الترا فلسطين| فريق التحرير
أكّدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الخميس، استشهاد الأسير المصاب بالسرطان عاصف عبد المعطي محمد الرفاعي، 22 عامًا، من بلدة كفر عين في رام الله، وذلك بعد نقله من عيادة سجن الرملة إلى مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيليّ.
وقالت الهيئة إنّ الأسير اعتقل في تاريخ 24 سبتمبر 2022، وذلك رغم إصابته بالسرطان، وهو الاعتقال الرابع له منذ أن كان طفلًا، وكان قد أصيب برصاص الاحتلال عدة مرات، كما هدده الاحتلال بالتصفية قبل اعتقاله.
حرم الاحتلال الأسير من العلاج لفترة طويلة واحتجزه في سجن عوفر
وحرَمه الاحتلال قبل اعتقاله من الحصول على تصريح للعلاج في القدس، كما ماطل بحقّه في نقله للمستشفى أثناء اعتقاله وإجراء الفحوص اللازمة له، وتزويده بالعلاج، واستمرت المماطلة لمدة سبعة شهور من تاريخ اعتقاله، حيث احتجز لمدة في سجن عوفر ثم جرى نقله إلى عيادة سجن الرملة.
وأكدت الهيئة أنّ التدهور المتسارع في وضع الأسير الرفاعي ارتبط بشكل أساس بالمماطلة في تزويده بالعلاج، الأمر الذي أدى إلى انتشار المرض في أجزاء عدة من جسده، بحسب التقارير الطبية.
وتمكّنت عائلة الشهيد من زيارته للمرة الأخيرة في شهر أيلول من العام المنصرم، أي قبل العدوان بفترة وجيزة، وكان آخر اتصال عبر الهاتف العمومي في سجن الرملة مع عائلته قبل العدوان بثلاثة أيام.
وبحسب محمد الرفاعي، ابن خالة الشهيد عاصف، فإن الشهيد شُخص قبل فترة من اعتقاله بمرض سرطان الأمعاء، وأضاف لـ"الترا فلسطين" أنه بدأ رحلة العلاج قبل اعتقاله وتحسنت صحته، وبحسب التقارير الطبية كانت نسبة الشفاء عالية جدًا حينها.
لم يتم نقل الشهيد إلى المستشفى سوى عند إحساسه بالألم ومن ثم يعود إلى غرف الأسر
وأكد أنه كان من المفترض أن يجري عملية أخيرة قبل الشفاء التام، إلا أن الاحتلال اعتقله، ولم يستجب لطلبات الصليب ومؤسسات الأسرى بإجراء العملية أثناء أسره.
وتابع، أنه كان يُنقل لسجن الرملة فقط عند إحساسه بالألم، وفي إحدى المرات منها مكث لعدة أيام في العيادة قبل أن يعود للسجن.
وبحسب الرفاعي فقد تحرر بالأمس من السجن ابن شقيقه صالح، وكان مع عاصف بنفس الغرفة، وأبلغه أنه لم يتم نقل عاصف للمستشفى خلال الفترة الأخيرة إلا بعد تدهور صحته وشعوره بالألم، ومن ثم من يعود للسجن وتتكرر الحالة.
وأضاف، أن المحامي تمكن مرة واحدة فقط من زيارته خلال الحرب، وكان التواصل مقطوعًا بشكل كامل مع الأهل.
وحول موقف العائلة، قال الرفاعي إن هذه الضريبة التي تقدم لأجل الوطن وتحتسبه العائلة شهيدًا عند الله، ومهما فعل الاحتلال لن يكسرهم.
ولدى التواصل مع الأسير المحرر صالح الرفاعي، قال لـ"الترا فلسطين"، إن الاحتلال تعامل مع عاصف في سجن عوفر مثل أي أسير آخر، فتعرض للضرب والقمع رغم مرضه.
وتابع، أنه قبل الحرب الإنجاز الوحيد الذي تمكن الأسرى من تحقيقه لعاصف، هو ألا يتم ربطه بالسرير عند النقل للرملة، أما بعد الحرب فاختلف الأمر
ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر إلى 11 شهيدًا
وأشارت الهيئة إلى أن الأسير عاصف الرفاعي هو واحد من بين مئات الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، الذين يواجهون جرائم طبيّة، تضاعفت بشكل غير مسبوق بعد السابع من أكتوبر، وحمّلت الهيئة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاده، وعن مصير كافة الأسرى المرضى، وإلى جانبهم العشرات من الجرحى والمصابين الذين تعرضوا لإصابات جرّاء عمليات التعذيب والتنكيل بعد السابع من أكتوبر.
وارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر إلى 11 شهيدًا، وهم: (عمر دراغمة من طوباس، وعرفات حمدان من رام الله، وماجد زقول من غزة، وشهيد رابع لم تعرف هويته، وعبد الرحمن مرعي من سلفيت، وثائر أبو عصب من قلقيلية، وعبد الرحمن البحش من نابلس، ومحمد الصبار من الخليل، والأسير خالد الشاويش من طوباس، والمعتقل عز الدين البنا من غزة، بالإضافة إلى عاصف الرفاعي)، إضافة إلى الجريح المعتقل محمد أبو سنينة من القدس الذي استشهد في مستشفى هداسا بعد إصابته واعتقاله بيوم.
كما كشف إعلام الاحتلال عن معطيات أشارت إلى استشهاد معتقلين آخرين من غزة في معسكر "سديه تيمان" في بئر السبع، فيما يرفض الاحتلال تقديم أي معلومات بشأن هذا.
وبهذا يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 248 منذ عام 1967، هذا إلى الجانب العديد من الأسرى المحررين الذين استشهدوا بعد فترة وجيزة من الإفراج عنهم نتيجة لأمراض أصيبوا فيها في سجون الاحتلال.