13-يوليو-2024
الجدار الفاصل

أفادت مصادر صحفية من محافظة طولكرم لـ "الترا فلسطين"، بأن قوات الاحتلال استكملت بناء مقاطع من الجدار الفاصل تمتد بين مناطق ضاحية شويكة شمالي مدينة طولكرم، حتى أقصى قرى شمال طولكرم وصولًا إلى قرية عقابا، آخر قرية تابعة للمدينة وهي محاذية للخط الأخضر.

وأضافت المصادر، أن قوات الاحتلال جرّفت بعض الأراضي الزراعية أمام الجدار، وهدمت منازل ودفيئات زراعية مقامة بالقرب منه، وذلك في المنطقة الملاصقة لمستوطنة "بيت حيفر" الواقعة بالأساس داخل الجدار.

أكدت المصادر، على تراجع كبير في حركة العمال وتجاوزهم للجدار بعد تعزيزه، باستثناء بعض المحاولات

وأضافت المصادر في طولكرم، بأن قوات الاحتلال زودت الجدار بأبراج مراقبة وكاميرات وحساسات، تستشعر أي حركة تمر من فوق الجدار أو قربه.

وأكدت المصادر، على تراجع كبير في حركة العمال وتجاوزهم للجدار بعد تعزيزه، باستثناء بعض المحاولات، التي تتركز في مناطق شمال مدينة طولكرم، وفي مناطق جنوب المدينة فقط، وذلك باستعمال السلالم أو عن طريق فتحات الصرف الصحي تحت الجدار.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تداولت، قبل أيام، مقطع فيديو أظهر عددًا من العمال الفلسطينيين يتجاوزون الجدار الفاصل في منطقة طولكرم، بينما كانوا في طريقهم للعمل إلى الداخل المحتل. 

وفي السياق، قدرت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نحو 40 ألف عامل فلسطيني يعملون في أراضي 48 بدون تصاريح، ويصلون إلى مناطق عملهم بطرق التهريب.

قوات الاحتلال لم تستبدل حتى الآن السياج الفاصل بجدار في قرية جلبون شمال جنين، ولكن هناك عدة تغييرات جرت في معالم المنطقة جغرافيًا

ولطالما اعتبرت مناطق شمال الضفة الغربية، التي لم يكتمل فيها بناء جدار الفصل العنصري من أكثر المناطق "الرخوة" التي يلجأ إليها العمال في سعيهم للوصول إلى مناطق عملهم، إلا أن قوات الاحتلال استكملت بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بناء الجدار، وتعزيزه بطرق عدة.

وبينما تواصل قوات الاحتلال بناء الجدار الفاصل في محافظة طولكرم، فقد عززت من عملياتها العسكرية وتواجدها بمحاذاة الجدار في محافظة جنين، قبل وصول أعمال البناء إليها.

وتقول الصحفية مشاعل أبو الرب من بلدة جلبون شمال مدينة جنين، إن قوات الاحتلال لم تستبدل حتى الآن السياج الفاصل بجدار، ولكن هناك عدة تغييرات جرت في معالم المنطقة جغرافيًا.

هدم منازل المواطنين
هدم الاحتلال منازل المواطنين في قرية جلبون في جنين من أجل تعزيز الجدار الفاصل

وأفادت أبو الرب لـ "الترا فلسطين"، بأن تلك التغييرات تتمثل بهدم الاحتلال بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر منزلين ومنشأتين زراعيتين قرب السياج الفاصل بحجة عدم الترخيص.

وأضافت أبو الرب، أن قوات الاحتلال تواصل منع المزارعين من حصاد أراضيهم الزراعية والوصول إليها في المناطق القريبة من السياج، علمًا أنها تبعد أكثر من 500 متر، بالإضافة إلى مصادرة أي مركبة زراعية تكون بالقرب من السياج.

وبينت أبو الرب، أن ذلك يترافق مع اقتحام القرية بشكل شبه يومي، واتخاذ بعض المنازل والمخازن كثكنة عسكرية ونقاط مراقبة، بالإضافة إلى نصب حواجز عسكرية على مداخل القرية، بالتالي أصبحت القرية مغلقة بشكل تام، لأنها محاطة بثلاث مستوطنات، هي "ميراف" و"جلبوع" و"ملك يشوع". 

وأوردت مصادر محلية لـ "الترا فلسطين"، بأن قوات الاحتلال أقامت في شمال محافظة جنين نقطة عسكرية، وهي عبارة عن خيمة مجهزة بكاميرات مراقبة وسلاح ثقيل، مطلة على جلبون والمنطقة الغربية مع قرى دير أبو ضعيف وبيت قاد وفقوعة.

بدوره، أفاد الأمين العام لاتحاد النقابات العمالية الفلسطينية الجديدة محمد بليدي، وهو من محافظة طولكرم، بأنه في مناطق كاملة قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر لم يكن هناك أيّ جدار فاصل، وإنما كان عبارة عن سياج، وتم بناء جدار جديد ورفعه لعدة أمتار.

عزز الاحتلال من المراقبة على الجدار الفاصل في منطقة جلبون
عزز الاحتلال من المراقبة على الجدار الفاصل في منطقة جلبون

وعلى سبيل المثال، بحسب بليدي، في منطقة جبارة قرب مكب النفايات كان هناك جدار بطول متر وفوقه سياج، ويستخدم لتهريب العمال في تلك المنطقة، ولكن اليوم أصبح هناك جدار أعلى عُمِل عليه بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وأضاف بليدي، أن لا أحد يستطيع تجاوز الجدار بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، فالجنود ينتشرون على الطرف الآخر، ولديهم تعليمات في إطلاق النار مباشرة.

ونوه بليدي، إلى أن "إسرائيل تريد زيادة خنق العمال الفلسطينيين على نحو خاص والفلسطينيين بشكل عام، حتى تصل بهم إلى حالة انعدام الخيارات، والموافقة على أي صفقة أو حلّ سياسي يُطرح عليهم، فالأمر لا يختلف عن الضغط المتعلق بالمقاصة".

وقال إن العمال النظاميين الذين كانوا يتقاضون رواتبهم من خلال قسيمة راتب رسمية، كانوا يستقدمون بشكل شهري على الضفة الغربية نحو مليار ونصف شيكل، وفق ما ذكر بليدي.

وأضاف، أن مناطق الشمال في طولكرم وجنين هي الأسوأ والأكثر تضررًا بفعل إغلاقات الاحتلال على العمال، حيث إنه في طولكرم كان هناك 7 آلاف عامل معهم تصاريح، كلهم توقفوا عن العمل.

وأكد أن التهريب أصبح صعبًا وخطرًا جدًا، وقوات الاحتلال تعمل يوميًا على تعزيز الجدار، حيث إنه في أكثر من مكان هناك كاميرات ومجسات كهرباء تستشعر الحركة، وتعطي إشارة إلى جنود الاحتلال.