17-مايو-2024
نتنياهو وغالانت يعلنان رفض شروط حماس على ورقة باريس

الترا فلسطين | فريق التحرير

اعتبر محللون إسرائيليون أن المؤتمر الصحفي لوزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، مساء الأربعاء الماضي، مرحلة جديدة داخل حكومة الاحتلال ومجلس الحرب، فهو شكّل "انطلاقة لعبة من المذنب" و"لائحة اتهام" من وزير الجيش لرئيس الحكومة أثناء الحرب، وصبّ الوقود على  نار نقاش "اليوم الحالي واليوم التالي للحرب".

واختار المعلق السياسي في القناة 13 أودي سيغال التمهيد لاستعراض أقوال يؤاف غالانت بالقول: "هذا خطاب التحذير  الصادر عن يوآف غالانت وزير الجيش ضد نتنياهو، وردّ رئيس الحكومة عليه".

رأى المحلل السياسي للقناة 13، رفيف دروكر، أن تصريحات غالانت ورد نتنياهو عليها تشكّل بداية لعبة تبادل الاتهامات

وجاء في أقوال غالانت: "يتبلور توجه خطير يدفع باتجاه حكم عسكري ومدني إسرائيلي في قطاع غزة، وهذا بديل سيئ وخطير بالنسبة لإسرائيل. أدعو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى اتخاذ قرار وإعلان أن إسرائيل لن تحكم قطاع غزة مدنيًا، وأنه لن يتم إقامة حكم عسكري إسرائيلي في القطاع". 

ولم يتأخر نتنياهو في الرد قائلاً: "أنا لست مستعدًا لاستبدال حماس بفتح، وطالما بقيت حماس قائمة، فلن تتولى أي جهة إدارة غزة مدنيًا، وبالطبع لن تكون السلطة الفلسطينية".

رأى المحلل السياسي للقناة 13، رفيف دروكر، أن تصريحات غالانت ورد نتنياهو عليها تشكّل بداية لعبة تبادل الاتهامات، وشرح معنى ذلك قائلاً: "هذه لعبة تحميل المسؤولية. أولاً، عندما يلعبون لعبة الاتهامات، فإن كلا الشخصين يعتقد أن الحرب تتجه نحو عدم تحقيق انتصار مطلق في أحسن الأحوال، وربما يكون الوضع أسوأ من ذلك. لذا، يتمسك كل منهما بروايته ويحاول بأسرع وقت إقناع الجمهور بها".

المحللة السياسية للقناة 12 تحذر من أن هجوم نتنياهو  لا يقتصر على انتقاداته واتهاماته لغالانت فقط، بل يستهدف أيضًا الجيش وبقية وزراء مجلس الحرب

وتقول رواية نتنياهو، بحسب المحلل، أن الجيش هو المسؤول عن الفشل في القضاء على حماس، لأنه لم يكن قويًا وصارمًا بما فيه الكفاية. أما غالانت والجيش فيرون أنهم ليسوا المذنبين، فقد قاموا بواجبهم، لكن رئيس نتنياهو لم يوفر الدعم السياسي اللازم، لذا فهم يعتقدون أنه المسؤول عن الاضطرار للعودة إلى شمال القطاع والمواقع السابقة لتنفيذ المزيد من العمليات هناك.

أما المحللة السياسية للقناة 12، دانا فايس، فقد حذرت من أن هجوم نتنياهو لا يقتصر على انتقاداته واتهاماته لغالانت فقط، بل يستهدف أيضًا الجيش وبقية وزراء مجلس الحرب. وأكدت أن أقوال غالانت تعني في الواقع توجيه لائحة اتهام من وزير الجيش لرئيس الحكومة أثناء الحرب.

وأوضحت أن الهجوم الذي يشنه رئيس الحكومة نتنياهو على وزير الجيش غالانت يشكل في الواقع لائحة اتهام غير مسبوقة. مضيفة أن هذا الصراع ليس مقتصرًا على مواجهة بين رئيس الحكومة ووزير الجيش فقط، بل هو مواجهة بين نتنياهو ووزير الجيش الذي يمثل رأي جميع قادة الأجهزة الأمنية ووزراء مجلس الحرب بدون استثناء. فايس أشارت إلى أن العملية التي يقودها نتنياهو تضر بـ"أمن الدولة، وتكلف دماء الجنود وتهدد حياتهم، مما يؤدي إلى تبديد إنجازات الحرب".

تسريبات من جلسة حكومة الاحتلال الأسبوعية أظهرت أن الخلافات تدور حول "اليوم الحالي" وليس فقط بشأن "اليوم التالي" للحرب على غزة

وسألت القناة 12 رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، اللواء احتياط غيورا إيلند، عن رأيه في النزاع بين نتنياهو ووزير الجيش غالانت. فأجاب قائلاً إن غالانت على صواب في تصريحاته الحالية، معربًا عن أسفه لعدم إدلائه بها قبل عدة شهور. وأوضح أن الجيش يكرر الآن عمليات للمرة الثانية أو الثالثة في مواقع بشمال القطاع، والوضع في رفح غير واضح بسبب الضغوط الأميركية والمصرية. وأضاف إيلند أنه لو كان في مجلس الحرب، لسأل الجيش عن سبب افتراضهم أن ما لم ينجح حتى الآن سينجح لاحقًا، وما إذا كان الأمر يتطلب المزيد من القوات، ولماذا لا يتم استخدام المزيد من القوة العسكرية. وأكد أن هذا النقاش لا يحدث، وبالتالي فإن الأفعال الحالية ليست ذات جدوى كبيرة.

وكشف المحلل السياسي للقناة 12، يرون أبرهام، تسريبات من جلسة حكومة الاحتلال الأسبوعية أظهرت أن الخلافات تدور حول "اليوم الحالي" وليس فقط بشأن "اليوم التالي" للحرب على غزة. وأوضح أبرهام أن انتقادات الوزراء تتعلق باليوم الحالي، حيث قال نتنياهو: "سنقضي على حماس كما تعهدنا في بداية الحرب". وردّ وزير الاقتصاد بركات قائلاً: "لقد منحناكم سبعة شهور من الصلاحيات، ولم تحققوا نتيجة، فتجدد إطلاق الصواريخ على الغلاف، وبقاء حماس، وتهجير سكان الغلاف والشمال، كل ذلك يدور في حلقة مفرغة". وأشار وزير الشتات شيكلي إلى أن الحكومة لم تعد متصلة بالواقع، متسائلًا: "هل يعقل أن الشمال تم التخلي عنه؟". وعلّق أبرهام على التسريبات بالقول: "الوزراء لا يشعرون أنهم منخرطون بشكل كاف في عملية اتخاذ القرار، وأعضاء مجلس الحرب الذين يتخذون القرارات لا يحققون إنجازات في الحرب".