20-أغسطس-2024
الاحتلال يستعيد جثامين 6 أسرى

من موقع العثور على جثث الأسرى الإسرائيليين

تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن خمسة على الأقل من الأسرى الستة الذين استُعيدت جثثهم الليلة الماضية من خانيونس في جنوب قطاع غزة، قد لقوا حتفهم اختناقًا أثناء احتجازهم في نفق، نتيجة لهجوم نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي.

واستعاد جنود الاحتلال جثث ستة من الأسرى الإسرائيليين الذين كانوا محتجزين لدى حركة حماس في منطقة خانيونس بقطاع غزة، وذلك خلال عمليّة عسكريّة معقدة نفذتها فرقة 98 قبل أيام. ويُعتقد أن هؤلاء الأسرى لقوا حتفهم اختناقًا داخل نفق كانوا محتجزين فيه، نتيجة تسرب غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حريق اندلع بالقرب من النفق خلال غارة إسرائيلية استهدفت موقعًا قريبًا لحماس قبل نحو ستة أشهر. 

"يديعوت أحرنوت": العملية قد تطلبت جهودًا عسكريّة كبيرة في ظل غياب معلومات استخباراتية دقيقة حول موقع النفق

ووفقًا للتقديرات العسكريّة الإسرائيليّة، فإن النفق الذي احتُجز فيه الأسرى لم يكن هدفًا مباشرًا للهجوم الإسرائيلي، إلا أن الحريق الذي نشب في الموقع المجاور أدى إلى انبعاث كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، مما تسبب في وفاة الأسرى واستشهاد عناصر حماس الذين كانوا يرافقونهم في النفق. 

وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه لا يزال يحقق في تفاصيل الحادث للوقوف على ملابساته الكاملة، حيث يخضع الأمر لمزيد من التدقيق في معهد الطب الشرعي بأبو كبير.

وكانت العملية قد بدأت بعد ورود معلومات استخباراتية تشير إلى وجود جثث الأسرى في منطقة خانيونس. وقادت العملية وحدة من فرقة 98، التي تتألف من فرق قتالية متعددة، تحت قيادة العميد عمي بيتون، قائد لواء المظليين. 

وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن العملية قد تطلبت جهودًا عسكريّة كبيرة في ظل غياب معلومات استخباراتية دقيقة حول موقع النفق. وباستخدام تقنيات حديثة طورها سلاح الهندسة الإسرائيلي، تمكنت وحدة يهلوم المتخصصة من تحديد موقع النفق، حيث كان مدخله على عمق 10 أمتار تحت سطح الأرض. 

وتم العثور على جثث الأسرى الإسرائيليين في ثلاثة ممرات تحت الأرض متصلة بالنفق الرئيسي، إلى جانب جثث عدد من مقاومي حماس الذين كانوا مسلّحين ببنادق كلاشنيكوف. 

قال المتحدث باسم جيش الاحتلال "لن نتمكن من إعادة جميع أسرانا من غزة عبر عمليات عسكرية"

وتشير التقديرات العسكريّة، بحسب الصحيفة، إلى أن هؤلاء العناصر كانوا مكلّفين بحراسة الأسرى لكنهم قضوا نتيجة ظروف الاحتجاز القاسية تحت الأرض لفترات طويلة.

كما أوضح الجيش أن العملية جرت في منطقة كانت فرقة 98 قد نفذّت فيها عمليات سابقة خلال شهر آذار\مارس الماضي، حيث واجهت الفرقة تحديات كبيرة في تحديد مواقع الأنفاق بسبب تعقيد شبكة الأنفاق في قطاع غزة. 

وفي إطار عملية استعادة الجثث، تم نشر قوات كبيرة من فرقة المظليين، إلى جانب فرق متخصصة من وحدة يهلوم وسلاح الهندسة. وقادت سريّة المظليين التقدم في المنطقة، بينما عملت قوات الدبابات والهندسة على تأمين الغطاء الأرضي وفرق يهلوم على تأمين الأنفاق تحت الأرض. 

في نهاية العملية، تم نقل جثث الأسرى الإسرائيليين إلى معهد الطب الشرعي لتحديد هوياتهم بشكل قاطع، حيث تم التأكيد على وفاة أبرهام موندير في الأسر، والذي كان مصيره مجهولًا حتى اللحظة. وبالرغم من استعادة جثث ستة أسرى، لا يزال هناك 109 أسرى آخرين محتجزين لدى حماس. 

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرّح خلال لقائه مع ممثلي منتدى "هاجافورا" ومنتدى "تكفا" في مكتبه بالقدس، اليوم الثلاثاء، بأن إسرائيل تعمل بكل قوتها على تفكيك سلطة حماس والقضاء على قدراتها العسكرية. وأكد نتنياهو أن هذا العمل يتقدم بشكل ملحوظ، وادعى أن جيش الاحتلال يقترب خطوة بخطوة من تحقيق النصر الكامل على حركة حماس.

وأضاف نتنياهو أن الحكومة الإسرائيلية تبذل جهودًا موازية لإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، مع السعي لتحقيق هذا الهدف في إطار صفقة تتيح إطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى في المرحلة الأولى منها. وأوضح رئيس الوزراء أن هذا الهدف يأتي مع الحفاظ على المصالح الأمنية الاستراتيجية لإسرائيل، في ظل ما وصفه بالضغوط الكبيرة التي تواجهها من الداخل والخارج.

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال "لن نتمكن من إعادة جميع أسرانا من غزة عبر عمليات عسكرية".

عبر أهالي الأسرى الإسرائيليين ردًا على تصريحات نتنياهو، عن "خيبة أملهم العميقة من موقفه"

فيما قالت هيئة البث الرسمية عن مصادر في طاقم المفاوضات إن تصريحات نتنياهو السابقة عن عدم الانسحاب من محوري فيلادلفيا ونيتساريم هدفها تفجير المفاوضات. 

وردّ أهالي الأسرى الإسرائيليين على تصريحات نتنياهو، معبّرين عن "خيبة أملهم العميقة من موقفه". وأكدوا أن كلام نتنياهو يمثل في الواقع تراجعًا عن إتمام صفقة تحرير الأسرى، مشيرين إلى أن التخلي عنهم يعني تعريض حياتهم للخطر في الأسر. 

وأوضحوا أن الأسرى لا يعانون فقط، بل يفقدون حياتهم أيضًا. واعتبروا أن الصمود الذي يؤدي إلى استمرار موت الأسرى لا يحمل أملاً ولا بطولة. كما أكدوا أن الحكومة الإسرائيلية قد تخلت عن الأسرى بتاريخ 7 أكتوبر، والآن يبدو أنها تتخلى عنهم نهائيًا.

وأعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين عبر منصة "إكس" عن موقفها بأن إسرائيل تحمل التزامًا أخلاقيًا بإعادة جميع القتلى إلى "دفن كريم والعمل على إعادة جميع الأسرى الأحياء إلى وطنهم لإعادة تأهيلهم". وأكدت العائلات أن الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي من خلال التوصل إلى اتفاق، مشددة على ضرورة أن تبذل الحكومة الإسرائيلية، بالتعاون مع الوسطاء، كل جهد ممكن لإبرام صفقة تبادل الأسرى المطروحة حاليًا.

وفي حديث لها، نقلت والدة أحد المحتجزين الإسرائيليين عن رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، ديفيد برنيع، قوله إنه في ظل الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، من الصعب التوصل إلى اتفاق. وقالت عيناف تسانغاوكر، والدة الجندي ماتان، لصحيفة "يسرائيل هيوم" إن برنيع أخبرها بأن التركيبة السياسية للحكومة الحالية تعيق إمكانية التوصل إلى حل.

وقالت صحيفة "هآرتس" عن الجيش الإسرائيلي: "من المحتمل أن غارات سلاح الجو أدّت إلى مقتل جزء من المختطفين الذين انتشلوا الليلة الماضية"، وأضاف جيش الاحتلال: "قواتنا عملت في آذار/مارس الماضي قرب النفق الذي عثر فيه على المختطفين".