قالت وزارة الخارجية الأميركية، يوم الخميس، إن الولايات المتحدة أجرت محادثات مع إسرائيل خلال الأسبوع الماضي بشأن تأسيس أول اجتماع لقناة من واشنطن لإثارة ومناقشة حوادث إلحاق الضرر بالمدنيين في غزة. ولم يعقد الاجتماع الأول بعد، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، قال للصحفيين إن الولايات المتحدة تأمل عقده خلال الأسبوع المقبل.
قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، يوم الجمعة، إن نحو 70 في المئة من الضحايا الذين تحقق منهم في حرب غزة كانوا من النساء والأطفال
واقترحت الولايات المتحدة قناة جديدة "لإثارة ومناقشة حوادث إلحاق الضرر بالمدنيين" مع إسرائيل في رسالة أرسلها وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن الشهر الماضي، والتي أعطت إسرائيل شهرًا لاتخاذ خطوات لتحسين الوضع الإنساني في غزة أو مواجهة قيود محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية.
وزعم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، يوم الخميس، إن إسرائيل حققت بعض التقدم في إدخال المساعدات إلى غزة، لكن هناك حاجة إلى بذل المزيد. وقالت الولايات المتحدة لإسرائيل في رسالة الشهر الماضي، إنها يجب أن تتخذ خطوات خلال الشهر المقبل لتحسين الوضع الإنساني في غزة، أو تواجه قيودًا محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية. وفي حين لم يعلق أوستن بشكل محدد على الرسالة، إلا أنه قال: "لقد حققوا بعض التقدم... ولكن هناك حاجة إلى بذل المزيد".
وفي الشهر الماضي، كتب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وأوستن إلى مسؤولين إسرائيليين يطالبان باتخاذ تدابير ملموسة لمعالجة الوضع المتدهور في القطاع الفلسطيني. وجاء في الرسالة أن عدم القيام بذلك قد يؤثر على السياسة الأميركية. وحددت الرسالة خطوات محددة يجب على إسرائيل اتخاذها خلال 30 يومًا، بما في ذلك السماح بدخول ما لا يقل عن 350 شاحنة إلى غزة يوميًا، وفرض فترات توقف في القتال للسماح بتسليم المساعدات، وإلغاء أوامر الإخلاء للمدنيين الفلسطينيين عندما لا تكون هناك حاجة عملياتية.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الجمعة، إنه يخطط لإعادة فتح معبر كيسوفيم إلى وسط قطاع غزة لزيادة تدفق المساعدات إلى الطرف الجنوبي من قطاع غزة. وتأتي هذه الخطوة وسط ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة، حيث حذرت وكالات الإغاثة من أزمة إنسانية متفاقمة في شمال القطاع، حيث تنفذ القوات الإسرائيلية عملية كبيرة منذ أكثر من شهر.
وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين إن سكان غزة أصبحوا "على حافة الانهيار"، حيث تعاني الأسر والأرامل والأطفال من "معاناة لا مثيل لها تقريبا". وزار يان إيجلاند غزة هذا الأسبوع، ووجد "مشاهد من اليأس المطلق"، حيث تمزقت الأسر، ولم يعد بوسعها دفن أقاربها الذين لقوا حتفهم. وقال إن إسرائيل، بالأسلحة التي زودتها بها الدول الغربية، "حولت المنطقة المكتظة بالسكان إلى منطقة غير صالحة للسكن".
وأضاف أن "هذا ليس بأي حال من الأحوال ردًا قانونيًا، ولا عملية مستهدفة للدفاع عن النفس لتفكيك الجماعات المسلحة، أو حربا تتفق مع القانون الإنساني". وتابع أن "الأسر والأرامل والأطفال الذين تحدثت إليهم يعانون من معاناة لا مثيل لها في أي مكان آخر في التاريخ الحديث. ولا يوجد أي مبرر ممكن لاستمرار الحرب والدمار".
وقال إيجلاند، وهو ناشط إنساني ووزير خارجية ودبلوماسي سابق في النرويج، إنه شهد "التأثير الكارثي لتدفقات المساعدات المخنوقة"، مضيفًا أن الناس ظلوا أيامًا دون طعام، ولم يكن من الممكن العثور على مياه الشرب في أي مكان. موضحًا "لم يمر أسبوع واحد منذ بدء هذه الحرب حيث تم تسليم مساعدات كافية إلى غزة".
قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، يوم الجمعة، إن نحو 70 في المئة من الضحايا الذين تحقق منهم في حرب غزة كانوا من النساء والأطفال، وأدان ما وصفه بانتهاك منهجي للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي.
وأضاف مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في بيان مرفق بالتقرير المكون من 32 صفحة إن هذا الاستنتاج يشير إلى "انتهاك منهجي للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك التمييز والتناسب".
قالت تيرانا حسن، المديرة التنفيذية لمنظمة هيومن رايتس ووتش، إن دولًا مثل الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا يمكن أن تؤثر على تصرفات إسرائيل، ويجب عليها أن تفعل ذلك من خلال إنهاء مبيعات الأسلحة. وأضافت في مقابلة مع "رويترز": "إذا استمر الدعم العسكري للقوات الإسرائيلية، وإذا علمت (الحكومات الغربية) أن هذه الأسلحة تستخدم في ارتكاب جرائم حرب، فإن هذا يجب أن يكون كافيًا لوقف مبيعات الأسلحة ونقلها".