01-يوليو-2024
محمد أبو سلمية مدير مجمع الشفاء الطبي

مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية قبل وبعد الاعتقال

أثار إطلاق قوات الاحتلال صباح اليوم الإثنين، سراح مدير عام مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، وإعادته إلى غزة بعد 8 أشهر من الاعتقال، عاصفة من التصريحات الغاضبة لوزراء الحكومة الإسرائيلية، على رأسهم ايتمار بن غفير الذي طالب بإقالة رئيس جهاز الشاباك.

وزراء إسرائيليون غاضبون بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية وإعادته لغزة، وبن غفير يطالب بإقالة رئيس الشاباك

ونشر الصحافي الإسرائيلي "عميت سيجل" صورًا لمحادثات عدد من الوزراء على مجموعة واتساب خاصّة بالحكومة الإسرائيلية. ويتّضح من التعليقات مدى تذمّر الوزراء من قرار الإفراج عن أبو سلمية.

زوبعة في واتساب!

وذكرت القناة الإسرائيلية 12 أن وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير طالب بإقالة قائد جهاز الشاباك بعد الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الطبي.

وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن بن غفير هاجم في مجموعة الواتساب، الخاصّة بوزراء الحكومة، إطلاق سراح مدير مجمع الشفاء، وقال إنّ "على رئيس الشاباك ترك منصبه والعودة لمنزله"، مضيفًا أنه أي رئيس الشاباك، ويؤآف غالانت وزير الجيش، يفعلان ما يريدانه.

غضب بين وزراء الحكومة الإسرائيلية على إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية
غضب بين وزراء الحكومة الإسرائيلية على إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية

وأضاف بن غفير على نتنياهو إيقاف غالانت ورئيس الشاباك عن اتباع سياسة مستقلة تتعارض مع سياسة الحكومة.

وقالت القناة 14 إن تصريحات الوزراء التي أدانت الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء، جاءت في موجة غضب داخل مجموعة الوزراء على "واتساب".

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن إطلاق سراح مدير مجمع الشفاء مع آخرين اعتقلوا أثناء الحرب في غزة، سببه امتلاء السجون.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مكتب غالانت القول إن الوزير لم يكن على علم بقرار الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء.

من جهته، عارض زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، إطلاق سراح أبو سلمية، وقال إن الإفراج عنه "سقوط أخلاقي وأمني وقيمي".

وعقد مدير مستشفى الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، مؤتمرًا صحفيًا، بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال، وقال إنه يستغرب من حديث أطراف في الحكومة الإسرائيلية عن عدم معرفتهم بخروجه من المعتقل.

وأشار إلى أنه تم اعتقاله من قافلة إنسانية كانت تعمل على نقل الجرحى من مجمع الشفاء عبر معبر نتساريم. وبيّن أن الاحتلال لم يوجّه له أي تهمة رغم محاكمته 3 مرات، ولفت إلى أنه لم يلتق بأي من المحامين، ولم تزرهم أي مؤسسة دولية.

وأضاف أن جميع الأسرى خسروا من أوزانهم ما يصل إلى 30 كيلوغرامًا نتيجة الحرمان من الطعام، إذ إن الأسرى لم يأكلوا سوى رغيف خبز واحد لمدة شهرين.

وتحدّث مدير مستشفى الشفاء عن تعرضه لتعذيب شبه يومي في السجون الإسرائيلية، وقال إن الأسرى يتعرضون لصنوف التعذيب، والاحتلال يتعامل معهم كأنهم جمادات والأطباء كانوا يضربوننا.

واعتبر أن تدمير مجمع الشفاء يعني إنهاء المنظومة الصحية في غزة عن العمل وهو ما يريده الاحتلال.

الطبيب محمد أبو سلمية بعد الإفراج عنه
الطبيب محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء بغزة 

واعتقل الاحتلال الإسرائيلي الطبيب أبو سلمية وعددًا من الكوادر الطبية في تشرين ثان/ نوفمبر الماضي من داخل مجمّع الشفاء الطبي، بعد مزاعم لم تتمكّن "إسرائيل" من إثباتها، تتعلّق باستخدام حماس للمستشفى لأغراض عسكرية.

ومن شأن الإفراج عن الطبيب أبو سلمية تفنيد الأكاذيب الإسرائيلية، وكشف مزيد من تفاصيل الجرائم التي أدت لتدمير المنظومة الصحية، وتسليط الضوء أكثر على أوضاع المعتقلين من غزة.

وتحدّث أبو سلمية بكلمات مقتضبة عقب الإفراج عنه، عن "وضع مأساوي جدًا يتعرّض له الأسرى، ولم يمر على تاريخ الشعب الفلسطيني منذ النكبة إلى الآن". وقال إن هناك كوادر طبية استشهدت في السجون، وأسرى استشهدوا دون أن يحصلوا على حبّة دواء، و"يجب أن يكون هناك كلمة حاسمة للمقاومة والشعوب العربية من أجل حرية الأسرى".

ونقل التلفزيون العربي عن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أن ملف المعتقلين لدى الاحتلال يمثّل عنوانًا للإجرام الذي يمارسه الاحتلال الذي يريد تحسين صورته دوليًا بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء. وأشار إلى أن الاحتلال لا يستطيع إثبات ادعاءاته بحق المنظومة الصحية في قطاع غزة.

وأطلقت قوات الاحتلال صباح اليوم، سراح نحو 55 أسيرًا بعد أشهر من الاعتقال، وذلك عند بوابة موقع كيسوفيم شرق دير البلح، بينهم محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء الطبي.