شرعت آلياتُ الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الأربعاء، بهدمِ منزلٍ لعائلةٍ فلسطينيةٍ من أهالي 48 في قريةِ أمّ بطين في النقب.
وأظهرت مشاهد فيديو، اقتحام قوةٍ كبيرةٍ من عناصر شرطة الاحتلال و"حرس الحدود" قريةَ أمِّ بطين في النقب، فيما اعتصم الأهالي فوق سطح المنزل وأشعلوا الإطارات المطاطية، في محاولةٍ للتصدي لعملية الهدم.
رئيسُ المجلسِ الإقليمي للقرى غيرِ المعترف بها في النقب عطية الأعسم: عملياتِ الهدمِ في النقبِ تجري ليس بسببِ عدمِ ترخيص البيوت، وإنما هي عمليات انتقامٍ
في السياقِ، قال رئيسُ المجلسِ الإقليمي للقرى غيرِ المعترف بها في النقب عطيةُ الأعسم إنَّ قوةً كبيرةً داهمت القريةَ لهدم المنزل، فاعتصم الأهالي داخل المنزل، إلا أنَّ قوات الاحتلال أغلقت المنطقة ومنعت الوصول إليها، ومن ثم أحضرت تعزيزات، وسيطروا على المعتصمين، وفي نهاية المطاف شرعوا بعملية الهدم.
وأوضحَ الأعسم لـ"الترا فلسطين"، أنَّ المنزلَ يعود لعائلةِ "أبو كف" وبُنيَ منذ فترة طويلة، والهدمُ يجري في قريةٍ معترف بها وليس غيرَ معترف بها، وسلطات الاحتلال تريدُ الهدم بالرغمِ من وجود اتفاق أولي على بناء المنزل، وهو مبنيٌ من الحجرِ وليس بناءً مؤقتًا أو من الصفيحِ.
الشرطة الإسرائيلية تقتحم قرية أم بطين في النقب المحتل لتدمير منزل في سعيها لتهجير أهل القرية، بينما يقوم الأهالي بالتصدي لقوات الاحتلال ويصعدون على المنزل المهدد وهناك مواجهات مع الشرطة .
واحدة من أهداف إسرائيل في حرب غزة هي عزل البدو وتشويه سمعتهم، وإبعادهم عن الاهتمام… pic.twitter.com/AT6oQP9feL
— Tamer | تامر (@tamerqdh) August 7, 2024
وأكدَ الأعسم، أنَّ عملياتِ الهدمِ في النقبِ تجري ليس بسببِ عدمِ ترخيص البيوت، وإنما هي عمليات انتقامٍ من المواطنين العرب في منطقة النقب، وتماشيًا مع سياسة وزير الأمن الداخلي المتطرف إيتمار بن غفير، وهو وزيرٌ عنصريٌ فاشي، يريدُ الانتقام من العربِ.
هآرتس: ارتفاع بنسبة 115% في عمليات هدم منازل أهالي النقب الأصليين
ونوهَ الأعسم، بأنَّ العديد من الإصابات وقعتْ خلال محاولات التصدي ولم تُنقلْ للمشافي تحسبًا من عملياتِ الاعتقال، حيث استخدمت القوة بكلِّ وسائل القمع من غازٍ مسيلٍ للدموع وخيول، وفي نهاية المطاف تمَّتْ السيطرة عليهم لهدم المنزل.
وحولَ هذه القريةِ، قالَ الأعسم، إنَّ قرية أمِّ بطين معترفٌ بها من سلطاتِ الاحتلالِ منذ نحوِ 20 عامًا، وهي تقعُ على حدودِ الضفة الغربية ولا تبعدُ سوى 10 كلم عن مدينةِ الظاهرية، وهي منطقة مركزية يعيشُ فيها الأهالي منذ أيام الأتراك، ويصلُ عددُ سكّانِها اليوم نحو 8 آلاف نسمة.
#متابعات ا مواجهات عنيفة في النقب بين أهالي قرية أم بطين و شرطة الاحتلال الإسرائيلية بعد اقتحام القرية لهدمها pic.twitter.com/QMgATfH13G
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) August 7, 2024
وحول حقيقة ما يجري من هدمٍ في القرى المعترف بها، بيَّنَ الأعسم أنَّ الاحتلال يريدُ من أصحاب الأراضي التنازل عن حقِّهم بالأرضِ مقابل ترخيص البناء، وهو ما يرفضه الأهالي لذا يقومون بالبناء، فتقومُ السلطاتُ بهدم البيوت بسبب عدم التنازل عن حقِّهم في الأرض بادعاء أنَّ البيت بُني من غير ترخيص، وحتى لو كان مرخصًا يقومون بسحب الترخيص.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن ارتفاع بنسبة 115% في عمليات هدم منازل أهالي النقب الأصليين. وفي الأشهر الأخيرة، هدمت "سلطة إنفاذ قانون الأراضي" المباني في النقب، حيث تم نقلها الأسبوع الماضي من وزارة المالية إلى وزارة الأمن القومي، ما أدى إلى هدم عشرات المباني.
وحذر مسؤول في هيئة تنمية النقب من أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير "يعمل على تأجيج الأوضاع في النقب بشكل انتقامي".