14-أكتوبر-2024
معسكر سديه تيمان وأسرى غزة

(The Guardian)

علمت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن مسؤولين من الوكالة الإنسانية الرئيسية في الولايات المتحدة، يحضرون اجتماعات يومية في القاعدة العسكرية الإسرائيلية، في قاعدة سديه تيمان العسكرية، التي يعتقل فيها أسرى غزة.

وبحسب ثلاثة مسؤولين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بدأ مركز الإغاثة الإنسانية الإسرائيلي العمل في القاعدة العسكرية الصحراوية سديه تيمان في 29 تموز/يوليو، بحضور أميركي منتظم. وتتولى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مهمة تسهيل المساعدات الإنسانية العاجلة التي تحتاج إليها غزة .

قالت المصادر، لصحيفة "الغارديان"، إن اثنين من المسؤولين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يسافران إلى سديه تيمان يوميًا لحضور اجتماعات اللجنة المشتركة مع مسؤولين إسرائيليين وأمميين

وتم إنشاء سجن سدي تيمان كمرفق احتجاز مؤقت للأسرى، من غزة بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي. وأكدت جماعات حقوق الإنسان والمعتقلون المفرج عنهم إن الآلاف من الفلسطينيين الذين مروا بهذا المرفق تعرضوا لانتهاكات وتعذيب شديدين، بما في ذلك الاغتصاب والتجويع. وكان "الترا فلسطين"، قد نشر سلسلة من الشهادات تتناول تجارب الاعتقال في سديه تيمان، تكشف عن ظروف اعتقال صعبة.

وفي تموز/يوليو، قامت إسرائيل بتوحيد الآليات المختلفة التي تتولى الموافقة على عمليات الإغاثة في غزة في هيئة واحدة، وهي مجلس التنسيق المشترك. ويقع مقر مجلس التنسيق المشترك في "سديه تيمان" ويتولى تنسيق العمليات اللوجستية مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة وعدد من المنظمات غير الحكومية الدولية.

وقد اطلعت صحيفة "الغارديان"، على وثيقة داخلية تابعة لوكالة المعونة الأميركية تشير إلى "الموقع الحالي لقاعدة جيه سي بي في قاعدة جيش الدفاع الإسرائيلي سدي تيمان"، الواقعة خارج بئر السبع.

وقالت المصادر، التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، لصحيفة "الغارديان" إن اثنين من المسؤولين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يسافران إلى سديه تيمان يوميًا لحضور اجتماعات اللجنة المشتركة مع مسؤولين إسرائيليين وأمميين.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين لصحيفة الغارديان: "لا أستطيع النوم ليلًا وأنا أعلم أن هذا الأمر يحدث. إنه شكل آخر من أشكال التعذيب النفسي لإجبار شخص ما على العمل هناك".

وفي وقت سابق، قال المحامي خالد محاجنة، الذي زار سديه تيمان، وقابل الأسير الصحفي المتعاون مع التلفزيون العربي محمد عرب: "الوضع هناك أكثر فظاعة من أي شيء سمعناه عن أبو غريب وغوانتانامو".

وقال تال شتاينر، المدير التنفيذي للجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل، لصحيفة "الغارديان": "ليس لدينا أي مؤشر على أن الظروف المعيشية في المخيم قد تحسنت بالفعل، حيث لم يتمكن محامونا بعد من الوصول إلى المخيم لتقييم ذلك".

وتشير منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم" إلى أن مركز الاحتجاز "سديه تيمان" هو جزء من شبكة من مراكز الاحتجاز التي انتشر فيها التعذيب على نطاق واسع في العام الماضي.

وتحقق إسرائيل مع 10 جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي كانوا في السجن بتهمة الاغتصاب، بعد نقل أحد السجناء إلى المستشفى في حالة حرجة.

وكانت إسرائيل تنسق العمليات الإنسانية من الموقع 61 في قاعدة حستور الجوية بالقرب من أسدود، شمال غزة. وقبل أسابيع من انتقال العملية إلى سديه تيمان، زارت سامانثا باور، مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، الموقع 61. وقالت: "أعتقد أن ما يحدث في هذه الغرفة مهم للغاية" .

وقال مسؤولون أميركيون لصحيفة "الغارديان"، إن منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، الذي يشرف على القاعدة المشتركة، يعقد اجتماعات يومية في قاعدة سديه تيمان مع ممثلي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والأمم المتحدة.

وتقول المصادر إن نقل مركز العمليات الإنسانية إلى "سديه تيمان" كان سرًا محفوظًا بعناية، وأن وثائق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والمراسلات الداخلية تشير إلى أن الموقع هو بئر السبع.

وتؤكد نشرة حقائق عسكرية إسرائيلية تعزيز مركز التنسيق المشترك في نهاية تموز/يوليو دون تحديد موقعه. وتقول النشرة: "يجتمع الأعضاء كل صباح لمناقشة الأنشطة المخطط لها لهذا اليوم بالتفصيل. وتؤكد هذه الجهود التزام إسرائيل بالعمل في تعاون

وثيق مع الجهات الفاعلة الإنسانية وتحسين الآليات القائمة باستمرار حتى تتمكن الفرق الإنسانية من العمل بشكل فعال، وتصل المساعدات إلى المحتاجين". لكن المسؤولين الذين تحدثوا مع صحيفة "الغارديان"، قالوا إن الجيش الإسرائيلي قوض التنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية على مدار العام الماضي، وأن نقل القاعدة العسكرية المشتركة إلى سديه تيمان يعكس ذلك. وقال أحدهم لصحيفة الغارديان: "يبدو الأمر وكأنه استفزاز".

ووفق "الغارديان": "أثبتت باور، مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، نفسها قبل عقدين من الزمان باعتبارها واحدة من أبرز المدافعين عن السياسة الخارجية الأميركية التي تركز على حقوق الإنسان. ولكن على مدى العام الماضي، تعرضت لانتقادات شديدة من جانب موظفيها بسبب عدم تمكنها من إقناع إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة".