30-يوليو-2024
فوضى وتمرد في بيت ليد

جانب من الاحتجاج الإسرائيلي في بيت ليد

أعلنت شرطة الاحتلال انتهاء جلسات المحكمة العسكرية التي كانت تحقق في اتهامات جنود بالاعتداء الجنسي على أسير فلسطيني في معسكر سديه تيمان، في ظل استمرار التوتر الأمني والعسكري حول قاعدة بيت ليد وسط محاولات المحتجين لاقتحامها.

وشهدت قاعدة بيت ليد حالة من الفوضى منذ ساعات مساء أمس الإثنين، بعد أن اقتحم عشرات المتظاهرين اليمينيين، بينهم جنود ملثمون، المحكمة العسكرية احتجاجًا على اعتقال الجنود المتهمين بالاعتداء. ولم يتم الإعلان بعد عن قرار المحكمة بشأن الجنود، فيما تطوق قوات جيش الاحتلال المكان.

احتجاجات على التحقيق مع جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد اعتداء جنسي نفذ بحق أحد أسرى قطاع غزة

وكانت الشرطة العسكرية الإسرائيلية قد وصلت إلى معسكر سديه تيمان، بعد إعلان المتحدث العسكري الإسرائيلي، فتح تحقيق في الاشتباه بتعذيب أسير غزّي بشكل خطير. وتم إيقاف 9 من أصل 10 جنود مشتبه بهم في انتهاكات جنسية ضد معتقل فلسطيني.

واندلعت صدامات بين الشرطة العسكرية ووحدة من جنود الاحتياط الذين حاولوا منع توقيف الجنود المشتبه بهم للتحقيق.

وكشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أمس الإثنين، أن الجيش يجري تحقيقات جنائية في 48 حالة استشهاد لفلسطينيين، معظمهم أسرى من غزة، استشهد 36 منهم في معسكر سديه تيمان.

وفي تطور جديد، استدعى الجيش جنودًا من الضفة الغربية ومن إجازاتهم للانتشار قرب معسكر بيت ليد، استعدادًا لاحتمال التصعيد.

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن الجيش يدعم جنوده النظاميين والاحتياط، مؤكدًا وجوده في بيت ليد لضمان عدم حدوث تصعيد خطير، واصفًا محاولات اقتحام المعسكرات بأنها تصرفات خطيرة وغير قانونية.

وعلّق هاليفي اجتماعًا عملياتيًا بشأن الجبهة الشمالية للتوجه إلى بيت ليد، وأجرى تقييمًا أمنيًا مع قادة الشرطة وقادة آخرين بشأن الوضع هناك.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الفوضى عمّت المكان بعد اقتحام نشطاء يمينيين للمحكمة العسكرية في بيت ليد، وبثت مقاطع فيديو تظهر المحتجين يتدافعون بالأيدي مع عناصر الشرطة العسكرية.

ونشرت هيئة البث الإسرائيلية فيديو يظهر عشرات المحتجين يحاولون اقتحام بوابة حديدية داخل المحكمة حيث يُحتجز الجنود المتهمون بالاعتداء الجنسي.

وأفادت هآرتس بأن حوالي 200 ناشط يميني اقتحموا المحكمة العسكرية في بيت ليد حيث تم نقل جنود الاحتياط التسعة الذين تم احتجازهم لاستجوابهم بشبهة إساءة معاملة معتقل فلسطيني في سديه تيمان.

وكان بين المتظاهرين جنود ملثمون ومسلحون يرتدون شعار "القوة 100"، وهي الوحدة المسؤولة عن حراسة المعتقلين في سديه تيمان، بالإضافة إلى عدد من أعضاء الكنيست.

شهدت الأشهر الأخيرة تزايد التقارير التي تدين الاعتداءات على الأسرى الفلسطينيين من غزة في سديه تيمان، فيما تدعي السلطات الإسرائيلية فتح تحقيقات دون نتائج ملموسة.

وتنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في التماس قدمته مؤسسات حقوقية لإغلاق سجن سديه تيمان بسبب التعذيب والاعتداءات الجنسية والإهمال الطبي الممنهج ضد المعتقلين الفلسطينيين.

وعلّق زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد على الأحداث، قائلًا: "إننا اليوم لسنا على حافة الهاوية، بل نحن في الهاوية"، محذرًا من خطورة ما يجري على وجود إسرائيل.

وقال رئيس حزب العمل الإسرائيلي، إن الشرطة يجب أن تتدخل فورًا، منتقدًا وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.

وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأن هناك غضبًا واسعًا في الجيش تجاه قادة الشرطة لعدم تعاملهم مع المحتجين.

دافع وزراء ومسؤولون عن الجنود المعتدين، بمن فيهم وزير الطاقة إيلي كوهين ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذين انتقدوا عملية اعتقال الجنود.