21-يوليو-2024
الصرف الصحي في غزة

وترجع المخاوف من وجود فيروس شلل الأطفال في الصرف الصحي إلى اختلاطها بالمياه الجوفية

أكد حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، أن جميع عوامل تفشي فيروس شلل الأطفال متوفرةٌ في شمال قطاع غزة، وهذا ينذر بكارثة صحية، خاصة مع انعدام الطعومات لهذا الفيروس.

وجاء تحذير أبو صفية، يوم الأحد، تأكيدًا لتحذير أطلقته منظمة الصحة العالمية بأن الظروف في غزة تخلق البيئة المثالية لانتشار أمراض مثل شلل الأطفال.

ترجع المخاوف من وجود الفيروس في الصرف الصحي إلى اختلاطها بالمياه الجوفية، وتجمعها وجريانها بين خيام النازحين وفي أماكن تواجد السكان على امتداد قطاع غزة

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، إن "من المهم ملاحظة أن فيروس شلل الأطفال قد تم عزله من البيئة فقط في هذا الوقت، ولم يتم الكشف عن أي حالات شلل مرتبطة به".

وأفاد ليندماير أن منظمة الصحة العالمية تعمل مع وزارة الصحة ومنظمة "اليونيسف" ووكالة "أونروا" لإجراء تقييم للمخاطر لتحديد نطاق انتشار فيروس شلل الأطفال والاستجابات المناسبة اللازمة لوقف أي انتشار آخر، بما في ذلك حملات التطعيم السريعة.

يأتي ذلك بعد أيام من إعلان وزارة الصحة أنه تم إجراء فحوصات لعينات من الصرف الصحي بالتنسيق مع اليونسيف، وأظهرت النتائج  وجود الفيروس المسبب لشلل الأطفال.

وترجع المخاوف من وجود الفيروس في الصرف الصحي إلى اختلاطها بالمياه الجوفية، وتجمعها وجريانها بين خيام النازحين وفي أماكن تواجد السكان على امتداد قطاع غزة، نتيجة تدمير البنية التحتية.

وأكدت وزارة الصحة، أن رصد الفيروس المتسبب لشلل الأطفال في مياه الصرف الصحي ينذر بكارثة صحية حقيقية، ويعرض آلاف السكان لخطر الإصابة بشلل الأطفال.

ما هو فيروس شلل الأطفال؟

بالدرجة الأولى، يصيب فيروس شلل الأطفال دون سنّ الخامسة، غير أنّه من الممكن أن يصيب أيّ شخص غير ملقّح ضدّه بصرف النظر عن سنّه.

ويوضح أستاذ الأحياء الدقيقة في الجامعة الإسلامية، عبد الرؤوف علي المناعمة، أن فيروس شلل الأطفال ينتمي إلى عائلة بيكورنا فيروس، ولفصيلة الفيروسات المعوية، ويتميز بقدرته على البقاء فعالاً لفترات طويلة في البيئة.

وبين عبد الرؤوف المناعمة، أن فيروس شلل الأطفال ينتقل عبر تناول الطعام أو الشراب الملوث بالفيروس الذي يكون في براز المصابين، "وهنا تكمن أهمية خبر اكتشاف الفيروس في عينات المجاري التي تُفحص بشكل روتيني" وفق قوله.

وقال المناعمة، إن الإنسان هو العائل الوحيد لفيروس شلل الأطفال، وتكون فترة الحضانة له من 10 إلى 14 يومًا، إلا أن المصاب بالمرض قد يفرز الفيروس في البراز لعدة أشهر.

وأضاف عبد الرؤوف المناعمة، أن أعراض فيروس شلل الأطفال تظهر في أكثر من شكل، مثل الصداع والغثيان والقيء والاحتقان في الحلق، أو في شكل التهاب السحايا الفيروسي، وتشمل الحمى والصداع وتصلب الرقبة، وقد تسبب شللاً ارتخائيًا دائمًا، وفي بعض الحالات شللاً في الجهاز التنفسي.

وتابع، أن حوالي 1% فقط ممن يصابون بفيروس شلل الأطفال تظهر عليهم أعراض المرض، وليس كل من يظهر عليه الأعراض يصاب بالشلل، لكنه استدرك بأن فيروس شلل الأطفال كان من الأمراض التي يخشاها البشر في السابق، لأن نسبة من المصابين به يصابون بشلل دائم.

حوالي 1% فقط ممن يصابون بفيروس شلل الأطفال تظهر عليهم أعراض المرض، وليس كل من يظهر عليه الأعراض يصاب بالشلل

وأوضح عبد الرؤوف المناعمة، أن تشخيص المرض يتم سريريًا، ويُؤكَّد من خلال التشخيص المخبري من خلال عزل الفيروسات من عينات من الحلق والبراز وسائل النخاع الشوكي.

ويقتصر علاج فيروس شلل الأطفال على أعراضه، إذ لا يوجد علاج متخصص، وفي حال الإصابة بالشلل يتم توظيف العلاج الطبيعي لإعادة تأهيل العضلات التى تأثرت.

وأكد عبد الرؤوف المناعمة، أن اللقاح هو الوسيلة الأنجح في الوقاية من فيروس شلل الأطفال، مبينًا أن هناك نوعين من اللقاح، الأول عن طريق الفم، والثاني عن طريق الحقن، وقد تم توفير اللقاحين في قطاع غزة بتغطية كاملة من وزارة الصحة قبل الحرب الإسرائيلية، ومنذ أكثر من 25 عامًا لم تسجل أي إصابة بهذا الفيروس في القطاع.

أما الآن، يُضيف المناعمة، فإن احتمالية الإصابة بفيروس شلل الأطفال وانتشاره في قطاع غزة تتزايد، نتيجة ندرة مياه الشرب وتسرب المياه العادمة للطرقات.

ومن أجل الوقاية قدر الإمكان، ينصح عبد الرؤوف المناعمة بالتخلص الآمن من المياه العادمة، والحصول على مياه شرب آمنة، وفي حال عدم توفر مصدر موثوق يتم غلي الماء المستخدم للشرب.

وأشار المناعمة إلى أن الحجر الصحي غير فعال في الوقاية من الفيروس، بسبب أن المرضى يفرزون الفيروس قبل ظهور الأعراض.

إسرائيل خائفة على جنودها

وأعلن جيش الاحتلال، يوم الأحد، أنه بدأ بتطعيم قواته العاملة في بعض مناطق قطاع غزة ضد شلل الأطفال، "للحفاظ على صحة الجنود والمواطنين الإسرائيليين".

وقال الجيش في بيان له، إنه اتخذ قرار التطعيم "بعدما أخذ عينات للفحص في مناطق متفرقة تم العثور فيها على آثار لفيروس شلل الأطفال المعدي من خلال الشرب أو ملامسة الفم للمياه المتأثرة".

وأضاف، أن حملة التطعيم تشمل القوات النظامية والاحتياط، لكنها ليست إلزامية في حال أن الجنود رفضوا الحصول على اللقاح.

وزعم جيش الاحتلال أنه يعمل مع المنظمات الدولية لإحضار اللقاحات لسكان القطاع.

ودعت وزارة الصحة إلى وقف العدوان الاسرائيلي فورًا، وتوفير المياه الصالحة للاستخدام، وإصلاح خطوط الصرف الصحي، وإنهاء تكدس السكان في أماكن النزوح، من أجل الحد من تفشي فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة.