانطلاق مفاوضات غير مباشرة، وفق قوله.
وبيّن هرئيل، أن لدى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إرادة مشتركة لإنهاء الإضراب، وتتعلق بزيارة دونالد ترامب إلى المنطقة الأسبوع المقبل، إذ "يعلق الفلسطينيون آمالا على الزيارة بعد تصريحات ترامب الإيجابية، ويخشون من أن يؤدي استمرار الإضراب لاستشهاد أسرى، ما سيحرف الأنظار عن الزيارة".
وأضاف، "مفتاح التوصل لاتفاق مع الأسرى موجود لدى مروان البرغوثي، وليس لدى السلطة الفلسطينية، وأجندة كل طرف مختلفة عن الآخر".
ويزعم غلعاد أردان أن طريقة تعاطيه بحزم مع الإضراب، مدعومة من الأذرع "الأمنية" التي تدير الأزمة. يعلق هرئيل على ذلك قائلاً: "ربما كلام الوزير يتعلق بما سمعه خلال النقاشات التي أُجريت برئاسته، ولكن ثمة آراء أخرى". لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن إدارة سجون الاحتلال تتبنى أيضًا موقف أردان، وتعتبر أن الاستجابة لمطالب الأسرى المضربين، باستثناء المطلب المتعلق بزيارات الأهل، سيُعتبر هزيمة، وسيدفع التنظيمات الأخرى وعلى رأسها حماس لإطلاق إضرابات أخرى.
لكن رغم ذلك، فإن جزءًا من رجال الاستخبارات الاسرائيلية يعربون عن شكوكهم بصحة فرضية أنه لم يكن بالإمكان منع الإضراب قبل انطلاقه، بالتوصل لتفاهمات مع الأسرى، ويعتقدون الآن أنه بالإمكان إنهاء الاضراب عبر حلول وسط تتضمن "تنازلات صورية".
اقرأ/ي أيضًا:
الحرس الرئاسي يطرد أمهات أسرى طلبن لقاء الرئيس
المحررة عطاف عليان والفدائي الذي قتلها عشقًا
فيديو | القسام تُمهل الاحتلال 24 ساعة وتهدده