نُشر في صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالة تتناول الانتخابات الأميركية، وفوز الجمهوري دونالد ترامب، وانعكاسه على المنطقة، وتحديدًا على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل حرب غزة، والائتلاف الحكومي المتطرف في إسرائيل.
وقال جوليان بورجر، مراسل صحيفة "الغارديان" للشؤون الدولية: إن "نتيجة الانتخابات الأميركية لها أهمية كبيرة بالنسبة للشرق الأوسط، وهي في المقام الأول فوز لبنيامين نتنياهو، الذي لم يحاول إخفاء تفضيله لفوز ترامب". مضيفًا: "كانت إدارة بايدن قد أرجأت فرض أي ضغوط ذات مغزى على رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى ما بعد الانتخابات، على الرغم من إحباطها المتزايد تجاهه بشأن قضايا متعددة: عرقلة المساعدات إلى غزة، وحملته ضد الأمم المتحدة، وعرقلته لاتفاق الرهائن، ودعم حكومته للمستوطنين العنيفين في الضفة الغربية".
الغارديان: الإدارة القادمة لن تدافع عن الأونروا. فقد قطع ترامب التمويل الأميركي عن الوكالة في عام 2018، ولم يستأنفه بايدن إلا بعد ثلاث سنوات. ومن المحتمل أن تواجه الأمم المتحدة وجهود الإغاثة في المنطقة أزمة تمويل
وأضاف: "لقد ساهم الغضب إزاء القنابل الأميركية المستخدمة لتدمير غزة، في ميشيغان، موطن أكبر تجمع للأميركيين العرب في الولايات المتحدة، وفي أماكن أخرى، في هزيمة كامالا هاريس. والآن، حتى لو كان النفوذ الأميركي الساحق في المنطقة ليُطلق العنان له أخيرًا، فسوف يكون الأوان قد فات لإحداث أي تأثير ذي مغزى".
وذكر بورجر، في رسالة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى الحكومة الإسرائيلية، عن عرقلة المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة. وقد منحت الرسالة إسرائيل مهلة 30 يومًا، لتغيير مسارها أو مواجهة قيود بموجب القانون الأميركي على توريد الأسلحة الأميركية. وتنتهي المهلة النهائية في الثاني عشر من تشرين الثاني/نوفمبر، وأوضح: "عند هذه النقطة قد تقيد الولايات المتحدة تدفق الأسلحة عندما لا يكون هناك أي خطر انتخابي. ولكن في ظل نتيجة الانتخابات الأميركية، لن يكون لها تأثير يذكر على حكومة نتنياهو. ويمكنه ببساطة انتظار تنصيب ترامب في العشرين من كانون الثاني/يناير".
وتابع المقال في تقدير مواقف إدارة ترامب، بالقول: "من المؤكد أن الإدارة القادمة لن تدافع عن الأونروا. فقد قطع ترامب التمويل الأميركي عن الوكالة في عام 2018، ولم يستأنفه بايدن إلا بعد ثلاث سنوات. ومن المحتمل أن تواجه الأمم المتحدة وجهود الإغاثة في المنطقة أزمة تمويل".
وواصل القول: "كما أن عودة ترامب إلى السلطة تزيل حاجزًا كبيرًا أمام سيطرة إسرائيل الكاملة وضمها المحتمل لجزء على الأقل من غزة والضفة الغربية. فقد أظهر الرئيس القادم أنه غير مثقل بثقل القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عندما يتعلق الأمر بالأراضي. فقد اعترفت إدارته بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان في عام 2019".
وحول إدارة ترامب المقبلة، ومن يشغل المناصب المرتبطة في المنطقة، قال: "من غير الواضح من الذي سيقود سياسة الشرق الأوسط في إدارة ترامب الجديدة، ولكن في المجموعة المحيطة بالرئيس المنتخب هناك مؤيدون بارزون لحركة الاستيطان، مثل صهره جاريد كوشنر (الذي تحدث عن إمكانات إقامة العقارات على الواجهة البحرية في غزة) والسفير السابق في إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي قدم طلبًا للحصول على وظيفة جديدة في الإدارة القادمة في شكل كتاب "يمجد حق إسرائيل الملهم من الله في الاستيلاء على الضفة الغربية".
وواصل المقال في هذه الجزئية، قائلًا: "ربما يكون الدعم الذي حصل عليه الجناح المؤيد لضم الأراضي في أقصى اليمين الإسرائيلي هو النتيجة الأكثر أهمية لفوز ترامب في الشرق الأوسط، وذلك بسبب قدرته على إعادة رسم الخريطة".
أمّا عن إسرائيل داخليًا، فقد قال: "عودة ترامب من شأنها أن تعزز موقف نتنياهو في السياسة الداخلية، ومن المرجح أن تعمل على تسريع تحركاته نحو تحويل إسرائيل إلى دولة أقل ليبرالية. ولن يسمع نتنياهو شكاوى من أحد رفاقه الشعبويين في واشنطن بشأن حملته الرامية إلى إضعاف قوة واستقلال القضاء".
أكد مقال جوليان بورجر، على أن سلوك نتنياهو "لن يكون مطلقًا، بالقول: "عودة حليف وثيق إلى المكتب البيضاوي لا تمنح نتنياهو حرية التصرف بالكامل. فعلى النقيض من بايدن، لا يخشى ترامب أن يلحق رئيس الوزراء الإسرائيلي الأذى به سياسيًا في الداخل. وسوف تكون علاقة القوة الجديدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل أكثر انحيازًا، وسوف يكون نفوذ الرئيس الجديد أعظم كثيرًا من نفوذ أسلافه". متابعًا: "لقد أوضح بالفعل في رسالة إلى نتنياهو في ذروة الحملة أنه يريد انتهاء الحرب على غزة بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه، على الرغم من أن ترامب من المرجح أن يقبل نتيجة تميل بشكل كبير لصالح إسرائيل، بما في ذلك السيطرة العسكرية على القطاع".
وحول لبنان، قال: "كما أوضح الرئيس العائد أنه سيرغب في التوصل إلى اتفاق سريع في لبنان، إذا لم يُتَوَصَّل إلى اتفاق خلال الأشهر الأخيرة من ولاية بايدن العرجاء. والأمر الأكثر أهمية هو أن نتنياهو لا يستطيع أن يكون متأكدًا من أن ترامب سيدعم أولويته الاستراتيجية، وهي الحرب لتدمير البرنامج النووي الإيراني. ورغم أن نفور ترامب من الحروب الخارجية يشكل عنصرًا ثابتًا في السياسة الخارجية غير المستقرة التي ينتهجها. إلّا أنّه من ناحية أخرى، ربما لا يعجز نتنياهو عن إقناع الرئيس السابق والمستقبلي بأن قصف إيران قد يوفر انتصارًا سريعًا وسهلًا على نظام تعتقد أجهزة الاستخبارات الأميركية أنه خطط لاغتياله". كما تطرق المقال في الختام إلى إمكانية الدفع باتفاقية التطبيع مع السعودية.