10-أكتوبر-2024
اقتحام مخيم الفارعة

أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، قنابل الغاز السام باتجاه المواطنين المتواجدين عند حاجز الحمرا العسكري في منطقة الأغوار الشمالية، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق. وبحسب مصادر محلية، أغلقت قوات الاحتلال الحاجز بشكل كامل أمام حركة المواطنين، في حين كثّفت من إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الأهالي الذين كانوا يحاولون العبور. يُذكر أن هذا الحاجز يشهد منذ أكثر من عام تصاعدًا في الإجراءات القمعية التي تمارسها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين.

وفي سياق آخر، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة فجر اليوم الخميس، طالت خمسة شبان فلسطينيين، بينهم الصحفي ماهر هارون، وذلك خلال اقتحامها مدينة البيرة وبلدتي دير إبزيع وكفر نعمة غرب رام الله. واقتحمت قوات الاحتلال مخيم الأمعري في البيرة واعتقلت الصحفي ماهر هارون من منزله، كما اعتقلت الشاب أحمد السوقي خلال مداهمة منزله في حي أم الشرايط. وفي دير إبزيع، اعتقل الجنود الشابين أحمد مصطفى حجير ورائد سمير إبراهيم، وكلاهما يبلغ من العمر 21 عامًا، فيما اعتقلت الشاب صامد عبد العزيز عبدو، 28 عامًا، من كفر نعمة.

اقتحامات في مدن الضفة الغربية، وهجوم متواصل على الحرم الإبراهيمي

وفي محافظة سلفيت، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلين قيد الإنشاء في بلدة الزاوية، تعود ملكيتهما للمواطنين محمود علي سند ووليد ثائر علي سند. وأفادت مصادر محلية بأن جرافات الاحتلال دمرت المنزلين المكونين من طابقين في المنطقة الشرقية من البلدة. تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال كانت قد هدمت الشهر الماضي منزلين آخرين قيد الإنشاء في بلدة الزاوية، حيث تعود ملكيتهما للمواطن جهاد إبراهيم رداد والمواطنة سندس جمال موقدي. ووفقًا لتقرير صادر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، نفذت سلطات الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول\أكتوبر ما مجموعه 689 عملية هدم في مختلف مناطق الضفة الغربية. هذه العمليات شملت تدمير 868 منشأة، من بينها 373 منزلاً مأهولاً، و89 منزلاً غير مأهول، إضافة إلى 241 منشأة زراعية. وتركزت معظم هذه الانتهاكات في محافظة القدس التي شهدت هدم 221 منشأة، تلتها محافظة الخليل بـ204 منشآت، ثم نابلس بـ92 منشأة.

وفي مخيم الفارعة جنوب طوباس، واصلت قوات الاحتلال اقتحامها للمخيم منذ منتصف الليلة الماضية، معززة بتعزيزات عسكرية كبيرة من حاجز الحمرا العسكري. وتخلل الاقتحام انتشارًا مكثفًا للقناصة والقوات الراجلة في أرجاء المخيم، وسط اندلاع مواجهات عنيفة وإطلاق نار وانفجارات متكررة. كما داهم جنود الاحتلال عددًا من منازل المواطنين وشرعوا في عمليات تفتيش واسعة، بينما أطلقوا النار بشكل عشوائي داخل المخيم، مما أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية. وذكرت مصادر محلية أن طائرات الاحتلال نفذت عمليات إنزال جنود في محيط المخيم من الجهتين الشمالية والجنوبية. كما أفادت مصادر من الهلال الأحمر الفلسطيني بأن قوات الاحتلال استهدفت بؤرة الإسعاف التابعة للهلال داخل المخيم، وأطلقت الرصاص الحي على الطواقم الطبية وأجبرتها على مغادرة المكان بعد تهديدهم وإطلاق الرصاص باتجاههم.

وفي محافظة نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال الليلة الماضية المنطقة الشرقية من المدينة، ترافقها عشرات الآليات العسكرية وجرافة، لتأمين اقتحام المستوطنين لمقام يوسف. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أغلقت عدة حواجز عسكرية في محيط المدينة، بما في ذلك حواجز حوارة وعورتا وبيت فوريك، لتسهيل اقتحام المستوطنين. وفي وقت سابق من مساء الأربعاء، استُشهد أربعة شبان فلسطينيين بعد استهداف مركبتهم من قبل وحدة خاصة إسرائيلية في السوق الشرقي بنابلس. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الشهداء هم: عبد الحليم محمد ناصر (43 عامًا)، سليم عز الدين محمود أبو سعدة (41 عامًا)، نعيم محمد راجي عبد الهادي (32 عامًا)، وعصام محمد سليمان صلاج (31 عامًا).

كما شهدت مدينة البيرة اقتحامًا آخر من قبل قوات الاحتلال من مدخلها الشمالي، حيث أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المواطنين ومركباتهم. وأغلقت البوابة الحديدية على الطريق الواصل بين البيرة ومخيم الجلزون. وتزامنًا مع هذه الأحداث، اقتحمت قوة من جيش الاحتلال بلدتي بيرزيت وكوبر شمال رام الله، حيث أطلقت قنابل الصوت والغاز باتجاه المواطنين.

وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الخميس، شابين من بلدة بيت أمر شمال المدينة. وأكدت مصادر محلية أن الشابين المعتقلين هما يوسف أحمد العلامي وإسكندر ناصر أبو ماريا، حيث تم اعتقالهما عقب مداهمة منزليهما وتفتيشهما بشكل همجيّ. وفي وقت لاحق، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة إذنا غرب الخليل، حيث نكّلت بعدد من المواطنين. وانتشر جنود الاحتلال في مختلف أحياء البلدة وأطلقوا الرصاص الحي وقنابل الصوت بشكل كثيف. كما داهموا عدة منازل وعبثوا بمحتوياتها، ونصبوا حواجز عسكرية على الطرق الرئيسية والفرعية، ما أدى إلى تعطيل حركة المواطنين. واعتدت قوات الاحتلال على عدد من المواطنين بالضرب المبرح، ما أسفر عن إصابة بعضهم بجروح ورضوض، في حين منعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من الوصول إليهم، وأطلقت باتجاهها قنابل الغاز السام وقنابل الصوت.

وفي الخليل أيضًا، اقتحم عشرات المستوطنين، مساء الأربعاء، الحرم الإبراهيمي الشريف تحت حماية قوات الاحتلال. وأفاد مدير عام أوقاف الخليل غسان الرجبي أن المستوطنين اقتحموا ساحات وأروقة الحرم وأدوا طقوسًا تلمودية ورقصات صاخبة، بعد أن منعت قوات الاحتلال المواطنين الفلسطينيين من الوصول إلى الحرم. وكان الاحتلال قد قرر إغلاق الحرم بشكل كامل أمام الفلسطينيين اعتبارًا من الأربعاء ولمدة أربعة أيام. واعتبرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية هذا الإجراء سابقة خطيرة تهدف إلى تهويد الحرم الإبراهيمي، مؤكدة أن الحرم إسلامي خالص وسيبقى كذلك، ورفضت كافة الإجراءات التي تستهدف تقويض السيادة الفلسطينية عليه.